الشيعة لا يصدقون لوط بن يحيى في كل ما قال (فعامة ما يبكون عليه في عاشوراء قد يكون مكذوباً)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

الشيعة لا يصدقون لوط بن يحيى في كل ما قال (فعامة ما يبكون عليه في عاشوراء قد يكون مكذوباً).

مما يجهله كثير من أهل السنة فضلاً عن الشيعة الإمامية أن الروايات التفصيلية لمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما مدارها على رجل اسمه (لوط بن يحيى) هذا الشخص جرحه علماء أهل السنة، وما روى أحد هذه التفاصيل غيره.

والشيعة يؤمنون بهذه التفاصيل، ويذكرونها كثيراً في مجالسهم الحسينية التي تكوّن عامة ثقافتهم الدينية، هذا مع أنهم زادوا عليها أكاذيب مثل قصة عرس القاسم، وتوسعات في ذكر بطولات العباس، ووجود شخصية اسمها رقية بنت الحسين وغيرها من الأمور التي لوط نفسه لا علاقة له بها.

قد لا تفهم حجم المعضلة قد أقول لك: من ضروريات التدين بالمذهب الشيعي أن تكذب مئات بل آلاف الرواة الذين رووا أخباراً تخالف ثوابت الإمامية، مثل أخبار الصفات والقدر وفضائل الصحابة والسنن التي خالفت مذاهبهم، ثم هم يصدقون لوطاً لأنه روى ما يخدم ما يريدون، وفي الواقع لوط نفسه محل تكذيب عندهم في مواطن معروفة، وإن الخوئي في معجم الرجال قال أنه مقبول بالرواية.

قد نص ابن أبي الحديد المعتزلي في نهج البلاغة أن لوطاً ليس إمامياً أصالة، ووافقه على قوله هذا جماعة من الإمامية، وخالفه آخرون، من الأدلة التي أوردها الموافقون على كلامه:

قال التستري الشيعي في قاموس الرجال (7 / 447) : “بل يمكن ان يقال أن روايته: (ان الحسين عليه السلام لما خطب أهل الكوفة وسمع اخواته كلامه صحن وبكين، فأرسل اخاه وابنه لاسكاتهن، وقال: لا يبعد ابن عباس، فظننا انه انما قالها حين سمع بكاءهن لانه كان قد نهاه ان يخرج بهن) ظاهر في عدم اماميته“.

يريد التستري أن في رواية لوط ما يدل على أن الحسين رضي الله عنه ندم على إخراج النساء معه، وتمنى أنه لو سمع وصية ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا يخالف اعتقاد الإمامية في علم الحسين بالغيب.

قال سامي البدري (وهو شيعي إمامي) : “ويشهد لعدم اماميته -يعني لوطاً- روايته أن عليا عليه السلام دفن بالرحبة مما يلي أبواب كندة ولم يذكر خبر دفنه في النجف.

قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: حدَّثنا زيد بن المعدل عن يحيى بن شعيب عن أبي مخنف عن فضيل بن خديج عن الأسود الكندى والاجلح قالا: توفي علي عليه السلام وهو ابن أربع وستين سنة في عام أربعين من الهجره ليلة الإحدى وعشرين، ليلة الأحد مضت من شهر رمضان، وولي غسله ابنه الحسن وعبد الله بن العباس، وكفن في ثلاثه أثواب ليس فيها قميص، وصلى عليه ابنه الحسن فكبر عليه خمس تكبيرات ودفن بالرحبة مما يلي أبواب كندة عند صلاة الصبح”.

وقال أيضاً بعدما أورد بعض الروايات من مقتل الحسين للوط: “ليس من شك أن في الرواية كذب من قبيل قول يزيد لعلي بن الحسين عليه السلام: (لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة أبدا إلاَّ اعطيتها إياه، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي ولكن الله قضى ما رأيت) وهذا الكذب إما من أبي مخنف وإما من الحارث بن كعب وإما من الطبري أو من الواسطة بين الطبري وأبي مخنف وهو عباس بن هشام الكلبي، وإذا كانت الرواية لا تنحصر برواية الطبري فإن الكذب ينحصر بين أبي مخنف أو شيخه الحارث بن كعب”.

أقول: وقد ضاعت كتب أبي مخنف ولم يبق منها سوى ما نقله عنه الطبري من رواياته في مقتل الحسين عليه السلام، وأخبار المختار وغيرها، وما نقله عنه ابن أبي الحديد من رواياته في الجمل. وما نقله الشيخ المفيد في كتابه حرب الجمل”

أقول: فالخلاصة الشيعة يكذبون روايات مدارها على لوط، ثم يجعلون روايته لمقتل الحسين هي الأصل، ثم ينتقون منها ما يريدون ويزيدون عليه، وهذه طريقتهم مع كل كتب التواريخ، فحتى روايات الكذابين أمثال الواقدي وسيف التميمي وغيرهم من تأملها وفيها ذكر لمثالب الصحابة، يجد فيها أيضاً ما يناقض عقائد الإمامية جملة وتفصيلاً فهم يتعاملون بانتقائية.

فرجل روى روايات لا تطيقونها وتجزمون بكذبها كيف تأخذون جزءاً من رواياته وتكررونها كل عام، وتبكون عليها حتى رسخت في أذهان الملايين، حتى أنك تجد المرء منهم يؤمن بتحريف القرآن ويأخذ بروايات لوط التي لا يؤمن بها كلها.

فتجد على سبيل المثال عامتهم يؤمنون بوجود رجل نصر الحسين بقوة اسمه حبيب بن مظاهر ويقولون عنه (صحابي جليل) وهذا الشخص لا ذكر له إلا في روايات لوط، فيذكرون لهذا الشخص منقبته المشكوك بها ثم يسبون المهاجرين والأنصار الذين زكاهم الله في القرآن.