قال الغزالي في شفاء الغليل :” ولطالما قيل: “الروم إذا لم تغز غزت”. ومهما سقطت شوكة الإسلام، كان ك متوقعا على قرب من الأيام؛ كيف: والجهاد في كل سنة واجب على الكفاية، على كافة الخلق“
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء :” المظفر بن الأفطس:
سلطان الثغر الشمالي من الأندلس، ودار ملكه بطليوس.
كان رأسا في العلم والأدب والشجاعة والرأي، فكان مناغرا للروم، شجى في حلوقهم، لا ينفس لهم مخنقا، ولا يوجد لهم إلى الظهور عليه مرتقى، وله آداب تغير سراياها، فتسبي عذارى معان لا تعشق المحامد إلا إياها، ألفاظ كالزلزال، وأغراض أبعد من الهلال، رائق النظم، ذكي النور، رصيف المعاني، شاهق الغور، وله تأليف كبير في الآداب على هيئة “عيون الأخبار” لابن قتيبة، يكون عشر مجلدات، ومن نثره وقد غنم بلاد شلمنكة وهي مجاورته، فكتب إلى المعتمد بالله يفخر، وينكت عليه بمسالمته للروم، فقيل: إنه حصل من هذه الغزوة ألف جارية حسناء من بنات الأصفر: من يصد صيدا فليصد كما صيدي، صيدي الغزالة من مرابض الأسد. أيها الملك إن الروم إذا لم تغز غزت“
وقال أبو بكر الخوارزمي في مفيد العلوم ومبيد الهموم :” أقل ما يجب على الإمام أن لا يأتي عام إلا وله فيه غزو ولا يجوز له القعود عن الغزو لأن فيه قطع منفعة الغنيمة عن المسلمين وإغراء الكفار فإنهم يتجاسرون على قتال المسلمين فقد قيل في المثل الروم إذا لم تغز غزت“
قولهم : الروم إذا لم تغز غزت تدل عليه شواهد التاريخ وهو من الأمثال السائرة عند العرب وفي هذا عبرة لمن يستثقل أمر جهاد الطلب ولو عمل به العقلاء ما سقطت لنا دولة ولا تسلطوا علينا وقسمونا وفعلوا بنا الأفاعيل
وما أحسن ما روى خليفة بن خياط في تاريخه قال محمد وحدثني الوليد بن مسلم قال كان آخر ما أوصاهم به معاوية أن شدوا خناق الروم فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من الأمم