الكلام على حديث : ( أبشروا أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بأيديكم )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن أبي شيبة في المصنف ( 12 / 165 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد
الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح الخزاعي قال :

” خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” أبشروا أبشروا
أليس تشهدون أن لا إله إلا الله و أني رسول الله ؟ قالوا : نعم

، قال : فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله و طرفه بأيديكم ، فتمسكوا به
، فإنكم

لن تضلوا و لن تهلكوا بعده أبدا “

ومن طريقه رواه عبد بن حميد في ” المنتخب من المسند ” ( 58
/ 1 ) _ كما أفاد الألباني في الصحيحة _

وهذا حديث ظاهر إسناده الصحة غير أن أبا حاتم أعله في العلل

قال ابن أبي حاتم في العلل (2/56) :” وسمعت أبي ، وسئل عن حديث أبي
خالد الأحمر ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي شريح ، عن النبي
صلى الله عليه وسلم : إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله ، وسبب طرفه بأيديكم ، فتمسكوا
به فإنكم لن تضلوا.

ورواه الليث ، عن سعيد المقبري ، عن نافع بن جبير.

ورواه أبو أسامة ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن مسلم بن أبي حرة ، عن نافع
بن جبير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم … مرسلا.

قال أبي : هذا أشبه ، قد أفسد الحديثين “

قلت : يريد الإمام أن الليث بن سعد خالف عبد الحميد بن جعفر في إسناده
فرواه عن سعيد عن نافع مرسلاً

وعبد الحميد بن جعفر له أخطاء كما في ترجمته في التهذيب ولا يخفى أن مثل
هذا لا يصمد أمام الليث

وحديث الليث أخرجه أبو الحسين الكلابي في ” حديثه ” ( 240 /
1 ) عنه عن سعيد ( يعني المقبري ) عن نافع بن جبير به مرسلاً . _ أفاده الألباني في
الصحيحة _

وللخبر طريق أخرى عند الطبراني في” المعجم الكبير ” ( 1 /
77 / 1 ) من طريق أبي عبادة الزرقي الأنصاري أنبأنا الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال : ” كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة فخرج علينا فقال
… ” فذكره

لكن أبو عبادة هذا متروك و اسمه عيسى بن عبد الرحمن بن فروة فلا يعتبر
به

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم