قال الدكتور محمود الرضواني فيص 953 من كتابه
أصول العقيدة :” فالسلفي إذا ثبت عنه أنه قال الاسم هو المسمى فإنه يعني أن أسماء
وأوصافه أزلية أبدية ملازمة للذات الإلهية وليست محدثة بعد إن لم تكن كما ادعى المخالفون
ومن قال ذلك من السلف في بعض المواطن كأحمد ابن حنبل وأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم
وأبي حاتم محمد بن إرديس وغيرهم رحمهم الله إنما قاله على اعتبار أن القرآن غير مخلوق
“
أقول : وعزا في الحاشية إلى الفصل لابن حزم
قال ابن حزم في الفصل (2/72) :” فإن قال وا أن أحمد بن حنبل وأبا
زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وأبا حاتم محمد بن إدريس النظلي الراويين رحمهما الله
تعالى إن الاسم هو المسمى”
وهذا غلط من ابن حزم لم يسنده إلى هؤلاء الأئمة وهذه كتبهم في الاعتقاد
موجودة ليس فيها الخوض في هذه المسألة ، وليس ابن حزم ممن يعتمد عليه في باب الاعتقاد
لا في تقريرها ولا في نقل مذاهب الناس
وهذا التميمي الحنبلي على تأثره بالكلابية ينسب للإمام أحمد السكوت عن
هذه المسألة وعدم الخوض فيها وهذا الأنسب مع أصول أحمد
قال التميمي في اعتقاد الإمام أحمد :” وَعظم عَلَيْهِ الْكَلَام فِي
الإسم والمسمى وَتكلم أَصْحَابه”
وقال الطبري في صريح السنة (1/17) :” وأما القول في الاسم : أهو المسمى
أم غير المسمى ؟ فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ، ولا قول من إمام
فيستمع ، فالخوض فيه شين ، والصمت عنه زين . وحسب امرئ من العلم به ، والقول فيه أن
ينتهي إلى قول الله ، عز وجل ثناؤه ، الصادق ، وهو قوله : ( قل ادعوا الله أو ادعوا
الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) وقوله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه
بها ) ويعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى ، ( له ما في السموات وما في الأرض وما
بينهما وما تحت الثرى ) “
أفترى الطبري يقول هذا الكلام وقد حفظ عن أحمد في المسألة شيء
قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1106 : حدثنا خلف نا الحسن
نا سعيد بن أحمد بن زكريا نا يونس بن عبد الأعلى قال : سمعت الشافعي يقول : إذا سمعت
الرجل يقول : الاسم غير المسمى أو الاسم المسمى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين
له .
وما كان الإمام أحمد ولا الرازيان ليخالفوا الإمام الشافعي في هذا
وقال اللالكائي في السنة 305 : أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، عن أبي
بكر بن أبي داود السجستاني قال : من زعم أن الاسم غير المسمى فقد زعم أن الله غير الله
، وأبطل في ذلك ؛ لأن الاسم غير المسمى في المخلوقين ؛ لأن الرجل يسمى محمودا وهو مذموم
، ويسمى قاسما ولم يقسم شيئا قط ، وإنما الله جل ثناؤه واسمه منه ولا نقول : اسمه هو
، بل نقول : اسمه منه ، فإن قال قائل : إن اسمه ليس منه ، فإنه قال : إن الله مجهول
، فإن قال : إن له اسما وليس به فقال : إن مع الله ثانيا
فتأمل قوله ( ولا نقول اسمه هو ) فالاسم للمسمى ودال عليه كما في قوله
تعالى ( ولله الأسماء الحسنى ) ولا نقول الاسم هو المسمى ولا غيره
وابن أبي داود والده من أخص أصحاب الإمام أحمد لو حفظ عن أحمد شيء لذكره
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (6/186) :” الاسم والمسمى
هل هو هو أو غيره او لا يقال هو هو ولا يقال هو غيره أو هو له أو يفصل
فى ذلك
فان الناس قد تنازعوا فى ذلك والنزاع اشتهر فى ذلك بعد الائمة بعد احمد
وغيره والذى كان معروفا عند أئمة السنة احمد وغيره الانكار على الجهمية الذين يقولون
اسماء الله مخلوقة فيقولون الاسم غير المسمى واسماء الله غيره وما كان غيره فهو مخلوق
وهؤلاء هم الذين ذمهم السلف وغلظوا فيهم القول لأن أسماء الله من كلامه وكلام الله
غير مخلوق بل هو المتكلم به وهو المسمى لنفسه بما فيه من الأسماء
و الجهمية يقولون كلامه مخلوق واسماؤه مخلوقة وهو نفسه لم يتكلم بكلام
يقوم بذاته ولا سمى نفسه باسم هو المتكلم به بل قد يقولون انه تكلم به وسمى نفسه بهذه
الاسماء بمعنى انه خلقها فى غيره لا بمعنى انه نفسه تكلم بها الكلام القائم به فالقول
فى اسمائه هو نوع من القول فى كلامه “
فتأمل كيف أن شيخ الإسلام ينص على أن المسألة اشتهر فيها النزاع بعد الإمام
أحمد
ويا ليت شعري هذا لفظ مجمل والإمام أحمد وغيره من الأئمة كانوا من أبعد
عن إطلاق الألفاظ المجملة وذلك بين في هديهم في مسألة اللفظ وفي مسألة الإيمان مخلوق
أم لا ، وكان من تكلم بلفظ يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ( كما قال شيخ الإسلام
)
والخلاصة أن الصواب أنه لا يطلق أن الاسم هو المسمى ولا غير المسمى بل
يقال لله عز وجل الأسماء الحسنى ، وأن نسبة شيء من ذلك إلى الإمام أحمد أو غيره من
أئمة السنة غلط قبيح ، وما ينبغي تقليد ابن حزم في أغلاطه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم