الحل النسوي لأزمة النساء في كوريا الجنوبية…

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

(Inside the deepfake porn crisis engulfing Korean schools)

هذا العنوان إذا وضعته في محرك البحث ستقف على مقال في موقع البي بي سي.

المقال يتناول أزمة تعاني منها آلاف النساء الكوريات، وهي مجموعات في تليجرام تستخدم الذكاء الاصطناعي لتركيب مواد إباحية على صور نساء نشرنها في مواقع التواصل أو صوِّرت لهن خلسة. 

وقد تُستخدم هذه المواد لابتزازهن للحصول على صور ومقاطع حقيقية ومِن ثمَّ الاتجار بها.

جاء في المقال: “قبل يومين، نشرت الصحفية الكورية الجنوبية كو نارين ما تحول إلى أكبر سبق صحفي في حياتها المهنية. فقد ظهر مؤخرًا أن الشرطة تحقق في حلقات إباحية مزيفة في اثنتين من أكبر جامعات المقاطعة، وكانت السيدة كو مقتنعة بأنه يجب أن يكون هناك المزيد.

بدأت في البحث في وسائل التواصل الاجتماعي واكتشفت عشرات مجموعات الدردشة على تطبيق المراسلة تيليجرام حيث كان المستخدمون يتشاركون صور النساء اللواتي يعرفونهن ويستخدمون برنامج الذكاء الاصطناعي لتحويلهن إلى صور إباحية مزيفة في غضون ثوانٍ.

أخبرتنا السيدة كو: “كل دقيقة كان الناس يقومون بتحميل صور فتيات يعرفونهن ويطلبون تحويلهن إلى صور مزيفة””.

وجاء في المقال: “لكن ناشطات حقوق المرأة يتهمن السلطات في كوريا الجنوبية بالسماح للإساءة الجنسية على تيليجرام بالبقاء دون رادع لفترة طويلة جدًا، لأن كوريا واجهت هذه الأزمة من قبل. في عام 2019 ظهر أن عصابة جنسية كانت تستخدم تيليجرام لإرغام النساء والأطفال على إنشاء ومشاركة صور جنسية صريحة لأنفسهم.

طلبت الشرطة في ذلك الوقت من تيليجرام المساعدة في تحقيقاتها، لكن التطبيق تجاهل جميع طلباتهم السبعة. وعلى الرغم من الحكم على زعيم العصابة في النهاية بالسجن لأكثر من 40 عامًا، لم يُتخذ أي إجراء ضد المنصة، بسبب المخاوف بشأن الرقابة”.

أقول: وهذه قصة أخرى لشخص كان يبتز النساء حقاً ويصور فيديوهات حقيقية، وكان عنده قرابة 200 ألف زبون! ولم تتمكن الحكومة من معاقبتهم جميعاً، وإنما عاقبوه هو والرؤوس معه فقط.

وذكروا في المقال أن كثيراً من النساء الكوريات صرن يحذفن صورهن من مواقع التواصل خوفاً من هذه التقنية. 

وجاء في المقال: “في حين تعترف منظمات حقوق المرأة بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الجديدة تجعل من السهل استغلال الضحايا، إلا أنها تزعم أن هذا ليس سوى أحدث أشكال كراهية النساء التي تظهر على الإنترنت في كوريا الجنوبية.

أولاً: تعرضت النساء لموجات من الإساءة اللفظية عبر الإنترنت. ثم جاء وباء كاميرات التجسس، حيث تم تصويرهن سراً أثناء استخدام المراحيض العامة وغرف تغيير الملابس.

“السبب الجذري لهذا هو التمييز الجنسي البنيوي والحل هو المساواة بين الجنسين”، هذا ما جاء في بيان وقعته 84 مجموعة نسائية.

هذا انتقاد مباشر لرئيس البلاد يون سوك يول، الذي أنكر وجود التمييز الجنسي البنيوي، وخفض التمويل لمجموعات دعم الضحايا وألغى وزارة المساواة بين الجنسين في الحكومة”.

وهذا أعجب ما في المقال، وهو الحل العجيب الذي يقدمنه، لا محاولة حجب المواد الإباحية التي سببت هذا الهوس ولا الابتعاد عن الاختلاط الذي سهَّل عمليات الابتزاز (فعملية تصوير النساء بوضعيات حرجة سراً تحصل في المدارس المختلطة في الغالب) ولا الحديث عن وازع ديني وأخلاقي، وإنما الحديث عن تقرير فكرة مستحيلة وهي المساواة بين الرجل والمرأة!

وكيف يمكنهم الاقتناع بهذا الأمر وهم يرون مفاتن النساء دائماً ويرون كيف يستغللنها؟ 

لا يوجد ما يبرر هذه الجرائم النجسة، ولكن القضاء عليها لا يكون بمكابرة الواقع، كما تفعل المنظمات النسوية في كل مكان. 

فحتى في بلادنا العربية تجد حلولهن للأزمات التي نشأت عن الثقافة الحديثة مما يزيدها، فدائماً يطالبن بقوانين تحقق ما يردن دون أن تكون هذه القوانين تحل المشكلة، باختصار هن يتاجرن بمعاناة غيرهن لتحقيق بعض المكتسبات. 

وإلا هل المطلوب إلغاء شهوة الرجال بالكلية لينقرض المجتمع! فالشهوة المبنية على المغايرة هي أساس البقاء، أم المطلوب الضبط الأخلاقي وسد الذرائع؟

أنا أضرب مثالاً بكوريا لأن كثيراً من النساء ينظرن لها على أنها بيئة ملائكية ومناسبة للنساء، حتى رأيت فتيات يهاجرن هناك ويحكين عن تجربتهن، فإذا كان مجتمع مورس عليه التدجين كل هذه المدة -حتى وضع الرجال مساحيق التجميل- هذه نهايته فكيف بغيره؟

والنساء في مجتمعاتنا يستفدن جداً من الوازع الديني من حيث لا يشعرن، وكذلك من الأعراف المجتمعية بشكل أقل، وأما القانون فهو موجود في كل الدول، وانظر إلى الحال عندهم اتسع عدد الداعمين للبلاء، حتى إن الحكومة عجزت عن معاقبتهم جميعاً.