الكلام حديث (دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 9404 : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

دَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ.

أبو ثفال المري مجهول وقد ضعفه البخاري

قال ابن حجر  في “تلخيص الحبير”
1/74: وأما أبو ثِفال فروى عنه جماعة، وقال البخاري: في حديثه نظر، وهذه عادته فيمن
يضعفه، وذكره ابن حبان في “الثقات”، إلا أنه قال: ليس بالمعتمد على ما تفرد
به، فكأنه لم يوثقه.

وقد اختلف عليه وقفاً ورفعاً وعلى الدراوردي أيضاً

جاء في علل الدارقطني :” س 2038 – وسُئِل عَن حَديث رباح بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : دم عفراء أحب إلى الله – عز
وجل – من دم سوادوين.

فقال : يرويه أبو ثفال ، واختُلِفَ عنه ، فرواه الدراوردي عن أبي ثفال
عن رباح بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه عنه قتيبة بن سعيد.

وخالفه خالد بن يوسف ، عن الدراوردي فوقفه.

وكذلك رواه عبد الرحن بن حرملة ، عن أبي ثفال عن خالد عن أبي هريرة موقوفا.

ورواه داود بن قيس ، وعَبد الله بن عبد العزيز عن أبي ثفال عن أبي هريرة
مرفوعا.

ولم يذكر بينهما أحدا غير أن لفظ حديث داود بن قيس ، قال رسول الله صَلَّى
الله عَلَيه وسَلم : الجذع من الضان أحب إلي من الثنية من المعز يعني : بالسيد الجليل.

وهذا لفظ غير الاول”

ورواية داود بن قيس التي جعلها الدارقطني علةً لرواية الدرارودي أصح من
رواية الدراوردي لأن داود بن قيس أوثق من عبد العزيز ، فيكون هذا الخبر شاذاً بهذا
اللفظ

وقال البيهقي في الكبرى 19090 : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدَانَ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، ثنا
أَبُو الْجَمَاهِرِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ
رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 دَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلَى
اللهِ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ “. وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ
, عَنْ سَلْمَى , يَعْنِي ابْنَ عَتَّابٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَدَمُ بَيْضَاءَ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ.

 قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَيَرْفَعُهُ
بَعْضُهُمْ وَلَا يَصِحُّ

والرواية الموقوفة في سندها جهالة سلمى وهي أصح من المرفوعة على علتها
، ثم إن في متن هذا الخبر اضطراباً فتارة يقول ( أحب إلي ) وتارةً أخرى يقول ( أحب
إلى الله )

وقال أبو نعيم في معرفة الصحابة 7822 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ سُهَيْلٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْمَخْزُومِيَّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
وَرَقَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي مَوْلَاتِي
كَبِيرَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ، وَكَانَتْ قَدْ أَدْرَكَتِ الْجَاهِلِيَّةَ، وَكَانَتْ
مِنَ الْمُبَايِعَاتِ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَدُتُ أَرْبَعَ بَنِينَ
لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: «أَعْتِقِي أَرْبَعَ رِقَابٍ» فَأَعْتَقَتْ أَبَاكَ
سَعِيدًا، وَابْنَهُ مَيْسَرَةَ، وَجُبَيْرًا، وَأُمَّ مَيْسَرَةَ، قَالَتْ: وَقَالَ
لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهْرِيقُوا فَإِنَّ دَمَ عَفْرَاءَ
أَزْكَى عِنْدَ اللهِ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ»

وهذا موجود في معجم الطبراني الكبير ، وفي سنده سقط عند الطبراني

وإسناده ضعيف فمحمد بن سليمان بن مسمول ضعيف وشيخه لا يعرف وليس له إلا
هذا الحديث ، وكذلك والد شيخه وهذه جهالة مستحكمة توجب الضعف الشديد

وعليه فالخبر لا يثبت لشدة ضعف طريقيه ولو اشتد ضعف واحد منهما لكفى في
رده

والعفراء هي البيضاء

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم