الكلام على أحاديث ( شاهد يوسف )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهذا بحث مختصر في أحاديث ( شاهد يوسف ) وأنه كان طفلاً تكلم في المهد
وهما حديثان

الحديث الأول :

 قال الحاكم 4126 : حدثنا أبو الطيب
محمد بن محمد الشعيري ، ثنا السري بن خزيمة ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا جرير بن حازم
، ثنا محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :

 لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى
ابن مريم ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وابن ماشطة بنت فرعون . هذا حديث صحيح على شرط
الشيخين ولم يخرجاه .

قلت : هذا سندٌ ظاهره السلامة غير أنه معلول فقد رواه البخاري دون ذكر
شاهد يوسف

قال البخاري 3253 : حدثنا مسلم عن إبراهيم: حدثنا جرير بن حازم، عن محمد
بن سيرين، عن أبي هريرة،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى،
وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج، كان يصلي، جاءته أمه فدعته، فقال: أجيبها أو
أصلي، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات، وكان جريج في صومعته، فتعرضت له
امرأة وكلمته فأبى، فأتت راعيا فأمكنته من نفسها، فولدت غلاما، فقالت: من جريج، فأتوه
فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام، فقال: من أبوك يا غلام؟ قال:
الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب؟ قال: لا، إلا

من طين. وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو
شارة، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلني
مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه – قال أبو هريرة: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه
وسلم يمص إصبعه – ثم مر بأمة، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها، فقال:
اللهم اجعلني مثلها، فقالت: لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون:
سرقت، زنيت، ولم تفعل).

وكذا رواه مسلم دون ذكر شاهد يوسف

قال مسلم (2550) حدثنا زهير بن حرب. حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا جرير
بن حازم. حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة،

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى
ابن مريم. وصاحب جريج. وكان جريج رجلا عابدا. فاتخذ صومعة. فكان فيها. فأتته أمه وهو
يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: يا رب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته. فانصرفت. فلما كان
من الغد أتته وهو يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: يا رب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته.
فانصرفت. فلما كان من الغد أتته وهو يصلي. فقالت: يا جريج! فقال: أي رب! أمي وصلاتي.
فأقبل على صلاته. فقالت: اللهم! لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل
جريجا وعبادته. وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها. فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم. قال فتعرضت
له فلم يلتفت إليها. فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها. فوقع عليها.
فحملت. فلما ولدت. قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه.
فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي. فولدت منك. فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به. فقال:
دعوني حتى أصلي. فصلى. فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه. وقال: يا غلام! من أبوك؟
قال: فلان الراعي. قال فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به. وقالوا: نبني لك صومعتك
من ذهب. قال: لا. أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا.

وبينا صبي يرضع من أمه. فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة. فقالت
أمه! اللهم! اجعل ابني مثل هذا. فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه. فقال: اللهم! لا
تجعلني مثله. ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع.

قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه
السبابة في فمه. فجعل يمصها.

قال: ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيت. سرقت. وهي تقول: حسبي الله
ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم! لا تجعل ابني مثلها. فترك الرضاع ونظر إليها. فقال:
اللهم! اجعلني مثلها. فهناك تراجعا الحديث. فقالت: حلقى! مر رجل حسن الهيئة فقلت: اللهم!
اجعل ابني مثله. فقلت: اللهم! لا تجعلني مثله. ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون:
زنيت. سرقت. فقلت: اللهم! لا تجعل ابني مثلها. فقلت: اللهم! اجعلني مثلها. قال: إن
ذاك الرجل كان جبارا. فقلت: اللهم! لا تجعلني مثله. وإن هذه يقولون لها: زنيت. ولم
تزن. وسرقت. ولم تسرق. فقلت: اللهم! اجعلني مثلها .

وهذا يكفي لإعلال هذا الخبر

الحديث الثاني :

 قال ابن جرير (4/383) حدثنا الحسن
بن محمد ، قال: أخبرنا عفان ، قال: حدثنا حماد ، قال: أخبرني عطاء بن السائب ، عن سعيد
بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”تكلم أربعة وهم صغار”،
فذكر فيهم شاهد يوسف

وقد اختلف فيه على حماد رفعاً ووقفاً

فقد رواه موقوفاً عنه

1_ العلاء بن عبد الجبار وحديثه عند الطبري (16/54) وفي السند إليه سفيان
بن وكيع وقد كان وراقه يدخل عليه

2_ أبو عمر الضرير وحديثه عند أحمد ( 2875)

ورواه مرفوعاً عفان بن مسلم وعفان وحده أثبت من هذين الإثنين

قال في التهذيب :” يجب وقال الحسين بن حيان سألت أبا زكريا إذا اختلف
أبو الوليد وعفان في حديث عن حماد بن سلمة فالقول قول من قال عفان قلت وفي حديث شعبة
قال القول قول عفان قلت وفي كل شيء قال نعم عفان أثبت منه وأكيس “

غير أن الحديث ضعيف فحماد روى عن عطاء بن السائب قبل الإختلاط وبعده

قال في التهذيب :”الحسن بن علي الحلواني عن علي بن المديني قال قال
وهيب قدم علينا عطاء بن السائب فقلت كم حملت عن عبيدة يعني السلماني قال أربعين حديثا
قال علي وليس عنده عن عبيدة حرف واحد فقلت علام يحمل ذلك قال على الاختلاط قال علي
وكان أبو عوانة حمل عنه قبل أن يختلط ثم حمل عنه بعد فكان لا يعقل ذا من ذا وكان حماد
بن سلمة “انتهى

قال ابن حجر :”فاستفدنا من هذه القصة أن رواية وهيب وحماد وأبي عوانة
عنه في جملة ما يدخل في الاختلاط “

وقد جاء الخبر موقوفاً على ابن عباس _ عند ابن جرير _ من طريق سلسلة العوفيين
وهي سلسلة ضعيفة

وقد جاء موقوفاً على أبي هريرة عند ابن جرير في التفسير (14627) وفي سنده
أبو بكر الهذلي ضعيف جداً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم