العلاج الخفي المنسي

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

تُظهر دراسة أجراها مركز إنترماونتن الطبي، نُشرت في عدد يناير من المجلة الأمريكية للرعاية الحرجة دعما للزيارة المفتوحة.
وقال الدكتور صامويل براون “إن النتائج تظهر أن السماح للعائلة والأصدقاء بالتواجد بجانب سرير المريض يساعد على المستوى الطبي والإنساني”.

وقد كتبوا أن ذلك يساعد المريض على التعافي، إذ أن الصحة النفسية تُعين الجسد على المقاومة.

وفي ذلك شيء من الحكمة في الحث على عيادة المرضى والدعاء لهم بخير.

ومن أصح ذلك حديث ثوبان في «صحيح مسلم»: “إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزل في خُرْفة الجنة حتى يرجع، قيل: يا رسول الله ما خُرْفة الجنة؟، قال: جَنَاها”.

وهذا الثواب العظيم ترتَّب على نفعٍ عظيم من تحقيق الأخوَّة الإيمانية ونفع المسلم.

وقد أشار ابن تيمية إلى هذا المعنى:

قال ابن القيم في «روضة المحبين»: “وحدَّثني شيخنا -يعني ابنَ تيمية- قال:

ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب: إن مُطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسُرَّت وقَوِيت الطبيعةُ فدفعت المرضَ؟ فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تُسرُّ بالعلم فتقوى به الطبيعةُ فأجدُ راحةً، فقال: هذا خارجٌ عن علاجنا”.