الكلام على حديث ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 18524 : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ، قَالَ:

 كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ” أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ
؟ “

 قَالُوا: الصَّلَاةُ، قَالَ:
حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا ,   قَالُوا: الزَّكَاةُ، قَالَ: حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ
بِهَا ,

 قَالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ
. قَالَ: حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ ,  قَالُوا:
الْحَجُّ، قَالَ: حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ ,

 قَالُوا: الْجِهَادُ، قَالَ:
حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ ,  قَالَ: إِنَّ أَوْثَقَ
عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ .

ليث ضعيف وقد خولف فقد قد رواه أبو اليسع المكفوف عن عمرو بن مرة معضلاً

 وأبو اليسع لم يوثقه أحد فيبقى
الأمر مضطرباً ، ولا يمكن التقوية بهذا السند لأن الرواية المعضلة قد تكون هي المحفوظة

قال وكيع في الزهد 323 : حدثنا أبو اليسع المكفوف ، عن عمرو بن مرة
، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوثق عرى الإيمان الحب في الله ، والبغض
فيه .

وقال أحمد في مسنده 21303 : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ
يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

أَتَدْرُونَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟   قَالَ قَائِلٌ:
الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ، وَقَالَ قَائِلٌ: الْجِهَادُ.

 قَالَ: إِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ
إِلَى اللهِ الْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ .

يزيد ضعيف وقد خولف

قال ابن بي شيبة في المصنف 31060: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : أَوْثَقُ عُرَى
الإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ وَالْبُغْضُ فِيهِ.

وهذا أصح ، وهو أن الكلام لمجاهد ولم يرفعه

قال ابن أبي شيبة في المصنف 31083: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ
، عَنِ الصَّعْقِ بْنِ حَزْنٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي عَقِيلُ الْجَعْدِي ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ سُوَيْد بْنِ غَفَلَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم :

 أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ
الْحُبُّ فِي اللهِ وَالْبُغْضُ فِي اللهِ.

عقيل الجعدي منكر الحديث كما قال البخاري

وقال ابن عدي في الكامل (2/ 204) : حَدَّثَنَا الفريابي، حَدَّثَنا
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم، حَدَّثَنا بُكَير بْن معروف أَبُو
معاذ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبد الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،
عَن جَدِّهِ عَنْ عَبد الله بن مَسْعُودٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَدْرُونَ مَا أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ قُلْنَا اللَّهُ
وَرَسُولُه ُأعَلْمُ قَالَ الْوِلايَةُ فِي اللَّهِ وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ
فِي اللَّهِ الْحَدِيثَ.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمد بْنِ الهثم الدوري، حَدَّثَنا مُحَمد
بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسين بن شقيق، حَدَّثَنا أَبُو وَهْبٍ مُحَمد بْنُ مُزَاحِمِ بن
سهل بن مزاحم، حَدَّثَنا بُكَير بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عنِ
ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ خَيْبَرٍ فَكُنْتُ فِيمَنْ صَعَدَ الثُّلْمَةَ فَقَاتَلْتُ
حَتَّى رُؤِيَ مَكَانِي وَأبْليْتُ، وَعلي ثَوْبٌ أَحْمَرُ فَلَمْ أَعْلَمْ أَنِّي
رَكِبْتُ فِي الإِسْلامِ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْهُ لِلشُّهْرَةِ.

قَالَ الشَّيْخُ: وَبُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ لَيْسَ بِكَثِيرِ الرِّوَايَةِ،
ولاَ أَعْلَمُ يَرْوِي عَنْهُ غَيْرَ الْوَلِيدِ بْنِ مسلم ومن أهل خراسان من يروي
عنه غير مُحَمد بن مُزَاحِمٍ وَغَيْرُهُ، وَهو قَلِيلُ الرِّوَايَاتِ وَأَرْجُو أَنَّهُ
لا بَأْسَ بِهِ وليس حديثه بالمنكر جدا”

وبكير بن معروف قال فيه أحمد :” ذاهب الحديث ” ومشاه جمع
ولكن هذا الحديث استنكره عليه ابن عدي بعينه

وقد يكون الحمل في هذا الحديث على الوليد بن مسلم ، إذ كيف ينفرد شامي
عن أهل الكوفة بهذه السنة

فإن قلت : إنه قد توبع

قال ابن بشران في الأمالي 774 : حدثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن منجاب
الطيبي ، ثنا عبد الله بن عبد الله البخاري ، أخبرني عمر بن محمد ، ثنا أبي ، ثنا عيسى
بن موسى ، أنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد
الله بن مسعود ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن مسعود ، قال :

 قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذات يوم : يا ابن مسعود  قلت : لبيك
يا رسول الله

 قال : هل تدري ما أوثق عرى
الإيمان ؟   . قلت : الله ورسوله أعلم

 قال : الولاية في الله ، والحب
في الله ، والبغض في الله

 ثم قال : يا ابن مسعود  ثلاث مرات ، كل ذلك أقول : لبيك يا رسول الله .

 قال : هل تدري أي المؤمنين
أفضل ؟  قلت : الله ورسوله أعلم .

 قال : إذا ما هم عرفوا الذين
أحسنهم عملا

 ثم قال : يا ابن مسعود  ثلاث مرات ، كل ذلك أقول : لبيك يا رسول الله ، قال
: هل تدري أي المؤمنين أعلم ؟  قلت : الله ورسوله
أعلم .

 قال  إذا اختلفوا ، وشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصابعه ، أبصرهم بالحق وإن كان في علمه تقصير ، وإن كان يزحف على استه زحفا .

 ثم قال : يا ابن مسعود  ثلاث مرات ، كل ذلك أقول : لبيك رسول الله  قال : هل سمعت أن بني إسرائيل افترقت على اثنتين
وسبعين فرقة ، لم ينج منهم إلا ثلاث فرق ، فرقة منهم قامت في الملوك والجبابرة بعد
عيسى بن مريم ، فدعت إلى دين الله ودين عيسى بن مريم عليه السلام ، فصبرت حتى لحقت
بالله فنجت .

 ثم قامت طائفة أخرى لم تكن
لها قوة بالقتال ، فقامت في الملوك والجبابرة بالقسط ، ودعت إلى دين الله عز وجل ودين
عيسى بن مريم عليه السلام ، فأخذت فقطعت بالمناشير ، وحرقت بالنيران ، فصبرت حتى لحقت
بالله عز وجل فنجت .

 ثم قامت طائفة أخرى لم تكن
لها قوة بالقتال ، ولم تطق القيام بالقسط ، فلحقت بالجبال فتعبدت وترهبت ، فهم الذين
ذكر الله عز وجل ، فقال : ( ورهبانية ابتدعوها ، ما كتبناها عليهم) إلى ( الذين آمنوا
منهم أجرهم ) فهم الذين آمنوا بي وصدقوني ، ( وكثير منهم فاسقون ) الذين لم يؤمنوا
بي ولم يصدقوني ، وهم الذين لم يرعوها حق رعايتها ، وهم الذين فسقهم الله عز وجل .

فيقال : السند إلى بكير كله مجاهيل ، وانفراد المجاهيل بمثل هذا منكر
، وقد يكون الوليد أخذه عن أحد هؤلاء المجاهيل ودلسه

وقد يكون هشام بن عمار تلقنه عن الوليد ، وحقيقته أنه حديث هؤلاء المجاهيل
، وكل الأسانيد من طريق بكير الذي استنكر عليه ابن عدي هذا الخبر

وقال البيهقي في الشعب 9513 : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي
أنا أبو جعفر بن دحيم الشيباني نا أحمد بن محمد يعني ابن عمر المعروف بابن أزرق نا
عاصم بن النضر نا معتمر سمعت أبي يحدث عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس : عن النبي صلى
الله عليه و سلم أنه :

قال لأبي ذر : يا أبا ذر أي عرى الإيمان أوثق ؟ قال الله عز و جل و
رسوله أعلم

قال : الموالاة في الله و الحب في الله و البغض في الله

أقول : وحنش هذا اسمه حسين بن قيس الرحبي , متروك

وعليه فإن الحديث عامة طرقه واهية لا تصلح للاعتضاد ولا يثبت بمثلها
حديث.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم