قال الدكتور براد هاروب في مقال له عن تطور الجهاز الهضمي وصعوبة تصور ذلك ( وهو نصراني انجيلي ) :” يشكل وضع اللغة وأصلها أيضًا معضلة مثيرة للاهتمام بالنسبة لأنصار التطور. تنظر للحظة حجم ووضع اللسان. إذا كان اللسان كبيرًا جدًا ، فقد يتداخل مع عملية الهضم والتنفس. وإذا لم تكن في أرضية الفم ، فسيكون على الدوام مانعاً المضغ.
ثم نقل تساؤل أحد المختصين بقوله :
كيف طور البشر القدرة غير الطوعية على مضغ الطعام وتجنب اللسان؟ هل يمكنك تخيل الحاجة إلى التفكير في لسانك في الأماكن الصحيحة في فمك للتلاعب بالأطعمة وتجنب عضها قبل هذه القدرة اللاإرادية؟ من المؤكد أنه إذا تم تطوير هذه القدرة تدريجيًا ، لكانت الألسنة المنكوبة مشكلة محددة بينما كانت المراحل الانتقالية تتطور بين التلاعب باللسان الطوعي والسيطرة غير الطوعية _ يقصد أنه لا تظهر في السجل الأحفوري أي كائنات بألسنة منكوبة _”
والمقال فيه فوائد كثيرة وهو نافع وفيه اعتراضات جيدة على الداروينية على أنصار النظرية التعامل معها
وقد ذكرني كلامه بما قرأته في شرح تشريح ابن سينا لابن النفيس :” إن لسان الإنسان ونحوه يحتاج إلى حركات متفننة. أما الإنسان فلأجل الكلام ومضغ الطعام. وأما غير الإنسان فإنما يحتاج إلى ذلك لأجل الطعام فقط. ولذلك وجب أن يكون للسان الإنسان عضلات تحركه الحركات التي يفتقر إليها في ذلك. ويجب أن يكون منشأ كل واحدة منها من الموضع الذي هو أجود لها.
فالزوج الذي ينشأ من الزوائد السهمية ينشأ من قواعد تلك الزوائد، وهو دقيق طويل يتصل به كل فرد منه بجانب من اللسان، ويحركه حركة مؤربة فيعرضه بذلك أما دقته فلأن للسان للحميته يسهل تحركه عرضاً، فيكفي في ذلك أدنى قوة.
وأما طوله، فلبعد المسافة بين هذه الزوائد وبين اللسان.
وإنما كان زوجاً لأنه لو كانت واحدة لكانت إذا جذبت اللسان من جانب مال إلى ذلك الجانب من غير أن يستعرض لأن اللسان لخفته يسهل جداً تحركه إلى الجوانب. وأما الاستعراض فإنما يتم بتمدد جرمه. فتكون حركة الميل أسهل وإنما أنشئ هذا الزوج من هذه الزوائد لأنه لو كان من جانبي الفك لكان ليفه يأخذ من الفك إلى اللسان فيصير الجرم المركب من اللسان ومن ذلك الليف مالئاً لفضاء الفم عرضاً ومانعاً من باقي حركات اللسان لأجل اتصاله بالفك، ولو أنشئ من العظم اللامي لكان أخذه على اللسان على الاستقامة فلا يمكن جذبه له إلى كل واحد من الجانبين، ولأجل أن هذه الزوائد وراء اللسان ومائلة عنه إلى الجانبين. لا جرم صار جذب هاتين العضلتين للسان جذباً مؤرباً.
وأما باقي هذه العضلات فلما جاز أن تكون آخذة إلى اللسان على سمت مستقيم من غير توريب لا جرم كان الأولى أن يكون منشؤها من العظم اللامي “
فسبحان الله هذا عضو يسير في الكائنات الحية ضبطه وتعقيده يبهر العقول والقوم يرجعون الأمر للصدفة والطفرات العشوائية- والتي كانت سلسلة عجيبة من الصدف السعيدة – هوى عجيب
ولعلك تجد كلام ابن سينا أعمق وأدق من كلام كثير من التطورين
وذلك أن التطورين يحاولون قدر المستطاع تسخيف الخلقة البشرية واختزال تعقيدها لتسلم لهم الخيالات التطورية وأننا مجرد نتاج طفرات عشوائية بل تجد عددا منهم يحرص على أن يثبت أن العضو الفلاني لا وظيفة له حتى يستدل بذلك على التطور ولا يخفى ما في ذلك من اعاقة علم وظائف الأعضاء فهذا كإعطائك نتيجة أن المرض الفلاني لا علاج له ولا يمكن أن يكتشف له علاج لن يفهم هذا إلا على أنه إعاقة للطب ولكن نظرية التطور عندها فيتو ، وكل من ينظر للكائنات على أنها صنعة حكيم خبير سيفتح الله له فتوحا عظيمة في إدراك حسن الخلق اذا ما تدبر بقلب واع