الكلام على حديث ( إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء البارد من السحر ثلاثا )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال النسائي في السنن الكبرى 7612 : أخبرنا أحمد بن محمد بن هانئ بغدادي
إسكاف أبو بكر الأثرم قال ثنا عبيد الله بن محمد قال أنا حماد عن حميد عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم :

 إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء
البارد من السحر ثلاثا.

هذا الحديث حذفه النسائي من سننه الصغرى ، وذلك أن الراجح فيه الإرسال
كذا رجحه أبو حاتم وأبو زرعة

قال ابن أبي حاتم في العلل :” 2535: وَسَأَلْتُ أَبِي ، وَأَبَا
زُرْعَةَ ، عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَابْنُ عَائِشَةَ ، عَنْ
حَمَّادٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ
: إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ ثَلاثَ لَيْلالٍ
مِنَ السَّحَرِ.

قَالَ أَبِي : رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم ، وَهُوَ أَشْبَهُ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : هَذَا خَطَأٌ ، إِنَّمَا هُوَ حُمَيْدٌ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ الصَّحِيحُ”

ولا يقال أنه قد يكون حميد حمله عن الحسن وحمله عن أنس وجوه

أولها : أن منهج أهل الحديث في هذا الترجيح وعليه بنيت عامة أحكامهم
في كتب ولا ينبغي أن ننازع الأمر أهله

ثانيها : أن ( حميد عن أنس ) جادة يسبق إليها الوهم ، فاتهام من سلك
الجادة بالوهم أولى من الحمل على تعدد الطرق

ثالثها : أن حميداً لو كان عنده الحديث عن أنس لما احتاج إلى حمله وروايته
عن الحسن أصلاً

وقال الوادعي في أحاديث معلة ظاهرها ص45:” هكذا قال الحاكم وسكت
عليه الذهبي ، وإليك ما قاله ابن أبي حاتم رحمه الله في كتاب “العلل” (ج2ض337)
قال رحمه الله :سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه روح بن عبادة وابن عائشة عن حماد عن
حميد عن انس – فذكره- قال أبي : رواه موسى ابن اسماعيل وغيره عن حماد بن سلمة عن حميد
عن الحسن عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهو أشبه. قال أبو زرعة هذا خطأ
إنما هو حميد عن الحسن عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهو الصحيح .اهـ

هذا قول الحافظين الناقدين ولسنا نعارض قولهما بكلام عصري باحث ليس
بحافظ فإن وجدنا من يعارضهما من العلماء الحفاظ نظرنا في حجة كل واحد منهما ثم نرجح
إن تيسر الترجيح وإلا توقفنا والحمد لله”انتهى كلام الوادعي

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم