من عجائب الليبراليين والعلمانيين في بلادنا أنهم دائما يذمون العنف مطلقا ويتهمون المسلمين بأن فيهم ميلا شديدا للعنف أورثتهم إياه النصوص الدينية
حتى وصلت الرقة المصطنعة ببعضهم إلى استنكار ذبح الأضاحي
ولكن اذا كان العنف مخالفا للشرع ويتصل به بعض الإباحية ويقبله الغربيون فإنهم يرحبون بِه ويقبلونه ولو كانت له آثار سلبية
فالمصارعة مثلا فيها تعري وضرب للوجه وهذا مخالف للشرع اذ لا يجوز ذلك إلا لضرورة
والعنف فيها مفرط يصل إلى استخدام الكراسي وتعمد إسالة الدماء وإلقاء الخصم من فوق أماكن عالية أو دفنه حيّا وغيرها من مظاهر العنف الشديد
مع كثرة الألفاظ الفاحشة والبذيئة التي تستخدم والاشارات الجنسية بل والمشاهد الجنسية الصريحة أحيانا مع عروض التعري الوقورة تحت اسم ( مصارعة النساء )ومع ذلك يسمحون للأطفال بمشاهدتها ولا يَرَوْن أي ضرر من مدخلات العنف العظيمة التي تدخل في عقول الأطفال والأمر وإن كان تمثيلا ولكنهم يقومون بِه كما لو كان حقيقة
والمصارعون يتعاطون مواد مخدرة خفيفة لاحتمال الألم فإذا زاد أحدهم على القدر المسموح فإنه يعاقب يالايقاف لمدة يحددونها وهذا التشديد عندهم حصل بعد وفاة أحد المصارعين على الحلبة من شدة الجرعة التي أخذها وحادثته مشهورة وأيضا حادثة الذي فقد عقله وقتل ولده وزوجته ثم انتحر ( وقيل أنه أصيب بارتجاج في المخ بسبب بعض الحركات التي كان يؤديها على الحلبة )
هل يمكن أن يعتبر مثل هذا انسانيا على مقاييس القوم أن يستغل حماس بعض الشباب للشهرة أن يسقط في هذا الوحل وهم وإن أعطوه مالا وفيرا ولكن ذلك له ثمن عظيم
وعودا على أصل المسألة لماذا تحذف بعض النصوص الشرعية من المناهج بحجة التحريض على الكراهية والإرهاب ثم يقبل رياضة تعلم العنف عمليا بشكل فتاك ولا يتحاشى حتى الأطفال من رؤيتها ونحن نعلم ما أمريكا بالذات من العنف في الشارع؟
أم أن الرجل الأبيض اذا رضي عن شيء فلا معقب لقوله ولا يقال له لم ولا كيف وفقط يفلح البعض بإيراد الاعتراضات السخيفة على الأحكام الشرعية