الكلام على حديث : ( إني شرطت لزوجي أن لا أتزوج بعده )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الطبراني في الكبير  1186 :
حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الله ابن إدريس عن الأعمش عن
أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر : أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب امرأة البراء بن
معرور فقالت :

 إني شرطت لزوجي أن لا أتزوج بعده
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( إن هذا لا يصلح )

أقول : نعيم بن حماد له أخطاء انفراده بمثل هذا غريبٌ جداً فأين أصحاب
ابن إدريس والأعمش وجابر على كثرتهم عن هذا ، 
وقد خالفه من أوثق منه في السند لذا أعل أبو حاتم الحديث

قال ابن أبي حاتم في العلل : 1187- وسمِعتُ أبِي ، وذكر حدِيثًا : رواهُ
نُعيمُ بنُ حمّادٍ ، عن عَبدِ اللهِ بنِ إِدرِيس ، عنِ الأعمشِ ، عن أبِي سُفيان ،
عن جابِرٍ ، عن أُمِّ مُبشِّرٍ : أنَّ رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم خطب امرأة البراءِ
بنِ معرُورٍ ، فقالت : إِنِّي شرطتُ لِزوجِي أن لا أتزوّج بعدهُ فقال رسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم : إِنَّ ذلِك لا يصلُحُ.

فسمِعتُ أبِي يقُولُ : هذا حدِيثٌ خطأٌ ، رواهُ ابنُ إِدرِيس ، عن يحيى
بنِ عَبدِ اللهِ بنِ أبِي قتادة ، عن أُمِّهِ ، أو عن بعضِ أهلِهِ ، عنِ النّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم.

أقول : يحيى هذا لم يوثقه معتبر وأمه أو بعض أهله يبدو أنها تابعية فيكون
الخبر مرسلاً ، وأبو حاتم أدرك عامة تلاميذ عبد الله بن إدريس وسمع منهم

 وقد ذكر البخاري وجهاً آخر في
الاختلاف عليه

قال البخاري في التاريخ التاريخ الكبير (8/285رقم 3020) قال: قال لنا الجعفي
أخبرنا زيد بن حباب قال: أخبرنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن محمد بن عبد الرحمن
بن خلاد الأنصاري عن أم مبشر الأنصارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها وهي في
بعض حالاتها وكانت امرأة البراء بن معرور فتوفي عنها فقال : إن زيد بن حارثة قد مات
أهله ولن آلو أن أختار له امرأة فقد اخترتك له، فقالت: يا رسول الله أني حلفت للبراء
أن لا أتزوج بعده رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترغبين عنه، قالت: أفأرغب
عنه وقد أنزله الله بالمنزلة منك إنما هي غيره، قالت: فالأمر إليك، قال فزوجها من زيد
بن حارثة ونقلها إلى نسائه فكانت اللقاح تجيء فتحلب فيناولها الحلاب فتشرب ثم يناوله
من أراد من نسائه قالت: فدخل علىَّ وأنا عند عائشة فوضع يده على ركبتها وأسر إليها
شيئا دوني، فقالت بيدها في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم تدفعه عن نفسها فقلتُ:
مالك تصنعين هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجعل يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعيها فإنها تصنع هذا وأشد من هذا.

محمد بن عبد الرحمن هذا مجهول ، وعموماً الحديث حديث يحيى بن عبد الله
بن أبي  قتادة وهو مع جهالة حاله وقع اختلاف
عليه و

كلا الوجهين إذا رجح  فإن أصل الحديث لا يثبت

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم