ذهب أبو يعلى الحنبلي إلى وجوب صيام يوم الشك فرد عليه الخطيب البغدادي وذكر رد الخطيب النووي في المجموع
قَالَ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْبَغْدَادِيُّ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ وَقَفْتُ عَلَى كِتَابٍ لِبَعْضِ مَنْ يَنْتَسِبُ إليه الْفِقْهِ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ ذَكَرَ فِيهِ أَنَّ يَوْمَ الشَّكِّ الْمُكَمِّلَ
لِعِدَّةِ شَعْبَانَ يَجِبُ صَوْمُهُ عَنْ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ قَالَ الْخَطِيبُ وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِمَا ظُهُورُ اعْتِلَالِهِ يغني الناظر فيه عن إبطاله إذا لحق لَا يَدْفَعُهُ بَاطِلُ الشُّبُهَاتِ وَالسُّنَنُ الثَّابِتَةُ لَا يُسْقِطُهَا فَاسِدُ التَّأْوِيلَاتِ وَمَعَ كَوْنِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لَيْسَ فِيهَا الْتِبَاسٌ فَرُبَّمَا خَفِيَ حُكْمُهَا عَنْ بعض الناس ممن قَصَرَ فَهْمُهُ وَقَلَّ بِأَحْكَامِ الشَّرْعِ عِلْمُهُ وَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَنْ يَنْصَحُوا لَهُ فيما استحفظهم ويبذلوا الجهد فيما قلدهم ويهجوا لِلْحَقِّ سُبُلَ نَجَاتِهِمْ وَيَكْشِفُوا لِلْعَوَامِّ عَنْ شُبُهَاتِهِمْ لاسيما فِيمَا يَعْظُمُ خَطَرُهُ وَيَبِينُ فِي الدِّينِ ضَرَرُهُ وَمِنْ أَعْظَمِ الضَّرَرِ إثْبَاتُ قَوْلٍ يُخَالِفُ مَذْهَبَ السَّلَفِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي حُكْمِ الصَّوْمِ الَّذِي هُوَ أَحَدُ أَرْكَانِ الدِّينِ وَأَنَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى أَذْكُرُ مِنْ السُّنَنِ الْمَأْثُورَةِ وَأُورِدُ فِي ذَلِكَ مِنْ صَحِيحِ الْأَحَادِيثِ الْمَشْهُورَةِ عَنْ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَحَابَتِهِ الْأَخْيَارِ الْمَرْضِيِّينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَعَنْ خَالِفِيهِمْ مِنْ التَّابِعِينَ مَا يُوَضِّحُ مَنَارَ الْحَقِّ وَدَلِيلَهُ وَيَرُدُّ مَنْ تَنَكَّبَ سَبِيلَهُ وَيُبْطِلُ شُبْهَةَ قَوْلِ الْمُخَالِفِ.
تأمل هذه الشدة مع قوله عنه في تاريخ بغداد : كان أحد الفقهاء الحنابلة، وله تصانيف على مذهب أحمد بن حنبل، درس وأفتى سنين كثيرة ثم قال : كتبنا عنه، وكان ثقة.
وهذا الأمر ليس مستغرباً في ذلك الزمان وأما في عصرنا فيقف الناس كثيراً عند أسلوبك وربما ابتعدوا عن أساس بحث المسألة ، والناس إما موغل في الخلاف شديد في كل خلاف وإما شخص كل الخلافات عنده أمرها سهل في شخص المخالف ويحاول أن يلين الكلام ، وهذا جزء من إفرازات ثقافة مركزية الإنسان ومقدمة أن الشريعة _ مهما كانت المسألة المختلف فيها بينة الأدلة _ لا تستحق أن تكون سبباً لأي صورة من صور الولاء أو البراء أو الزجر هذه المقدمة موجودة في نفوس الكثيرين ومنها ينطلقون وإن لم يصرحوا بها لفظاً بل ربما أنكرها بعضهم
حتى أن واحداً مرة قال لي نبغض الكفر ولا نبغض الكافر فقلت له والله يوم القيامة يلقي الكفر في النار ويترك الكافر خارجها ؟! لماذا لا تقول أبغض الخسة ولا أبغض الخسيس وأبغض النميمة ولا أبغض النمام وأبغض الخيانة ولا أبغض الخائن ؟ فقط الكفر الذي هو شر من كل هذه نفصل فيه هذه التفصيلات لأنه في الواقع عندنا وفي فهمنا ليس شراً منها كما في النصوص وهذا أمر ينبغي معالجته في العقل الحديث وإذا تمت معالجته تنحل الكثير من الإشكالات