الكلام على حديث : ( أتي النبي صلى الله عليه و سلم بتمر عتيق فجعل يفتشه يخرج السوس منه )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أبو داود في سننه  3832 : حدثنا
محمد بن عمرو بن جبلة قال ثنا سلم بن قتيبة أبو قتيبة عن همام عن إسحاق بن عبد الله
بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال

 : أتي النبي صلى الله عليه و سلم
بتمر عتيق فجعل يفتشه يخرج السوس منه

3833 : حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة

 : أن النبي صلى الله عليه و سلم
كان يؤتى بالتمر فيه دود فذكر معناه

فها أنت ترى أن سلم بن قتيبة رواه متصلاً وخالفه محمد بن كثير العبدي فرواه
مرسلاً

وسلم بن قتيبة مع كونه ثقة قال فيه أبو حاتم :” يهم كثيراً
” .

 وأما محمد بن كثير العبدي الذي
رواه مرسلاً فثقة لم يصب من ضعفه كما قال ابن حجر .

 ثم إنه لم يسلك الجادة

قال الإمام مسلم في التمييز ص189:” الزيادة في الأخبار لا تلزم إلا
عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في الحفظ “

وسلم ليس كذلك

لذا فإن إعلال البيهقي لهذا الخبر بالإرسال هو الصواب وما أورد أبو داود
المرسل بعد المتصل إلا للإشارة إلى الإعلال والله أعلم .

ثم وجدت الإمام الدارقطني رجح المرسل وأن العبدي أصلاً قد توبع من جبل الحفظ وكيع 
والحمد لله على توفيقه :
 

جاء في علل الدارقطني [ 2345 ]  
وسُئِل عَن حَديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس أن النبي صَلَّى الله
عَلَيه وسَلم أُتِي بتمر عتيق ، فجعل يفتشه ، ويأكله.

فقال : يرويه همام بن يحيى ، واختُلِفَ عنه ؛

فرواه أبو قتيبة ، عن همام ، عن إسحاق ، عن أنس.

وتابعه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن همام.

وخالفه يحيى بن معين ، وغيره ؛ فرووه عن وكيع ، عن همام ، عن إسحاق مرسلاً
، ليس فيه : أنس.

والمرسل أصح.

….ثم أسند المرسل .انتهى

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم