قال ابن حجر في المطالب العالية 3295 : قال أبو يعلى : ثنا ابن نمير ،
ثنا زيد بن الحباب ، حدثني عبد الله بن بديل بن ورقاء ، أتينا الزهري فأمرنا بنا فطردنا
، ثم أرسل إلينا فجئنا ، فحدثنا قال : حدثنا عباد بن تميم ، عن عمه ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
يا نعايا العرب ثلاثا إن أخوف
ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية .
استنكر ابن عدي هذا الحديث على عبد الله بن بديل وهو صدوق يخطيء والسبب
في ذلك أنه قد خالفه من أوثق منه فروى الخبر موقوفاً على شداد بن أوس
قال الحسين المروزي في زوائد الزهد 1103 : أخبرنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن محمود بن
الربيع ، عن شداد بن أوس ، أنه قال حين حضرته الوفاة :
يا نعايا العرب ثلاثا إن أخوف
ما أخاف عليكم الرياء ، والشهوة الخفية .
وقد قال البيهقي في الشعب 6825 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر
محمد بن محمد البغدادي نا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى الصغاني نا إسحاق بن إبراهيم
بن جوثي نا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري نا سفيان الثوري عن ابن أبي ذئب عن الزهري
عن عباد بن تميم عن عمه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
يا نعايا العرب ثلاث مرات إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي الرياء والشهوة الخفية
ـ يعني الزنا
وعبد الملك هذا ضعفه جمع حتى قال أبو زرعة :” منكر الحديث “
قال الدَّارَقُطْنِيّ: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا خضر بن داود، حدثنا الأثرم،
قال سَمِعْتُ أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) ، ذكر عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري،
قال أتيناه قبل أن يدخل صنعاء، فإذا عنده عن سفيان، وإذا فيها خطأ كثير، وإذا هو يصحف
يقول الحارث بن خضيرة، ومثل هذا. المؤتلف والمختلف.
وقال أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 122) : حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبدالله
بن أحمد بن أسيد ثنا محمد بن عصام ابن يزيد ثنا أبي ثنا سفيان عن بديل عن الزهري عن
عباد بن تميم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا نعايا العرب إن أخوف
ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية
بديل هو ابن ورقاء الخزاعي تفرد
به عن الثوري عصام بن يزيد جبر
محمد وعصام مجهولان ، والمحفوظ عن سفيان عن رجل عن الزهري ، والرجل هو
عبد الله بن بديل وليس بديلاً
وقال أحمد في مسنده 17120 : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ
شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟
قَالَ: شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ، فَذَكَرْتُهُ، فَأَبْكَانِي،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الشِّرْكَ، وَالشَّهْوَةَ
الْخَفِيَّةَ
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَتُشْرِكُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ؟
قَالَ: نَعَمْ،
أَمَا إِنَّهُمْ لَا يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا حَجَرًا وَلَا وَثَنًا،
وَلَكِنْ يُرَاءُونَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ: أَنْ يُصْبِحَ أَحَدُهُمْ صَائِمًا، فَتَعْرِضُ لَهُ شَهْوَةٌ مِنْ
شَهَوَاتِهِ، فَيَتْرُكُ صَوْمَهُ .
عبد الواحد متروك
ورواه عن الزهري موقوفاً متابعاً لابن عيينة صالح بن كيسان
قال أبو داود في الزهد 351 : نا محمد بن يحيى الذهلي ، قال : نا يعقوب
بن إبراهيم بن سعد ، قال : نا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني محمود بن
الربيع ، وهو الذي مج رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو غلام من بئرهم : أن
شداد بن أوس بن ثابت ، ابن أخي حسان بن ثابت بكى ومحمود جالس عنده ، وقال : يا نفاق
العرب قال : فقلت : ما يبكيك رحمك الله .
قال : إن أكثر ما أن أخاف على
هذه الأمة الرياء والشهوة الخفية ، إنكم والله لتؤتون من قبل الرؤوس الذين إذا أمروا
بخير أطيعوا وإذا أمروا بشر أطيعوا وما المنافق ؟ . . . . . المنافق كالبذج اختنق في
ربقه ، لا يضر إلا نفسه .
وتابعهم أيضاً عبد العزيز بن أبي سلمة عن الزهري على الرواية الموقوفة
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/356) : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ
ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن محمود ابن لَبِيدٍ
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ
يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ قَالَ وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ
كِلَمَةً قَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ ما أخاف عليكم الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ
وقد تابع الزهري على الرواية الموقوفة رجاء بن حيوة
قال أبو داود في الزهد 353 : حدثنا أبو داود قال : نا عيسى بن حماد ، قال
: نا الليث ، عن محمد بن عجلان ، عن رجاء بن حيوة ، عن محمود بن الربيع ، ختن شداد
بن أوس :
أنه خرج معه يوما إلى السوق ،
ثم انصرف فاضطجع وتسجى بثوبه ، ثم بكى فأكثر ، فقال : غريب لا يبعد الإسلام ، فلما
ذهب ذلك عنه قلت : صنعت اليوم شيئا ما رأيتك تصنعه ؟
قال : أخوف ما أخاف عليكم الشرك والشهوة الخفية ، قلت : بعد الإسلام تخاف
علينا الشرك ؟
قال : ثكلتك أمك محمود ما من الشرك
إلا أن تجعل مع الله إلها آخر
وقد بين أبو حاتم أن الصواب في الخبر الوقف
قال ابن أبي حاتم في العلل :” 1864: وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ
؛ رَوَاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ،
قَالَ : يَا نَعَايَا الْعَرَبِ ، إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ : الرِّيَاءُ
وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ.
قَالَ أَبِي : لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ
، إِنَّمَا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : قَالَ
شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ ، قَوْلُهُ ، وَكَانَ بِمَكَّةَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ
اللهِ بْنُ بُدَيْلٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَكَانَ صَاحِبُ غَلَطٍ ، فَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ
عَنْهُ”
ولما كان لا يصح عند شيخ الإسلام مرفوعاً كان إذا ذكره نسبه إلى شداد بن
أوس كما في قاعدة في المحبة ص99
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم