قال صاحب كتاب الصراع على الله في أمريكا _ وهو قس ألماني مقيم في أمريكا ص21 :” لذلك فوجئنا حين تبين لنا خلال الحملة الرئاسية لرونالد ريغان أن الأغلبية الأخلاقية ( جماعة دينية ) تتمتع بقوة سياسية مرعبة ومنذ ذلك الوقت طوال خمسة وعشرين عاماً _ تمتع اليمين المسيحي بنفوذ هائل “
ثم قال :” لا أعرف جماعة في أوروبا يمكن مقارنتها بالإنجيليين الذين يمارسون عبادتهم على التلفزيون ، ويصل نفوذهم المؤثر إلى أعلى المراتب الهرمية في السلطة السياسية ويستحيل تصور احتدام مجادلات حامية بين أتباع نظرية النشوء الارتقائي والمؤمنين بالخلق الإلهي ، فأوروبا معلمنة كلياً أو بكلمات أخرى جاهلة دينياً لذلك لا يعرف معظم المراقبين في أوروبا كيف يمكن فهم اللغة الدينية التي طبيعية تماماً على الطرف الآخر من الأطلسي والكلام الإلهي للزعماء السياسيين في الولايات المتحدة وليس لديهم طريقة لتقويم وتقدير تأثيره في السياسة العالمية وهذا أحد العوامل التي تفسر تنامي الجفاء بين الولايات المتحدة وأوروبا “
ويقول أيضاً :” من الواضح أنني تعودت هذه الأسئلة لأنني نشأت كواحد من جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا ، مع تبريح المناقشات حول كيف ولماذا تعرض الشعب اليهودي إلى ما يقرب من حافة الإبادة الجماعية في أوروبا من قبل الرايخ الثالث أدرك بالطبع أن العديد من نظرائي الأمريكيين سوف تروعهم مقارنة محرقة الشعب اليهودي بحرب الإبادة التي شنت على سكان أمريكا الأصليين . وأنا لا اقترح وجود أي مجال للمقارنة لسبب بسيط هو أن الجرائم الفظيعة التي ارتكبت ليس لها شبيه ولا نظير ، ولكن ما أريده هو استقصاء كيف تستطيع الشعوب الأمم أن تتذكر وتنسى بسهولة تلك الحقب الوحشية والمتخمة بالذنب من ماضيها ، ومثل ذلك أيضاً اهتماماً مقلقاً بدأ يؤثر في تأملاتي وتفكيري بأمريكا “
أقول : هذا إلزام مؤلم للشعب الأمريكي الذي ما فتيء يتباكى على ما فعل باليهود في أوروبا ونسي ما فعل هم بالسكان الأصليين وهذه الذاكرة الانتقائية مورست ضدنا معاشر المسلمين علماً أننا في الوقت الذي تم فيه إبادة المسلمين في الأندلس كان أهل الكتاب في كل العالم الإسلامي يعيشون على سمتهم المعتاد ولم يتعرضوا لعمليات إبادة انتقامية
وما فعله الأمريكان بالسكان الأصليين لا يمكن تبريره بأي تبرير لأن هؤلاء لم يكونوا أمماً توسعية مجاورة لهم فتفسر تلك الحروب على أنها ضربات استباقية بل كرم السكان الأصليين معهم كان مشهوراً
يقول في ص 86 :” لقد ترسخ الإسلام كقوة عالمية عظمى امتد سلطانها من الهند شرقاً إلى أسبانيا غربا ولا يمكن لأحد أن إنكار حقيقة أن الإمبراطورية الإسلامية كانت أكثر الممالك حداثة وتسامحاً في القرون الوسطى واستفادت منها المجتمعات المسيحية في أوروبا بأكثر مما ترغب في الاعتراف به اليوم لذلك هناك العديد من الإيجابيات التي يمكن أن نعزوها إلى الخلافة الإسلامية في عهودها المبكرة ومن المفهوم أن المسلمين يشعرون بالفخر والاعتزاز بهذا الجزء من ماضيهم التليد “
ثم ذكر أن المسلمين يلقون باللائمة على الحملات الصليبية في تخلفهم
ويقول أيضاً :” قيل في بعض الأحيان إن ألمانيا أكثر بلد متأمرك في أوروبا أما تفسيري فهو أن ألمانيا خرجت من الحرب العالمية الثانية أمة مهزومة كلياً ، لا مادياً فقط بل روحيا وأخلاقيا ومعنوياً أيضاً ونظراً لأنه لم يتبق شيء في تاريخنا يستحق الاعتماد عليه لإعادة بناء هويتنا تطلعنا إلى المنتصرين علينا بحثاً عن بديل له معنى هادف ، تطلب الأمر منا بضعة عقود من السنين الاسترجاع المنجزات العظيمة في تاريخ ألمانيا “