الكلام على حديث : ( إن الله حيي ستير )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 17970 – حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ،
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، فَإِذَا أَرَادَ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَى 
بِشَيْءٍ “

وهذا أعلوه بالإرسال

قال ابن أبي حاتم في العلل :” 24- وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ
شاذانُ ، عن أبِي بكرِ بنِ عيّاشٍ ، عن عَبدِ الملِكِ ، عن عطاءٍ ، عن صفوان بنِ يعلى
، عن أبِيهِ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : إِنَّ الله حيِيٌّ سِتِّيرٌ
، فإِذا اغتسل أحدُكُم فليستتِر.

قُلتُ لأبِي : وقد رأيتُ عن أحمد بنِ يُونُس ، عن أبِي بكرٍ ، عن عَبدِ
الملِكِ ، عن عطاءٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم … مُرسلاً قُلتُ لأبِي :
هذا المُتّصِلُ محفُوظٌ ؟ ؟ قال : ليس بِذاك”

وقال ابن أبي حاتم في العلل :” 2509- وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ
حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ
عَبْدِ الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى
بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ حَيِّيٌّ سِتِّيرٌ ، إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَسْتَتِرَ
وَلَوْ بِشَيْءٍ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : لَمْ يَصْنَعْ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ
شَيْئًا ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ الَّذِي
رَوَاهُ زُهَيْرٌ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ عَطَاءٍ
، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم”

وعطاء لم يسمع يعلى بن أمية كما قال المعلقون على المسند بل يروي عنه بواسطة
في العادة ، وقد خولف عبد الملك بن أبي سليمان من قبل ابن جريج أثبت الناس في عطاء
فرواه عن عطاء مرسلاً وهو أرجح ولا شك

وقال عبد الرزاق في المصنف 1111 : عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
عَطَاءٌ قَالَ: لَمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَالْأَبْوَاءِ
أَقْبَلَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ عَلَى حَوْضٍ فَرَجَعَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ فَلَمَّا رَآهُ قَائِمًا خَرَجُوَا إِلَيْهِ
مِنْ رِحَالِهِمْ فَقَالَ:

إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ يُحِبُّ الْحَيَاءَ، وَسِتِّيرٌ يُحِبُّ السَّتْرَ،
فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَارَ.

 فَقَالَ حِينَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُبَيْدٍ وَيُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ: قَدْ قَالَ مَعَ ذَلِكَ: اتَّقُوَا اللَّهَ.

 وَقَالَ: «لِيُفْرِغْ عَلَيْهِ
أَخُوهُ، أَوْ غُلَامُهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَلْيَغْتَسِلْ إِلَى بَعِيرِهِ

 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا، كُلُّهُ فِي ذَلِكَ

وهذه مخالفة من ابن جريج لعبد الملك العرزمي وابن جريج أثبت منه ، وعبد
الملك قال الحافظ :” صدوق له أوهام ” ، وإن كان عبد الملك له رواية مرسلة
وافق فيها ابن جريج تجدها عند هناد في الزهد

وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (73/72) : قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد،
وأنبأنيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل المصري المعروف بابن العسال بمكة شفاها،
أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى بدمشق، أنا تمام بن محمد، نا أبو الحسين
أحمد بن محمد بن يعقوب بن لؤلؤ البغدادي، وأبو الفرج سلامة بن محمود بن محمد الموصلي،
قالا: ثنا عبد الله بن ثابت المحاربي بالكوفة، نا عباس بن محمد الدوري، نا محمد بن
يوسف أبو بكر الجرجاني ، نا عاصم بن مضرس، عن عبد السلام بن حرب، عن بهز بن حكيم، عن
أبيه، عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رأى رجلا يغتسل في صحن الدار فقال:
«إن الله حييّ، حليم ستير، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ولو بجذم  حائط»

عاصم بن مضرس منكر الحديث كما في الميزان فهو ضعيف جداً ، وقد ورد هذا
الخبر في تاريخ جرجان وسقط ذكر عاصم بن مضرس ، ونبه المحقق على وجود سقط

وعليه فلا يصح في المرفوع في اسم ( الستير ) شيء ووجدت خبراً موقوفاً

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 13748 – حدثنا الربيع بن سليمان ، ثنا ابن
وهب ، أنبأ سليمان بن بلال ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن رجلين
سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن ، فقال لهم ابن عباس
: إن الله ستير يحب الستر ، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حجال في بيوتهم
فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله ، فأمرهم الله أن يستأذنوا
في تلك العوارت التي سمى الله ، ثم جاء الله عز وجل بعد بالستور فبسط عليهم في الرزق
فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال ، فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا
به

عمرو بن أبي عمرو تكلموا في روايته عن عكرمة خاصة قال البخاري كما في علل
الترمذي : لا أدري سمعه من عكرمة أم لا، وقال أيضاً: عمرو بن أبي عمرو صدوق لكنه روى
عن عكرمة مناكير.

 وقال أبو داود: ليس هو بذاك، حَدث
بحديث البهيمة، وقد روى عاصم عن أبي رزين، عن ابن عباس: ليس على من أتى بهيمة حد.

 وقال الساجي: صدوق إلا أنه يهم.

فهذا الخبر ضعيف

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم