قال أبو داود في سننه 3535 : حدثنا محمد بن العلاء وأحمد بن إبراهيم
قالا ثنا طلق بن غنام عن شريك قال ابن العلاء وقيس عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا
تخن من خانك .
هذا الحديث استنكره أبو حاتم على طلق بن غنام
قال ابن أبي حاتم في العلل :” 1114: وسمِعتُ أبِي يقُولُ : طلقُ
بن غنّامٍ هُو ابنُ عمِّ حفصِ بن غِياثٍ ، وهُو كاتِبُ حفصِ بن غِياثٍ ، روى حدِيثًا
مُنكرًا عن شرِيكٍ ، وقيسٍ ، عن أبِي حُصينٍ ، عن أبِي صالِحٍ ، عن أبِي هُريرة ، عنِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ : أدِّي الأمانة إِلى منِ ائتمنك ، ولاَ
تخُن من خانك.
قال أبِي : ولم يروِ هذا الحدِيث غيرُهُ”
ووجه استنكاره لخبره مع أنه ثقة في الجملة انفراده عن ثلاث طبقات في
السند بهذا الخبر من مسند أبي هريرة وهو كثير الأصحاب جداً ، وأيضاً عن أبي صالح وهو
كذلك
ولهذا أورد البزار هذا الحديث في مسند المعلل
وقال أبو داود في سننه 3534 : حدثنا أبو كامل أن يزيد بن زريع حدثهم
ثنا حميد يعني الطويل عن يوسف بن ماهك المكي قال
:كنت أكتب لفلان نفقة أيتام كان وليهم فغالطوه بألف درهم فأداها إليهم
فأدركت لهم من مالهم مثليها قال قلت أقبض الألف الذي ذهبوا به منك ؟ قال لا حدثني أبي
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ” أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن
من خانك “
وهذا في إسناده مبهم
وقال عبد الرزاق في تفسيره 1520 : هِشَامًا يُحَدِّثُ , عَنِ الْحَسَنِ
أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: لَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ
, وَأَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ.
ومراسيل الحسن من أوهى المراسيل ، ويحتمل أن يكون الساقط فيه ذاك المبهم
فيعود الإسنادان إلى كونهما إسناداً واحداً فلا يصلح للتقوية
وقال الحاكم في مستدركه 2352 : حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ
، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَسْقَلَانِيُّ
، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، ثنا ابْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ
ائْتَمَنَكَ ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ .
وهذا ضعيف جداً من أجل أيوب بن سويد فإنه كان يسرق الحديث كما قال ابن
معين وهذا جرح مفسر مسقط وقد استنكر عليه الدارقطني هذا الخبر
قال الدارقطني في أطراف الأفراد والغرائب :” ( 1329 ) حديث :
«أد الأمانة إلى من ائتمنك.. ». الحديث. تفرد به عبد الله بن شَوْذَب عن أبي
التياح، وتفرد به أيوب بن سويد عنه”
وقد استنكره ابن عدي أيضاً على أيوب فقال في الكامل (2/27) :”
: وَهَذَا الْحَدِيثُ بَهَذَا الإِسْنَادِ ( لا ) يَرْوِيهِ،
عنِ ابْنِ شَوْذَبٍ غَيْرُ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، وَهو مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ،
وإِنَّما يُرْوَى هَذَا الْمَتْنُ، عَن أَبِي حُصَيْنٍ، عَن أَبِي صَالِحٍ، عَن أَبِي
هُرَيْرَةَ”
وقوله ( لا ) سقط من بعض النسخ
وقال الطبراني في مسند الشاميين 3343 : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح
، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ، ثنا يحيى بن أيوب ، عن إسحاق بن أسيد ، عن أبي حفص
الدمشقي ، عن مكحول ، عن أبي أمامة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
:
أد الأمانة إلى من ائتمنك ،
ولا تخن من خانك .
إسحاق بن أسيد قال فيه أبو حاتم :” شيخ مجهول لا يشتغل به
” وضعفه الأزدي جداً وشيخه أيضاً مجهول وانفراد مجاهيل بمثل هذا عن مكحول إمام
أهل الشام عن أبي أمامة إلى النكارة أقرب منه إلى الضعف المحتمل
وقال الطبراني في الكبير 760 : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أحمد
بن زيد القزاز ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك )
يحيى بن عثمان حافظ وله ما ينكر والصواب أن أيوب مكان ضمرة ولعل محقق
الطبراني لم يقرأ السند جيداً
قال أبو نعيم في الحلية (6/ 132) : حدثنا محمد بن الحسن بن علي ومحمد
بن إبراهيم قالا ثنا محمد بن الحسن ثنا أحمد بن زيد الخزاز ثنا أيوب بن سويد عن ابن
شوذب عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أد الأمانة
إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك
فيبدو أن محقق الطبراني لم يقرأ السند جيداً خصوصاً مع نص الدارقطني
على تفرد أيوب عن ابن شوذب
ولهذا ضعف الحديث الحافظ ابن الجوزي في العلل المتناهية
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (4/110) :” حَدِيثُ : { أَدِّ الْأَمَانَةَ
إلَى مَنْ ائْتَمَنَك ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَك } .
أَبُو دَاوُد ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ
، تَفَرَّدَ بِهِ طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، وَاسْتَشْهَدَ لَهُ الْحَاكِمُ
بِحَدِيثِ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ ، وَفِيهِ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْد مُخْتَلَفٌ
فِيهِ ، وَذَكَرَ الطَّبَرَانِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهِ .
وَفِي الْبَابِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ
فِي الْعِلَلِ الْمُتَنَاهِيَةِ وَفِي إسْنَادِهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ .
وَرَوَى أَبُو دَاوُد ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ
مَاهَكَ ، عَنْ فُلَانٍ ، عَنْ آخَرَ ، وَفِيهِ هَذَا الْمَجْهُولُ ، وَقَدْ صَحَّحَهُ
ابْنُ السَّكَنِ ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُمَامَةَ بِسَنَدٍ
ضَعِيفٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : هَذَا الْحَدِيثُ
لَيْسَ بِثَابِتٍ ، وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : لَا يَصِحُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ
، وَنُقِلَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَا أَعْرِفُهُ
مِنْ وَجْهٍ يَصِحُّ “
فضعفه الإمام أحمد والشافعي وحكم أحمد عليه بالبطلان لأنه يخالف عنده
أحاديث الظفر والله أعلم ، وقد ضعف هذا الخبر أيضاً ابن حزم في المحلى (8/181)
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم