العلاقة بين الاحتفال برأس السنة الميلادية والصلاة في أوقات النهي

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

العلاقة بين الاحتفال برأس السنة الميلادية والصلاة في أوقات النهي

لعل كثيرًا من الناس لا ينتبهون إلى العلاقة بين الاحتفال برأس السنة الميلادية والصلاة في أوقات النهي، غير أنك إذا عرفت أصل هذا الاحتفال فإنك ستفهم العلاقة.

تعترف دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة ‏(‏بالإنكليزية)‏:‏ «تاريخ ميلاد المسيح ليس معروفًا.‏ فالأناجيل لا تشير إلى اليوم ولا إلى الشهر .‏.. وبحسب الفرضية التي اقترحها ه‍.‏ يوسنر .‏.. والتي يقبلها معظم العلماء اليوم،‏ أن ميلاد المسيح عُيِّن في تاريخ انقلاب الشمس الشتوي (‏٢٥ كانون الأول [ديسمبر] في التقويم اليوليوسي،‏ ٦ كانون الثاني [يناير] في التقويم المصري)‏،‏ لأنه في هذا اليوم،‏ إذ تبتدئ الشمس رجوعها إلى السموات الشمالية،‏ كان الوثنيون المتعبدون لإله الشمس مِثْرا يحتفلون بمولد الشمس التي لا تُقهر.‏ وفي ٢٥ كانون الأول (‏ديسمبر)‏ ٢٧٤،‏ كان أوريليان قد نادى بإله الشمس حارسًا رئيسيًّا للإمبراطورية وكرَّس معبدًا له في كامبوس مارتيوس.‏ ونشأ عيد الميلاد في وقت كانت فيه عبادة الشمس قوية خصوصا في روما».

ففي هذا الوقت من السنة يرون أن الشمس تستعيد دفئها ويرون نفعها عليهم وعلى محاصيلهم، فبدلًا من أن يعبدوا من خلقها وسخرها لهم عبدوها هي!

وأما أوقات النهي في الصلاة، فقال البخاري: “584 – حدثنا عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين وعن لبستين وعن صلاتين: نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس..” الحديث.

والأخبار في ذلك بلغت مبلغ التواتر، ومن حكمة هذا الأمر عدم التشبه بعُبَّاد الشمس الذين يسجدون لها عند طلوعها وعند تضايفها للغروب.

ولهذا كان وقت صلاة الفجر قبل طلوع الشمس ووقت صلاة المغرب بعد غروبها تمامًا، وعامة أوقات الصلوات تخالف صنيع عباد الشمس.

ومن هنا تعلم فضل الإسلام على غيره، فكثير من النصارى يتضايقون من هذا العيد ويقولون إنه وثني ولكن غالبية النصارى لا يسمعون لهم.

وقد صان الله أهل الإسلام عن التشبه بعباد الشمس، حتى جاء بعض النصارى وأخذوا عيدهم وداهن هؤلاء النصارى مَن داهنهم من المنتسبين للملة، والله المستعان.