قال الإمام أحمد في مسنده 19677 : ثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا
عاصم الأحول عن أبي كبشة قال سمعت أبا موسى يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم :
” مثل الجليس الصالح كمثل العطار ان لا يحذك يعبق بك من ريحه ومثل
الجليس السوء كمثل صاحب الكير .
قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما سمي القلب من تقلبه إنما
مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهر البطن .
قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان بين أيديكم فتنا كقطع الليل
المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير
من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي.
قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس
بيوتكم”
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 35965: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ
، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : الْجَلِيسُ الصَّالِحُ
خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ جَلِيسِ السُّوءِ ، أَلاَ إنَّ
مَثَلَ الْجَلِيس الْصَّالِح كَمَثَلِ الْعِطْرِ أَلاَ يُحْذِكَ يَعْبَقُ بِكَ مِنْ
رِيحِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ مَثَلَ جَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ الْكِيرِ إِلاَّ يَحْرُقُك
يَعْبَقُ بِكَ مِنْ رِيحِهِ ، أَلاَ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ
، أَلاَ وَإِنَّ مَثَلَ الْقَلْبِ مَثَلُ رِيشَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِشَجَرَةٍ فِي فَضَاءٍ
مِنَ الأَرْضِ فَالرِّيحُ تُقَلِّبُهَا ظَهْرًا وَبَطْنًا.
أقول : فخالفه علي بن مسهر فوقفه ، والوقف أصح والله أعلم
فقد رواه موقوفاً أيضاً ابنُ المبارك في “الزهد” (358)
وأبو معاوية الضرير أخرجه هنّاد في “الزهد” (1237)
قال العُقيلي في “الضعفاء” 1/160: “وهذه الرواية ( يعني
الموقوفة ) أولى من رواية عبد الواحد وبُريد وشُبيل وأبان العطار، وهذا الصحيح
“
والرواية من هذا الوجه سواءً كانت مرفوعة أو موقوفة فهي ضعيفة لجهالة أبي
كبشة
قال القطيعي في روايته للمسند : 19772حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد
قال انا الجريري عن غنيم بن قيس عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال :” ان هذا القلب كريشة بفلاة من الأرض يقيمها الريح ظهر البطن
قال أبي ولم يرفعه إسماعيل عن الجريري “
أقول : وإسماعيل ابن علية ( وهو من شيوخ أحمد ) روى عن الجريري قبل الاختلاط
بخلاف يزيد .
فإنه روى عنه بعد الاختلاط فتكون
الرواية المحفوظة عن الجريري الموقوفة .
ورواية ابن علية عن الجريري عند
أحمد في الزهد (1112)
وَقَال ابن الجنيد : سألت يحيى بن مَعِين ، قلت : يزيد بن هارون كتب عن
الجريري ؟ قال : نعم. قال يحيى : وكان كهمس بن الحسن يقول : إن الجريري اختلط بعد ذلك
بكثير” (سؤالات ابن الجنيد ، الورقة 3).
ولكن ابن طهمان ذكر عن يحيى أن”يزيد
بن هارون كتب عن الجريري بعدما اختلط ، أحسبه أنه قال : سمعت يزيد قال ذلك ، وسماعه
من الجريري مختلط” (ابن طهمان ، الترجمة : 327) .
وذَكَره العجلي في ثقاته وَقَال
: بري ثقة ، واختلط بأخرة ، روى عنه في الاختلاط : يزيد بن هارون وابن المبارك ، وابن
أَبي عدي ، وكل ما روى عنه مثل هؤلاء فهو مختلط .
إنما الصحيح عَنه : حماد بن سلمة
، وإسماعيل بن علية , وعبد الاعلى من أصحهم سماعا منه ، سمع منه قبل أن يختلط بثمان
سنين ، وسفيان الثوري وشعبة صحيح” (الورقة 18) ( مستفاد من حاشية تهذيب الكمال
)
وقد رواه موقوفاً عن الجريري أيضاً شعبة بن الحجاج كما في الجعديات (
1185) بسندٍ صحيح وقد روى عنه قبل الاختلاط أيضاً
ويكون الجريري خالف يزيد الرقاشي الضعيف الذي رفع الحديث عند ابن ماجه
(88) ، فيكون المحفوظ عن غنيم رواية الوقف فتخالف رواية أبي كبشة المجهول المرفوعة
فيكون الموقوف أصح والله أعلم
وللخبر المرفوع شاهد من حديث أنس
قال البيهقي في شعب الايمان 751 : أخبرنا أبو طاهر الفقيه و أبو علي الروذباري
قالا ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوري أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار
العطاردي أنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال :” قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم :
مثل القلب مثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح.
أقول : والعطاردي متكلمٌ فيه ، وأبو بكر بن عياش له أوهام وقد خولف في
الرواية عن الأعمش
قال ابن أبي عاصم في السنة 228: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الرَّقَاشِيِّ عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَثَلُ الْقَلْبِ مِثْلُ رِيشَةٍ تُقَلِّبُهَا
الرِّيحُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ
أقول : فالوجه المحفوظ عن الأعمش هو روايته عن الرقاشي الضعيف الذي قد
خولف في سند الخبر ، ومن هذا يعلم أن رفع الخبر منكر ، والصواب وقفه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم