الكلام على حديث : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن الأحاديث المشتهرة على الألسنة (إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ،
فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ، وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ ) وهذا الحديث
معلول

قال الإمام أبو داود 4782 : حدثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو معاوية ثنا داود
بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي ذر قال :” إن رسول الله صلى الله
عليه و سلم قال لنا ” إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع

4783 : حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن داود عن بكر أن النبي صلى الله عليه
و سلم بعث أبا ذر بهذا الحديث

قال أبو داود :” وهذا أصح الحديثين”

قلت : فأبو داود هنا يرجح رواية خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند المرسلة
إرسالاً صريحاً على رواية أبي معاوية عن داود بن أبي هند التي جاءت موصولة عند أحمد
في المسند وإن كان في سندها انقطاع هنا

وذلك لأن أبا معاوية في حديثه عن غير الأعمش أوهام فلا يصمد عند المخالفة

قال المزي في تهذيب الكمال (25/ 129) :” وَقَال عَبد الله بن أحمد
بن حنبل : سمعت أبي يقول : كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول : قد صار
حديث الأعمش في فمي علقما أو هو أمر من العلقم لكثرة ما يردد عليه حديث الأعمش.

وَقَال أيضاً : سمعت أبي يقول : أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش
مضطرب لا يحفظها حفظا جيداً “

وقَال ابن محرز : سألت يحيى عَن أبي معاوية محمد بن خازم قلت : كيف هو
في غير الأعمش ؟ فقال : ثقة ولكنه يخطئ (سؤالاته الترجمتان 385 ، 872)

وأما خالد بن عبد الله الواسطي الطحان فثقة ثبت لم يتكلموا في شيء من رواياته
فيما أعلم

وقد جاء الحديث من وجهٍ ثالث عند الديلمي وفيه رواية بكر عن أبي ذر ولم
يسمع منه

قال ابن أبي حاتم في المراسيل ص4 :” سمعت أبي يقول بكر بن عبدالله
المزني عن أبي ذر مرسل”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم