قال أحمد في مسنده 17406 : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا
حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ مِشْرَحَ بْنَ هَاعَانَ، أَخْبَرَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
أَهْلُ الْيَمَنِ أَرَقُّ قُلُوبًا، وَأَلْيَنُ أَفْئِدَةً، وَأَنْجَعُ
طَاعَةً.
هذا إسناد ظاهره الحسن غير أن مشرح بن هاعان صاحب مناكير عن عقبة بن عامر
قال ابن حبان في المجروحين :” يروى عن عقبة مناكير لا يتابع عليها
، فالصواب ترك ما انفرد به”
وقال ابن عدي في الكامل :” ولمشرح عن عقبة غير ما ذكرت يروي عنه بن
لَهِيعَة وغيره من شيوخ مصر وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ”
واستنكر عليه عدة أحاديث عن عقبة بن عامر
منها حديث (مَن عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ، ومَنْ عَلَّقَ
وَدَعَةً فَلا أَوْدَعَ اللَّهُ لَهُ) وروايته عن عقبة منكرة في هذا الحديث فقد صح
الحديث عن عقبة بسند أقوى من هذا بلفظ آخر
قال أحمد في مسنده 17694: حَدَّثنا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ
حَدَّثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ دُخَيْنٍ الْحَجْرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم أَقْبَلَ إِلَيْهِ
رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ بَايَعْتَ
تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا قَالَ: إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا
فَبَايَعَهُ وَقَالَ: مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ.
فهذا اللفظ الصحيح لذا استنكر ابن عدي رواية مشرح
واستنكر ابن عدي عليه حديث (لَوْ كَانَ الْقُرْآنُ فِي إهاب ما مسته النار)
ومتنه غريب ولعل الحمل فيه على ابن لهيعة
واستنكر عليه أحمد حديث ( لو كان بعدي نبي لكان عمر )
قال الخلال كما في المنتخب من علله :” 106- وقال إبراهيم بن الحارث:
إن أبا عبدالله سئل عن حديث عقبة بن عامر : “لو كان بعدي نبي لكان عمر”؟.
فقال: اضرب عليه؛ فإنه عندي منكر”
واستنكر عليه حديث السجدتين في سورة الحج
قال الترمذي في جامعه 578 : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، فُضِّلَتْ سُورَةُ الحَجِّ بِأَنَّ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ؟ قَالَ:
نَعَمْ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا.
هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ القَوِيِّ
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ العِلْمِ فِي هَذَا.
ولعل الحمل على ابن لهيعة في هذا الحديث
كتبت هذا كله لتوكيد كلمة ابن حبان لذا يكون الخبر ضعيفاً فصنيع أهل العلم
على تضعيف أحاديثه عن عقبة كما ترى.
وقد صح الحديث من غير طريق عقبة
بغير زيادة ( وأنجع طاعة ) فهي ضعيفة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم