قال أبو نعيم في الحلية (1/6) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُعَدِّلِ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُلُّوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا
الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ:
سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَوْلِيَاءُ اللهِ؟
قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
.
هياج بن بسطام متروك نص على ذلك أحمد وأبو داود وقال ابن معين :”
ليس بشيء “
ثم قال أبو نعيم : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَحَدَّثَنَا
أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ
بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ
بِخِيَارِكُمْ؟ ، قَالُوا: بَلَى.
قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُءُوا
ذُكِرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهَا: أَنَّهُمُ الْمُسَلَّمُونَ مِنَ الْفِتَنِ
, الْمُوقَوْنَ مِنَ الْمِحَنِ
يحيى بن عبد الحميد الحماني متهم بالكذب ، وليس في هذا الخبر ذكر تفسير
الآية ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ، والخبر في مسند أحمد من
غير طريق الحماني بغير هذا اللفظ
وقال أبو نعيم في الحلية : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا
رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ التُّجِيبِيِّ، عَنْ أَبِي
مَنْصُورٍ، مَوْلَى الْأَنْصَارِ , أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ، يَقُولُ:
إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” قَالَ
اللهُ عزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي
الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي , وَأُذْكَرُ بِذِكْرِهِمْ»
وهذا منكر عبد الله بن الوليد التجيبي ضعفه الدارقطني جداً حيث قال
:” لا يعتبر به ” ، ورشدين بن سعد متروك كما قال النسائي ونص قتيبة بن سعيد
أنه كان يتلقن
فهذه الطرق كلها شديدة الضعف
قال أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان 840 : حدثنا سليمان بن أحمد ،
ثنا الفضل بن أبي روح البصري ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، ثنا يحيى بن يمان ، عن
أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون قال : يذكر الله عز وجل برؤيتهم .
حدثنا محمد بن عبد الله بن سين
، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، مثله
عبد الله بن عمر بن أبان على وثاقته له مناكير ، وقد انفرد برفع هذا الخبر
ووصله عن يحيى بن يمان ، فقد خالفه جبل الحفظ أبو بكر بن أبي شيبة فرواه مرسلاً
قال ابن أبي شيبة في المصنف 35477: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ،
عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَفَعَهُ : {ألا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ
لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} يُذكَرُ اللَّهُ لِرُؤْيَتِهِمْ.
وقال الطبري في تفسيره 17703: حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا ابن
يمان قال، حدثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، وسعيد بن جبير، عن ابن عباس: (ألا
إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ، قال: الذين يُذْكَرُ الله لرؤيتهم.
17704- حدثنا أبو كريب وأبو هشام قالا حدثنا ابن يمان، عن أشعث بن إسحاق،
عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
17705- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن يمان، عن سفيان، عن العلاء بن المسيب،
عن أبي الضحى، مثله.
فهذا اختلاف شديد على يحيى بن يمان فمنهم من يرويه عنه مرسلاً ، ومنهم
من يرويه موقوفاً عن ابن عباس بسند ضعيف
ويحيى بن يمان قال فيه في التقريب :” صدوق عابد يخطىء كثيرا و قد
تغير”
وقد روي الخبر من طريق سعيد بن جبير مرسلاً من غير طريق يحيى بن يمان
قال الطبري في تفسيره 17710:. . . . قال، حدثنا أبو يزيد الرازي، عن يعقوب،
عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هم الذين إذا رُؤُوا ذُكِر
اللهُ.
17711: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا فرات، عن أبي سعد، عن
سعيد بن جبير قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن “أولياء الله”، قال:
هم الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله.
وجاء في زوائد في زوائد الزهد 218 : حدثنا كثير بن شهاب بن عاصم القزويني
قال : حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال : حدثنا يعقوب الأشعري يعني القمي ، عن جعفر
بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رجل : يا رسول الله ، من
أولياء الله ؟
قال : الذين إذا رؤوا ذكر الله
تعالى .
يعقوب القمي صدوق يخطيء وروايته تخالف الروايات الأخرى المرسلة عن سعيد
، وهو نفسه روي الخبر من طريقه مرسلاً ، ولهذا أورد البزار هذه الرواية في مسنده المعلل
وقال بعده :” وقد رَواه غير مُحَمد بن سَعِيد ، عَن يعقوب عن جعفر ، عَن سَعِيد
بن جبير ، مُرسَلاً”
وممن رواه عن القمي مرسلاً غير أبي يزيد الرازي محمد بن عبد الوهاب
قال ابن أبي الدنيا في الأولياء 15 : نا محمد بن عبد الوهاب ، نا يعقوب
القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، قال : قيل : يا رسول الله ، من
أولياء الله ؟
قال : الذين إذا رؤوا ذكر الله
.
ورواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد أصلاً فيها كلام
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/344) :” جعفر بن أبى المغيرة [ د
، ت ، س ] القمي . صاحب سعيد بن جبير . رأى ابن عمر ، وكان صدوقا . روى عنه يعقوب القمى
، ومندل بن على ، وجماعة . وذكره ابن أبى حاتم وما نقل توثيقه ، بل سكت ، قال ابن مندة
: ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير . قلت : روى هشيم عن مطرف ، عنه ، عن سعيد بن جبير
، عن ابن عباس في قوله : وسع كرسيه السموات والارض – قال : علمه . قال ابن مندة : لم
يتابع عليه . قلت : قد روى عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كرسيه
موضع قدمه . والعرش لا يقدر قدره .: فيهلكوا . وروى أبو بكر الهذلي وغيره ، عن سعيد
بن جبير من قوله : قال الكرسي موضع القدمين “
أقول : وقد رأى بعضهم أن هذا تعنت من ابن مندة ، فإن الراوي لا يتم اسقاطه
بغلطٍ واحد ، وقد كنت أستوجه هذا حتى وقفت على نصٍ في لأبي زرعة في العلل لابن أبي
حاتم يوافق فيه ما ذهب إليه ابن مندة
قال ابن أبي حاتم في العلل (1/83) :” وسألتُ أبِي وأبا زُرعة عَن
حدِيثٍ ؛ رواهُ يعقُوبُ الأشعرِيُّ ، عن جعفرٍ ، عن سعِيدِ بنِ جُبيرٍ ، عنِ ابنِ عبّاسٍ
، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أنّهُ كان إِذا صلّى المغرِب صلّى ركعتينِ ،
يُطِيلُهُما حتّى تصدّع أهلُ المسجِدِ.
قال أبِي : حُكِي عن يعقُوب الأشعرِيِّ ، أنّهُ قال : هذِهِ الأحادِيثُ
الّتِي أُحدِّثُكُم بِها عن جعفرٍ ، عن سعِيدٍ ، كُلُّها عنِ ابنِ عبّاسٍ ، عنِ النّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم ، فإِن كان هذا الّذِي حُكِي حقًّا فهُو صحِيحٌ ، وإِن لم يكُن
حقًّا فهُو عن سعِيدٍ قولُهُ.
وقال أبُو زُرعة : هذا عندِي عن سعِيدٍ قولُهُ ، لأنّهُ مُحالٌ أن تكُون
هذِهِ الأحادِيثُ كُلُّها عنِ ابنِ عبّاسٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قرِيبٌ
مِن أربعِين حديثًا أو أكثرُ “
وقال ابن أبي الدنيا في الأولياء 27 : نا هارون بن معروف ، نا سفيان ،
عن مسعر ، عن سهل أبي الأسد ، عن سعيد بن جبير ، قال : قيل : يا رسول الله ، من أولئك
الذين هم أولياء الله ؟
قال : هم الذين إذا رؤوا ذكر الله
.
وعليه فإن الخبر لا يصح مرفوعاً ، وأكثر الروايات المرسلة عن سعيد وأصحها
ليس فيها ذكر الآية فذكرها في المرسل غير محفوظ إذ انفرد به يحيى بن يمان
وقد روي هذا الخبر موقوفاً على ابن مسعود
قال الطبري في تفسيره 17709-. . . . قال، حدثنا زيد بن حباب، عن سفيان،
عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، عن عبد الله: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون) ، قال: الذين إذا رُؤُوا ذُكِر الله لرؤيتهم
وزيد بن الحباب صدوق كثير الخطأ ، وقد خالفه ابن مهدي فوقفه على أبي الضحى
وهو تابعي
قال الطبري في تفسيره 17707-. . . . قال: حدثنا ابن مهدي وعبيد الله، عن سفيان، عن العلاء
بن المسيب، عن أبي الضحى قال: سمعته يقول في هذه الآية: (ألا إن أولياء الله لا خوف
عليهم ولا هم يحزنون) ، قال: من الناس مَفَاتِيح، إذا رُؤُوا ذُكِر الله لرؤيتهم.
وهذا هو الصواب ، ثم إنه كان محفوظاً من طريق حبيب بن أبي ثابت عن أبي
وائل فإن له علة خفية
قال الدوري في تاريخ ابن معين 2025 : سَمِعت يحيى يَقُول فِي حَدِيث حبيب
بن أَبى ثَابت عَن وَائِل عَن عبد الله من النَّاس مَفَاتِيح إِذا رؤوا ذكر الله قَالَ
يحيى يرَوْنَ أَنه حبيب بن حسان .
وفي عبد الله بن أحمد في العلل 4760 : حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا زَيْدُ
بْنُ الْحُبَابِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ
أَبِي وَائِلٍ قَالَ قَالَ بن مَسْعُودٍ إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ ذكر الله فَإِذا
رؤوا ذُكِرَ اللَّهُ
4761 : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ
أَبِي ثَابِتٍ نَرَى أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الأشرس
وحبيب بن حسان هذا متروك فليس هو ابن أبي ثابت الثقة
فخبر تفسير الآية شديد الضعف موقوفاً ومرفوعاً ، والقدر المرفوع من غير
ذكر الآية ضعيف
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم