الكلام على حديث أم هانئ : ( سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل مائة رقبة ….. الحديث )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 26911 : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ:

 مَرَّ بِي ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنِّي قَدْ
كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ، أَوْ كَمَا قَالَتْ، فَمُرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ،
قَالَ: ” سَبِّحِي اللَّهَ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ
رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاحْمَدِي اللَّهَ مِائَةَ تَحْمِيدَةٍ،
تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ، تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، وَكَبِّرِي اللَّهَ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ ، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ
بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَهَلِّلِي اللَّهَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، قَالَ
ابْنُ خَلَفٍ: أَحْسِبُهُ قَالَ، تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَا
يُرْفَعُ يَوْمَئِذٍ لِأَحَدٍ مِثْلُ عَمَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِ مَا أَتَيْتِ
بِهِ .

أبو صالح الأمر متردد بين كونه أبا صالح السمان الثقة أو أبا صالح باذام
مولى أم هانيء الضعيف

والصواب أنه أبو صالح باذام مولى أم هاني لأنه لا يروي عن أم هانيء إلا
هو ، وقد نص أبو نعيم في معرفة الصحابة على أنه أبو صالح باذام

وقد أورده الطبراني في أحاديث أبي صالح باذام عن أم هانيء

وللخبر شواهد

قال أبو نعيم في أخبار أصبهان 600 : حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد
بن إبراهيم ، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرو الأبهري ، ثنا إبراهيم بن عون
المديني ، ثنا سلم بن سليم الضبي ، ثنا فائد أبو الورقاء ، عن ذكوان أبي صالح ، عن
أم هانئ ، قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، قد ضعفت
، وكبرت ، ورققت ، فمرني بعمل ، قال : « آمرك بعمل لك فيه خير إن شاء الله ، سبحي الله
مائة تسبيحة ، فهو خير لك من مائة رقبة ، واحمدي الله مائة تحميدة ، فهو خير لك من
مائة بدنة مقلدة  ، وكبري مائة تكبيرة ، فهو
خير لك من مائة فرس مسرج  ملجم  تحملين عليه في سبيل الله ، وهللي  مائة تهليلة ، فهو خير لك مما بين السماء والأرض
، ولا يأتي على ذنب إلا هدمه .

فائد متروك

قال ابن ماجه 3810: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ , قَالَتْ : أَتَيْتُ إِلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، دُلَّنِي عَلَى
عَمَلٍ , فَإِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَبَدَّنْتُ ، فَقَالَ : كَبِّرِي اللَّهَ
مِئَةَ مَرَّةٍ ، وَاحْمَدِي اللَّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ، وَسَبِّحِي اللَّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ
, خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ فَرَسٍ مُلْجَمٍ مُسْرَجٍ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَخَيْرٌ مِنْ
مِئَةِ بَدَنَةٍ ، وَخَيْرٌ مِنْ مِئَةِ رَقَبَةٍ.

زكريا بن منظور متروك

قال المزي في تهذيب الكمال : قال أبو بكر المروذى ، عن أحمد بن حنبل :
شيخ ، و لينه .

و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء ، قال : فراجعته فيه مرارا

فزعم أنه ليس بشىء ، و أنه كان طفيليا .

و قال فى موضع آخر : ليس به بأس ، و إنما كان فيه شىء زعموا أنه كان طفيليا
.

و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن يحيى : ليس به بأس .

و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى : ليس بثقة .

و قال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز ، عن يحيى : ضعيف .

و قال أبو داود : سمعت يحيى يضعفه .

و قال أحمد بن صالح المصرى : ليس به بأس .

و قال على ابن المدينى ، و النسائى : ضعيف .

و قال عمرو بن على ، و زكريا بن يحيى الساجى : فيه ضعف .

و قال أبو زرعة : واهى الحديث ، منكر الحديث .

و قال أبو حاتم : ليس بالقوى ، ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، يكتب حديثه
.

و قال البخارى : منكر الحديث .

و قال فى موضع آخر : ليس بذاك .

و ذكره يعقوب بن سفيان فى باب من يرغب عن الرواية عنهم و كنت أسمع أصحابنا

يضعفونهم .

و قال أبو بشر الدولابى : ليس بثقة .

و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .

و قال أبو أحمد العسكرى : تكلموا فيه .

و قال الدارقطنى : متروك .

و روى له أبو أحمد بن عدى عدة أحاديث ، و قال : ليس له أحاديث أنكر مما
ذكرته

، و له غير ما ذكرته من الحديث غرائب ، و هو ضعيف كما ذكروه إلا أنه يكتب
حديثه

وزاد ابن حجر في التهذيب :

و قال ابن حبان : منكر الحديث جدا ، روى عن أبى حازم ما لا أصل له من حديثه
.

و ذكره يعقوب بن سفيان فى باب من يرغب عن الرواية عنهم .

و قال أبو بشر الدولابى : ليس بثقة .

و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .

و قال العسكرى : تكلموا فيه .

و قال الدارقطنى : متروك .

و ذكر له ابن عدى أحاديث ، و قال : ليس له أنكر مما ذكرته ، و له عدة غريب
،

و هو ضعيف كما ذكروا إلا أنه يكتب حديثه .

وهناك فرق بين اللفظين فالحديث الأول ليس فيه (فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ
مِائَةَ بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ )

وحديث زكريا بن منظور ليس فيه (تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ،
وَلَا يُرْفَعُ يَوْمَئِذٍ لِأَحَدٍ مِثْلُ عَمَلِكَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِ
مَا أَتَيْتِ بِهِ)

وقال الطبراني في المعجم الأوسط 6495 : حدثنا الصائغ ، ثنا مهدي بن جعفر
الرملي ، ثنا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، عن أبان ، عن أبي صالح ، عن أم هانئ بنت
أبي طالب ، قالت : قلت : يا رسول الله ، كبرت سني ، ورق عظمي ، فدلني على عمل يدخلني
الجنة ، فقال : « بخ  بخ ، لقد سألت تسبحين
الله مائة ، فهو خير لك من مائة رقبة تعتقينها ، واحمدي الله مائة مرة ، فهو خير لك
من مائة فرس مسرجة ملجمة ، تحملين عليها في سبيل الله ، وكبري الله مائة مرة فهي خير
لك من مائة بدنة مقلدة  مجللة  تهدينها إلى بيت الله تعالى ، وقولي : لا إله إلا
الله مائة مرة ، فهو خير لك مما أطبقت عليه السماء والأرض ، ولا يرفع لأحد يومئذ عمل
أفضل مما يرفع لك ، إلا من قال مثل ما قلت ، أو زاد .

 لم يرو هذا الحديث عن ابن شوذب
إلا ضمرة بن ربيعة .

أبان بن أبي عياش متروك .

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم