الكلام على حديث ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فإن وسع له فليجلس ……)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة 3278 : حدثنا أبو بكر الآجري
، ثنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا لوين ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن زرارة
، عن مصعب بن شيبة ، عن أبيه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 إذا انتهى أحدكم إلى المجلس
، فإن وسع له فليجلس ، وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فليجلس فيه .

مصعب بن شيبة ضعيف قال أحمد ( روى أحاديث مناكير ) وقال النسائي ( منكر
الحديث ) والعامة على تضعيفه

وعبد الله بن زرارة لم يوثقه معتبر

والخبر معلول بالإرسال

قال البخاري في تاريخه في ترجمة مصعب بن شيبة :” قَالَ مُوسى:
حدَّثنا حَماد بْن سَلَمة، عَنْ عَبد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنِ ابْنِ شَيبَة، عَنِ
النَّبيِّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم؛ إِذا جاءَ أَحَدُكُم، فَأَوسَعَ لَهُ أًخُوهُ،
فَإِنَّما هِيَ كَرامَةٌ أَكرَمَهُ اللَّهُ بِها.

وعَنْ أَبي عَوانة، عَنْ عَبد الملك، عَنْ مُصعَب، خازن البيت … نَحوَهُ”

وليس في هذا المرسل قوله (وإلا فلينظر أوسع مكان يراه فليجلس فيه) فدل
على شذوذ هذه الزيادة

غير أنها وردت في مسند الحارث كما بغية الباحث 919 : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ , عَنِ ابْنِ شَيْبَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ:

إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْقَوْمِ فَأُوسِعَ لَهُ فَلْيَجْلِسْ
, فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ
الْمُسْلِمُ , فَإِنْ لَمْ يُوَسَّعْ لَهُ فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعَهَا مَكَانًا فَلْيَجْلِسْ
فِيهِ.

وروى الدارقطني في غرائب مالك من طريق محمد بن علي بن الحسن النقاش
عن أحمد بن جعفر بن محمد أبو بكر البزار وقيل الوراق نزيل حلب عن مجاهد بن موسى عن
معن بن عيسى عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (إذا
جاء أحدكم إلى القوم فأوسع له فليجلس فإنما هي كرامة من الله أكرمه بها أخوه المسلم
فإن لم يوسع له فلينظر إلى أوسع مكان فليجلس )

ثم قال الدارقطني: لم هذا الشيخ عن مجاهد بن موسى ولعله شبه عليه، قال:
هذا غير محفوظ بهذا الإسناد وقيل لي: إن هذا الشيخ لم يكن به بأس

وهذا استنكار من الداقطني وحق له أن يستنكر ، إذ كيف ينفرد هذا الرجل
بهذا الحديث عن ( مالك عن نافع عن ابن عمر ) من دون أصحاب مالك ولا يوجد الحديث في
موطأ مالك .

 والنكارة الاسنادية لا تدفع
بورود الخبر من طريق أخرى مختلفة تماماً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم