الرد على محمد العريفي في قوله أن فرعون كان باراً بأمه …!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال العريفي :” بل يا أخي من العجائب ذكر بعض المفسرون لما ذكروا
دعاء موسى عليه السلام على فرعون لما قال { رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ
فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا
عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا
}

دعوتك أنت يا موسى وهارون عليهما السلام يقول بعض المفسرين ولم يستجب الله
تعالى دعاءه حتى يراه موسى إلا بعد أربعين سنة

لماذا ؟

قالوا : لأن فرعون كان له أم هو بها بار ” انتهى كلام العريفي

[ المقطع
الصوتي
 ]

أقول : هذه القصة التي ذكرها الدكتور العريفي انتشرت كثيراً بين الناس
، وقد راجعت عامة التفاسير المعتمدة وغير المعتمدة عند الآية التي ذكرها فلم أجد لها
أثراً

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 11390:

حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ
بْنُ بَشِيرٍ، ثنا سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ،
فِي قَوْلِهِ: ” قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا “

قَالَ: قَالَ ذَلِكَ ثُمَّ أَخَذَ فِرْعَوْنَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَرْبَعِينَ
يَوْمًا”.

سعد متروك ، وقد ذكر أربعين يوماً وليس أربعين سنة ولا ذكر لقصة بر فرعون
بأمه

وقال الطبري في تفسيره 17856:

حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج،
قال ابن عباس:(فاستقيما) : فامضيا لأمري، وهي الاستقامة = قال ابن جريج : يقولون: إن
فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة.

وهذا منقطع بين ابن جريج وابن عباس ، وابن جريج يقول ( يقولون ) فلم يجزم
يجزم ولا ذكر لقصة بر فرعون بأمه

وقال الطبري أيضاً (24/ 204) : حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل،
عن ثُوير، عن مجاهد، قال: مكث فرعون في قومه بعد ما قال:( أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى
) أربعين سنة .

لا ذكر هنا لدعاء موسى وثوير بن أبي فاختة متروك

وقال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول :” قال الله عز وجل لموسى:
{قد أجيبت دعوتكما}.

954 : حدثنا عمر، قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة،
عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: بعد أربعين سنةً”

أقول : الأعمش إنما سمع من مجاهد أحاديث معدودة والبقية مدلسة أسقط فيها
ليث بن أبي سليم وليث عن مجاهد في التفسير يحتمل ، ولم يذكر هنا قصة بر فرعون بأمه
التي زعمها العريفي

وهنا أتوجه بالنصح للعريفي وأمثاله من الدعاة الذين يتابعهم الآلاف أو
الملايين ، بأن يتقوا الله عز وجل في الناس الذين يستمعون لأشرطتهم ومحاضراتهم ، أن
يتحروا الصحيح الثابت ، مع التزام منهج السلف في جميع الأبواب ، والخطأ والزلل لا بد
منه ، ولكن كثرة هذا الأمر في المردية

الدكتور العريفي بعد هذا البيان ملزمٌ بأن يذكر المفسرين الذين ادعاهم
أو يتراجع أمام الملأ ، ولا يكتفي بالبيان الذي ذكرته هنا ، إذ أن دائرة متابعيه أوسع
بكثير من دائرة من يشاهدون المواقع التي أكتب بها أنا

قال الخطيب البغدادي في الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع 1129 :  أنا أبو بكر البرقاني ، قال : قرأت على محمد بن محمود
المروزي حدثكم محمد بن علي الحافظ ، قال : سمعت إسحاق بن منصور يقول :

 صرت أنا ورجل خراساني وآخر بصري
إلى وهب بن جرير فحدثنا بحديث وهم فيه فإذا أنا في المنزل .

 إذ أتاني فقال لي وأصلح ذلك الحديث
: اكفني الخراساني وأنا أكفيك البصري

فهذا هدي السلف فليتمسك به دكتور العقيدة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم