فقد قرأت كلاماً لبعض من لا يكفر القاديانية بأعيانهم وكذلك البهائية ويقول
أن تكفيرهم بالنوع وأنه لا يجوز أن يقال ( القاديانية كفار ) بإطلاق
وهذا غلط بين بل غلط عظيم فإن القاديانية يقرون بنبوة غلام ميرزا القادياني
، وينكرون الجن وعدد من المعلومات من الدين بالضرورة .
وأما البهائية فيقرون بنبوة بهاء
هذا ويصلون إلى عكا بدلاً من الكعبة ويحلون جميع النساء إلا الأمهات إلا الأم وزوجة
الأب ، ويحجون إلى قبر بهاء بدلاً من الكعبة
فهؤلاء لا فرق بينهم وبين أتباع مسيلمة وقد كفرهم الصحابة عن بكرة أبيهم
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب(في الدرر السنية 8/118) لما ذكر المرتدين
وفرقهم فمنهم من كذب النبي صلى الله عليه وسلم ورجعوا إلى عبادة الأوثان ومنهم من أقر
بنبوة مسيلمة ظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أشركه في النبوة ومع هذا أجمع العلماء
أنهم مرتدون ولو جهلوا ذلك ومن شك في ردتهم فهو كافر.
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (28/ 519) :” وَقَدْ اتَّفَقَ
الصَّحَابَةُ وَالْأَئِمَّةُ بَعْدَهُمْ عَلَى قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَإِنْ
كَانُوا يُصَلُّونَ الْخَمْسَ وَيَصُومُونَ شَهْرَ رَمَضَانَ. وَهَؤُلَاءِ لَمْ يَكُنْ
لَهُمْ شُبْهَةٌ سَائِغَةٌ فَلِهَذَا كَانُوا مُرْتَدِّينَ وَهُمْ يُقَاتَلُونَ عَلَى
مَنْعِهَا وَإِنْ أَقَرُّوا بِالْوُجُوبِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ”
فكيف بمن أقر بنبوة نبي جديد وتبعه على كل تشريعاته فهذا إن كان جاهلاً
فهو كجهال اليهود والنصارى
ولم ينقل التكفير من الصحابة فقط بل الشهادة بالنار أيضاً
قال الخلال في السنة 475- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ
, قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , يَقُولُ : حُجَّتُنَا فِي الشَّهَادَةُ
لِلْعَشَرَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ : قَرَأَ عَلَيْهِ
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ
, عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : لَمَّا صَالَحَ أَبُو بَكْرٍ أَهْلَ الرِّدَّةِ
قَالَ : صَالَحَهُمْ عَلَى حَرْبٍ مُجْلِيَةٍ أَوْ سِلْمٍ مُخْزِيَةٍ . قَالَ : قَالُوا
: قَدْ عَرَفْنَا الْحَرْبَ الْمُجْلِيَةَ , فَمَا السِّلْمَ الْمُخْزِيَةَ ؟ قَالَ
: أَنْ تَشْهَدُوا أَنَّ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَأَنَّ قَتْلاَكُمْ فِي النَّارِ
, فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
فإن قيل : بعض القاديانية لا يراه نبياً بل يراه مصلحاً مجدداً
فيقال : تسمية مدعي النبوة مجدداً كفر مستقل ، وهؤلاء ندرة ومن تسمى باسم
لحقه تبعاته فهؤلاء نصارى بني تغلب ما تشبثوا من النصرانية بشيء إلا بشرب الخمر فاعتبرهم
الصحابة كفاراً وألحقهم جمهورهم بالنصارى في جميع الأحكام واستدل ابن عباس على ذلك
بقوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) فجعل اختيارهم لاسم النصرانية ولاءً ملحقاً
في الأحكام
وقد قال السلف ( الجهمية كفار ) وقالوا ( القدرية كفار ) وهؤلاء أحسن حالاً
من القاديانية فكيف يقال لا يجوز أن يقال ( القاديانية كفار )
فإن قيل : ما فائدة تكفير هؤلاء ولا يوجد حاكم يطبق عليهم حد الردة أو
يجاهدهم
فالجواب : أن تكفير الكافر الذي قام الدليل على كفره واجب .
ثم إنه تترتب على تكفير الكافر
أحكام كثيرة من عدم جواز ابتدائه بالتحية ومناكحته والصلاة خلفه والصلاة عليه ودفنه
في مقابر المسلمين وغيرها من الأحكام التي لو تعطل التكفير لتعطلت هذه الأحكام العظيمة
، وهذا عين الظلم إذ يسوى بين المسلم والكافر إذ لا يحكم على الكافر بالكفر فيستوي
هو والمسلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم