الراوي الذي تحرَّف اسم أبيه مرتين (وبيان إثبات مجاهد للرؤية)…

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

https://t.me/Y_Dokkali/114

هذا مقال للأخ الشيخ يوسف الدكالي في بيان أن مجاهداً أثبت الرؤية لله عز وجل، وهو مسبوق بإسحاق والدارمي وغيرهم.

وقد ذكر في المقال هذا الأثر: قال اللالكائي في «السنة»: “ذكره عبد الرحمن قال: ثنا أبي قال: ثنا عبد الرحمن ابن خلف الرقي، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا حماد بن سلمة عن ليث عن مجاهد، {للذين أحسنوا الحسنى} قال: الحسنى: الجنة والزيادة: النظر إلى الرب”.

هنا اللالكائي ينقل من كتاب «الرد على الجهمية» لابن أبي حاتم رحمهما الله تعالى، وقد حفظ لنا اللالكائي نصوصاً من هذا الكتاب المفقود.

وواضح أن ابن أبي حاتم أورد هذا الأثر ليثبت أن مجاهداً يثبت الرؤية.

وقد أشار إلى ذلك في تفسيره حيث قال: “وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وحذيفة بن اليمان وابن عباس وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الرحمن بن سابط وعكرمة وعامر بن سعيد والحسن ومجاهد وقتادة وأبي إسحاق والضحاك وأبي سنان والسدي: إن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل”.

فذكر مجاهداً معهم.

غير أن في سند هذه الرواية إشكالاً، فعبد الرحمن بن خلف الرقي لا وجود له في كتب التراجم. 

والواقع أنه عبد الرحمن بن خالد الرقي. 

قال ابن أبي حاتم في تفسيره: “17024- حدثنا أبي ثنا عبد الرحمن بن خالد القطان الرقي، ثنا معاوية يعني ابن هشام قال: سمعت سفيان، يقول: إنما سميت الدنيا، لأنها دنت”.

وخالد قريب من خلف، فمن هنا وقع الوهم. 

والظريف أن في تفسير ابن أبي حاتم نجد هذا: “15731- حدثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن محمد القطان الرقي، ثنا معاوية ابن هشام قال: سمعت الثرى قال إنما سمي المال لأنه يميل بالناس”.

فسمَّى أباه محمداً وهو خطأ، والصواب أنه خالد، فتحرَّف اسمه مرتين. 

وهو من شيوخ النسائي، وقال عنه: لا بأس به. 

ومؤمل بن إسماعيل صدوق له أوهام، غير أن روايته لأثر مقطوع محل تسامح. 

وجاء في ترجمة أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي -وهو ضعيف- من «تهذيب الكمال»: “وقال أحمد بن أبى يحيى : سمعت أحمد بن حنبل يقول : يكتب من حديث أبى معشر أحاديثه عن محمد بن كعب فى التفسير”.

قال أبو خليد: “سألني سعيد بن عبد العزيز (حافظ الشام) ما الغالب على علم سعيد بن بشير؟ قلت له: التفسير، فقال: خذ عنه التفسير ودع ما سوى ذلك، فإنه كان حاطب ليل” «الضعفاء» للعقيلي [2/461].

وقال الخطيب في «الجامع»: “1588- أنا محمد بن أحمد بن يعقوب، أنا محمد بن نعيم الضبي، نا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو نا أحمد بن سيار، قال: سمعت أبا قدامة، يقول: قال يحيى بن سعيد: “تساهلُوا في أخذ التفسير عن قومٍ لا يوثقونهم في الحديث ثم ذكر ليث بن أبي سليم وجويبر بن سعيد والضحاك ومحمد بن السائب وقال: «هؤلاء لا يُحمد أمرهم ويُكتب التفسير عنهم»”.

وهكذا نكون تممنا فائدة الدكالي.