قال «خالد المصلح» في شرحه على الطحاوية: «ولكونه حوى مسائل هي من فضول
المسائل وليست من أصول مسائل الاعتقاد كمسألة التسلسل على سبيل المثال ، وكمسألة أيهما
أفضل؛ الملائكة أم البشر وما أشبه ذلك من المسائل الكلامية».
أقول : هذا غير صحيح فمسألة التسلسل مسألة متعلقة بأسماء الله وصفاته وهي
اعتقاد أهل السنة أن أفعال الله عز وجل لا بداية لها وأن كماله لا ابتداء له خلافاً
للمعطلة القائلين بأن أفعال الله لها بداية ، وعقيدة أهل السنة أن أفعاله ليس لها بداية
كما أن وجوده ليس له بداية، وهذا مأخوذ من قوله تعالى ﴿فعال لما يريد﴾، وقوله تعالى:
﴿وكان الله سميعاً بصيراً﴾، روي عن ابن عباس أنه قال (لم يزل كذلك).
وحتى مسألة أول مخلوق من هذا العالم هي بحث في دلالات ظواهر النصوص، وأما
التسلسل في المستقبل وهو اعتقاد أن أفعال الله لا نهاية لها وأن نعيم أهل الجنة وعذاب
أهل النار لا نهاية له فهذا أيضاً من أصول الاعتقاد.
وقوله أن مسألة المفاضلة بين الملائكة والبشر مسألة كلامية غلط بين بل
هي مسألة سلفية؛ قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى في هذه المسألة (4/ 357): «وكنت
أحسب أن القول فيها محدث حتى رأيتها اثرية سلفية صحابية فانبعثت الهمة الى تحقيق القول
فيها فقلنا حينئذ بما قاله السلف فروى ابو يعلى الموصلى فى كتاب التفسير المشهور له
عن عبد الله بن سلام وكان عالما بالكتاب الأول والكتاب الثانى اذ كان كتابيا وقد شهد
له النبى صلى الله عليه و سلم بحسن الخاتمة ووصية معاذ عند موته وانه أحد العلماء الأربعة
الذين يبتغى العلم عندهم قال ما خلق الله خلقا اكرم عليه من محمد الحديث عنه.
قلت: ولا جبرائيل ولا ميكائيل قال يا ابن اخى أوتدرى ماجبرائيل وميكائيل
انما جبرائيل وميكائيل خلق مسخر مثل الشمس والقمر وما خلق الله تعالى خلقا اكرم عليه
من محمد.
وروى عبد الله فى التفسير وغيره عن معمر عن زيد بن اسلم انه قال قالت الملائكة
ياربنا جعلت لبنى آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون فاجعل لنا الاخرة فقال وعزتى لا أجعل
صالح ذرية من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لادم
ولعن الممتنع عن السجود له وهذا تشريف وتكريم له».ا.هـ.
فهي مسألة سلفية أثرية كما ترى وليست كلامية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم