الكلام على حديث ( إن الله تعالى ليعجب من الصلاة في الجميع )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 5112 : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
مَرْثَدٌ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ الْهُنَائِيَّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو النَّدَبِيُّ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَيَعْجَبُ مِنَ الصَّلَاةِ
فِي الْجَمِيعِ .

أقول : هذا الحديث معلول بعدة علل

الأولى : مرثد بن عامر الهنائي روى عنه جمع من الثقات وذكره ابن حبان في
ثقاته ولكن الإمام أحمد قال ( لا أعرفه ) فيكون مجهولاً

الثانية : أبو عمرو الندبي عامة الأئمة على تضعيفه فلا يمكن الاحتجاج بما
انفرد به

فقد ضعفه يحيى القطان وسليمان بن حرب وأحمد وابن معين وابن المديني وابن
سعد وأبو داود ( وهذا ضعفه جداً ) والعجلي وابن خراش ( وهذا ضعفه جداً ) وأبو حاتم
وأبو زرعة والعقيلي

وفقط أثنى عليه أيوب ! وأفادني التميمي أن ابن المديني وثقه في سؤالات
ابن أبي شيبة

فمثل هذا كيف يقبل حديثه ؟!

الثالثة : علة الوقف

جاء في علل الدارقطني :” 3028 – وسُئِل عَن حَديث بشر بن حرب – أبي
عَمْرو الندبي – عن ابن عُمَر ، عنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : إن الله
تعالى ليعجب من الصلاة في الجميع.

فقال : يرويه مرثد بن عامر الهنائي ، عن بشر بن حرب ، عن ابن عُمَر ، عنِ
النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.

وخالفه حماد بن زيد ، رواه عن بشر بن حرب ، عن ابن عُمَر مَوقوفًا”

حماد بن زيد لا شك أثبت من الهنائي المجهول ، والموقوف فيه بشر بن حرب
الندبي أيضاً وقد تقدم شرح حاله

وللحديث طريق أخرى مخرجة في كامل ابن عدي  فيها أبو هارون العبدي وصالح المري متروكان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم