فينشر بعض السفهاء كرتاً يحاول فيه تبرئة
بعض الناس من مذهب الخوارج عن طريق الهجوم العكسي فيقول ( أن الخوارج هم من تحالف
مع الانجليز لإسقاط الخلافة العثمانية )
والذي يسمي خلافة الشرك العثمانية
بالخلافة الإسلامية جاهل بالتوحيد ، ومن يزعم هذا الأخرق من الدفاع عن التوحيد ضد
الطواغيت هباء وهو ينشر رعاة الشرك ودعاته ويسمي حكمهم بالخلافة وينعى على من
ناوأهم
وإليك هذا البحث لناصر الفهد المعتمد عند
القوم حول الشرك وانتشاره في الدولة العثمانية
قال ناصر الفهد في بحث منشور له في
المسألة
إن من يتأمل حال الدولة العثمانية – منذ نشأتها وحتى سقوطها – لايشك في
مساهمتها مساهمة فعلية في إفساد عقائد المسلمين، ويتضح ذلك من خلال أمرين:
الأول: من خلال نشرها للشرك.
الثاني: من خلال حربها للتوحيد [1].
وقد نشرت الدولة العثمانية الشرك بنشرها
للتصوف الشركي القائم على عبادة القبور والأولياء، وهذا ثابت لا يجادل فيه أحد حتى
من الذين يدافعون عنها، وسوف أنقل فيما يلي بعض النصوص التي تثبت ذلك من
المتعاطفين مع الدولة العثمانية:
فقد قال (عبد العزيز الشناوي) في كتابه
(الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها!! 1/59) – على سبيل المدح -:
“وقد كان من مظاهر الاتجاه الديني في سياسة الدولة تشجيع التصوف بين
العثمانيين وقد تركت الدولة مشايخ الطرق الصوفية يمارسون سلطات واسعة على المريدين
والأتباع، وانتشرت هذه الطرق أولاً انتشاراً واسعاً في (آسيا الوسطى) ثم انتقلت
إلى معظم أقاليم الدولة.. وقد مدت الدولة يد العون المالي إلى بعض الطرق الصوفية..
وكان من أهم الطرق الصوفية (النقشبندية) و (المولوية) و (البكتاشية) و
(الرفاعية)….” أ. هـ [2].
وقال (محمد قطب) في كتابه (واقعنا
المعاصر) ص 155: “لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في المجتمع العباسي، ولكنها
كانت ركناً منعزلاً عن المجتمع، أما في ظل الدولة العثمانية، وفي تركيا بالذات فقد
صارت هي المجتمع، وصارت هي الدين” ا. هـ.
وفي (الموسوعة الميسرة في الأديان
والمذاهب المعاصرة) ص348: “البكداشية: كان الأتراك العثمانيون ينتمون إلى هذه
الطريقة وهي ما تزال منتشرة في ألبانيا كما أنها أقرب التصوف الشيعي منها إلى
التصوف السني [3]… وكان لها سلطان عظيم على الحكام العثمانيون ذاتهم” أ.
هـ.
وفي كتاب (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة)
ص411: “وتنافس السلاطين العثمانيون في بناء التكايا والزوايا والقبور
البكتاشية.. فبينما ناصرها بعض السلاطين، عارضها البعض الآخر مفضلين طريقة أخرى
غيرها” أ. هـ.
لذلك فلا عجب من انتشار الشرك والكفر
واندراس التوحيد في البلاد التي يحكمونها.
وقد قال الشيخ حسين بن غنام رحمه الله
تعالى في وصف حال بلادهم: “كان غالب الناس في زمانه – أي الشيخ محمد بن عبد
الوهاب – متضمخين بالأرجاس متلطخين بوضر الأنجاس حتى قد انهمكوا في الشرك بعد حلول
السنة بالأرماس… فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين وخلعوا ربقة التوحيد والدين،
فجدوا في الاستغاثة بهم في النوازل والحوادث والخطوب المعضلة الكوارث، وأقبلوا
عليهم في طلب الحاجات وتفريج الشدائد والكربات من الأحياء منهم والأموات، وكثير
يعتقد النفع والضر في الجمادات… – ثم ذكر صور الشرك في نجد والحجاز والعراق
والشام ومصر وغيرها – ” أ. هـ [4].
ويقول الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه
الله تعالى (ت 1229 هـ) في رسالة له إلى والي العراق العثماني واصفاً حال دولتهم:
“فشعائر الكفر بالله والشرك هي الظاهرة عندكم مثل بناء القباب على القبور
وإيقاد السرج عليها وتعليق الستور عليها وزيارتها بما لم يشرعه الله ورسوله
واتخاذها عيداً وسؤال أصحابها قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات، هذا مع
تضييع فرائض الدين التي أمر الله بإقامتها من الصلوات الخمس وغيرها فمن أراد
الصلاة صلى حده ومن تركها لم ينكر عليه وكذلك الزكاة وهذا أمر قد شاع وذاع وملأ
الأسماع في كثير من بلاد: الشام والعراق ومصر وغير ذلك من البلدان” أ. هـ
[5].
هذا حال الدولة العثمانية باختصار شديد،
ومن لم تكفه النقول السابقة في بيان حالها فلا حيلة فيه.
وأما حال سلاطينها – وإن كنت أشرت إليه
إجمالاً – فهو من هذا الجنس أيضاً، وسوف أذكر نماذج متفرقة من هؤلاء السلاطين
لبيان حالتهم:
السلطان أورخان الأول (ت 761 هـ):
وهو السلطان الثاني لهذه الدولة بعد أبيه
عثمان (عثمان الأول ت 726 هـ)، واستمر في الحكم 35 سنة، وقد كان هذا السلطان
صوفياً على الطريقة البكتاشية [6].
والطريقة البكتاشية؛ وقد مرت في أكثر من
موضع – وهي طريقة صوفية شيعية باطنية أسسها (خنكار محمد بكتاش الخرساني) ونشرها في
تركيا عام 761 هـ، وهي مزيج من عقيدة وحدة الوجود وعبادة المشايخ وتأليههم وعقيدة
الرافضة في الأئمة، ولهم غلو في النبي صلى الله عليه وسلم – مخرج عن الإسلام – ومن
ذلك قول الطالب والمريد إذا أراد الدخول في هذه الطريقة: “جئت بباب الحق
بالشوق سائلاً، مقراً به محمداً وحيدراً، وطالب بالسر والفيض منهما، ومن الزهراء
وشبير شبراً” ثم يقول: “وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل العباس، وملاذي
هو الحاج بكتاش قطب الأولياء “ويقول لشيخه:”وجهك مشكاة وللهدى منارة،
وجهك لصورة الحق إشارة، وجهك الحج والعمرة والزيارة، وجهك للطائعين قبلة الإمارة،
وجهك للقرآن موجز العبارة”، وأوراد البكتاشيين هي على عقيدة الرافضة الأثني عشرية،
ولهم في عقيدتهم من الأوراد الباطنية وطريقة زياراتهم للقبول الشركية ما يجل عن
الوصف [7].
السلطان محمد الثاني (الفاتح) (ت 886 هـ):
وهو من أشهر سلاطين هذه الدولة، ومدة حكمه
31 سنة:
1) فإنه بعد فتحه للقسطنطينية سنة 857 هـ،
كشف موقع قبر (أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه وبنى عليه ضريحاً، وبنى بجانبه
مسجداً وزين المسجد بالرخام الأبيض وبنى على ضريح أبي أيوب قبة، فكانت عادة
العثمانيين في تقليدهم للسلاطين أنهم كانوا يأتون في موكب حافل إلى هذا المسجد ثم
يدخل السلطان الجديد إلى هذا الضريح ثم يتسلم سيف السلطان (عثمان الأول) من شيخ
(الطريقة المولوية) [8].
2) وهذا السلطان هو أول من وضع مبادئ
(القانون المدني) (وقانون العقوبات) فأبدل العقوبات البدنية الشرعية الواردة في
الكتاب والسنة – أي السن بالسن والعين بالعين بالعين – وجعل عوضها الغرامات
النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني [9].
3) كما أصدر قانوناً – عُمِل به بعده –
وهو أن كل سلطان يلي السلطة يقتل كل إخوته!! حتى يسلم له العرش [10].
السلطان سليمان القانوني (ت 974 هـ):
وهو أيضاً من أشهر سلاطين الدولة
العثمانية، وحكم 46 سنة تقريباً.
1) فإنه لما دخل (بغداد) بنى ضريح أبي
حنيفة وبنى عليه قبة، وزار مقدسات الرافضة في (النجف) و (كربلاء) وبنى منها ما
تهدم [11].
2) كما أنه إنما لقب بالقانوني لأنه أول
من أدخل القوانين الأوربية على المسلمين وجعلها معمولاً بها في المحاكم، وقد أغراه
بذلك اليهود والنصارى [12].
السلطان سليم خان الثالث (ت 1223 هـ):
قال الإمام سعود بن عبد العزيز رحمه الله
تعالى في رسالته لوالي بغداد – والتي سبق الإشارة إليها -: ” وحالكم وحال
ائمتكم وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك – أي في ادعائهم الإسلام – وقد
رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام (اثنين
وعشرين) رسالة لسلطانكم (سليم) أرسلها ابن عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستغيث به ويدعوه ويسأله النصر على الأعداء، وفيها من الذل والخضوع والخشوع ما
يشهد بكذبكم، وأولها: (من عُبَيْدك السلطان سليم، وبعد: يا رسول الله قد نالنا
الضر ونزل بنا المكروه ما لا نقدر على دفعه، واستولى عبّاد الصلبان على عبّاد
الرحمن !! نسألك النصر عليهم والعون عليهم) وذكر كلاماً كثيراً هذا حاصله ومعناه،
فانظر إلى هذا الشرك العظيم، والكفر بالله الواحد العليم، فما سأله المشركون من
آلهتهم العزى واللات، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد أخلصوا لخالق البريات “.
اهـ [13].
السلطان عبد الحميد الثاني (1327 هـ):
وقد كان هذا السلطان صوفياً متعصباً على
الطريقة (الشاذلية)، وإليك رسالة له إلى شيخ الطريقة الشاذلية في وقته يقول فيها:
” الحمد لله….أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، وإلى مفيض
الروح والحياة !!، شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه
المباركتين، راجياً دعواته الصالحات، سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى أدوام على
قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً، وأعرض أنني لا زالت محتاجاً لدعواتكم
القلبية بصورة دائمة” [14].
والطريقة الشاذلية طريقة صوفية قبورية
شركية عليها من العظائم والطوام ما يكفي بعضه لإلحاقها بالكفار الوثنيين [15]
[16].
[1] وقد جعل المدافعون عن حرب العثمانيين
للدعوة السلفية تلك الحرب حرباً سياسية، وليست كذلك وإنما كانت أساساً حرب عقدية
بدأوها بفتوى من علمائهم القبوريين. انظر (حاشية ابن عابدين) 4/262.
[2] وهذه الطرق كلها قائمة على عبادة
القبور والأولياء، بل وعلى الشرك في الربوبية الذي أقر به مشركو العرب وذلك من
خلال معتقدات الصوفية بالغوث والأقطاب والأبدال وغيرهم من الذين يتصرفون بالعالم
بزعمهم، وراجع ما كتبه شيخ الإسلام في الصوفية ومناظرته أتباع للرفاعية (الفتاوى
مجلد11) وراجع ما كتبه إحسان إلهي ظهير عن الصوفية وعن هذه الطرق وشركياتها في
كتابه (دراسات في التصوف) وما كتبه السندي في كتابه (التصوف في ميزان العلم
والتحقيق) وما كتبه الوكيل في كتابه (هذه هي الصوفية) وسيأتي تفصيل لبعض هذه الطرق
إن شاء الله.
[3] التصوف كل محدث مبتدع وليس هناك تصوف
سني، وسوف يأتي تفصيل لهذه الطريقة.
[4] (روضة الأفكار) ص5 وما بعدها.
[5] (الدرر السنية) 1/382.
[6] انظر (تاريخ الدولة العلية العثمانية)
ص 123، و(الفكر الصوفي) ص 411، والبكتاشية قد تسمى البكداشية والبكطاشية، وهذا
السلطان قد ذكر المؤرخون عنه أنه قد أعان ملك الروم ضد ملك الصرب لوعد ملك الروم
إياه بتزويجه ابنته، أنظر (تاريخ الدولة) ص 125.
[7] أنظرها بالتفصيل في (الفكر الصوفي في
ضوء الكتاب والسنة) ص 409-424.
[8] أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية
مفترى عليها) 1/64.
[9] أنظر (تاريخ الدولة العلية) ص 177،
و(فتح القسطنطينية ومحمد الفاتح) ص 177.
[10] أنظر (الدولة العثمانية دولة
إسلامية) 1/64، وقد افتتح حكمه بقتل أخيه الرضيع أحمد ! (تاريخ الدولة العلية) ص
161.
[11] انظر (الدولة العثمانية دولة
إسلامية) 1/ 25، (تاريخ الدولة العلية) ص 223.
[12] انظر (واقعنا المعاصر) ص 160، (تاريخ
الدولة العلية) ص 177وص 198ومابعدها.
[13] (الدرر السنية) ص 160، (تاريخ الدولة
العلية) ص 177وص 198 ومابعدها.
[14] انظر (إمام التوحيد) لأحمد القطان
ومحمد الزين ص 148، و(الطريق إلى الجماعة الأم) ص 56، و(مجلة العربي) الكويتية
الخبيثة عدد 169- 157.
[15] انظر صوراً من شركهم وزيغهم وبدعهم
في (درسات في التصوف) ص 235، و(التصوف في ميزان البحث والتحقيق) ص 327.
[16] أما أخبار هذه الدولة مع اليهود والنصارى
وغيرهم من الكفار في توليهم لهم ومساعدتهم بل وتسويتهم بالمسلمين فكثيرة جداً
طالعها إن شئت في (تاريخ الدولة العلية) و (الدولة العثمانية دولة إسلامية) و لا
تكاد تخلو سيرة سلطان عثماني عن شيء من ذلك، وانظر على سبيل المثال سيرة
(عبدالمجيد بن محمود) حيث أصدر (فرمان الكلخانة) عام 1255 هـ قرر فيها الحرية
الشخصية والفكرية وساوى غير المسلمين بالمسلمين، انظر (تاريخ الدولة العلية) ص
455، (الإسلام والحضارة الغربية) ص 15.
وقال ناصر أيضاً :” لإمام سعود بن
عبد العزيز رحمه الله (ت 1229 هـ): وقد سبق أن نقلت عنه نصوصاً في أمر هذه الدولة،
ومن كلامه أيضاً في الرسالة التي أرسلها إلى والي بغداد: ” وأما قولكم: كيف
التجري بالغفلة على إيقاظ الفتنة بتكفير المسلمين وأهل القبلة ومقاتلة قوم يؤمنون
بالله واليوم الآخر…. فنقول: قد قدمنا أننا لا نكفر بالذنوب وإنما نقاتل من أشرك
بالله وجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله ويذبح له كما يذبح له وينذر له كما ينذر
لله ويخافه كما يخاف الله ويستغيث به عند الشدائد وجلب الفوائد ويقاتل دون الأوثان
والقباب المبنية على القبور التي أتخذت أوثاناً تعبد من دون الله فإن كنتم صادقين
في دعواكم أنكم على ملة الإسلام ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاهدموا تلك
الأوثان كلها وسوّوها بالأرض، وتوبوا إلى الله من جميع الشرك والبدع… ثم قال:
وأما إن دمتم على حالكم هذه ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا بدين
الله الذي بعث الله رسوله وتتركوا الشرك والبدع والخرافات لم نزل نقاتلكم حتى
تراجعوا دين الله القويم ” [29]”
فتأمل هذا الكلام الواضح الجلي أنهم
قاتلوا من قاتلوا على التوحيد وعلى إعلاء كلمة الله ثم يأتي السفلة ويثرثرون
باتهام الموحدين بأنهم خوارج
وقال أيضاً :” الشيخ سليمان بن سحمان
رحمه الله تعالى (ت 1349 هـ): قال رحمه الله في قصيدة له:
وما قال في الأتراك من وصف كفرهم فحق فهم من أكفر الناس في النحل
وأعداهم للمسلمين وشرهم ينوف ويربو في الضلال على المللْ
ومن يتول الكافرين فمثلهم ولا شك في تكفيره عند من عقلْ
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم فلا شك في تفسيقه وهو في وجلْ [38]
7) الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم رحمه
الله (ت 1351 هـ): جلس رحمه الله في المساء في (خلوة المسجد الجامع) ينتظر صلاة
المغرب، وكان في الصف المقدم رجال لم يعلموا بحضور ووجود الشيخ هناك، فتحدث أحدهم
إلى صاحبه قائلاً له: لقد بلغنا بأن الدولة العثمانية قد ارتفعت، وأعلامها انتصرت،
وجعل يثني عليها، فلما أن صلى الشيخ بالناس وفرغت الصلاة وعظ موعظة بليغة وجعل يذم
العثمانيين ويذم من أحبهم وأثنى عليهم: ” على من قال تلك المقولة التوبة
والندم، وأي دين لمن أحب الكفار وسر بعزهم وتقدمهم ؟! فإذا لم ينتسب المسلم إلى
المسلمين فإلى من ينتسب ؟ ” [39].
8) وقال حسين بن علي بن نفيسة [40] في
قصيدة له:
فيادولة الأتراك لا عاد عزكم علينا وفي أوطاننا لا رجعتمو
ملكتم فخالفتم طريق نبينا وللمنكرات والخمور استبحتمو
جعلتم شعار المشركين شعاركم فكنتم إلى الإشراك أسرع منهمو
تزودتمو دين النصارى علاوة فرجساً على رجس عظيم حملتمو
فبعداً لكم سحقاً لكم خيبة لكم ومن كان يهواكم ويصبو إليكمو [41]
9) وقال عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد
الله بن عبد اللطيف ال الشيخ: ” ومعلوم أن الدولة التركية كانت وثنية تدين
بالشرك والبدع وتحميها “..ا هـ [42]”
أقول : فهؤلاء شر من محكمي القوانين
الوضعية أفيجوز لموحد أن يحارب موحداً آخر نصرة لقبوري مشرك متشيع ألا شاهت الوجوه
الحمقاء
ولا يختلف الباحثون أن الدولة العثمانية
في أيامها الأخيرة لم تكن تحكم بالشريعة ، ذكر ذلك علي الصلابي
فقد كتب المحامي محمد فريد بك في تاريخ
الدولة العلية أن محمد الثاني الذي ينسبون له فتح القسطنطينية وينزلون الحديث على
رأسه وليس أهلاً لذاك ، وضع مباديء القانون المدني وقانون العقوبات فأبدل العقوبات
البدنية أي السن بالسن والعين بالعين وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحها
أتمها سليمان القانوني
والقانوني سمي قانونياً نسبة إلى القانون
وقال الإخواني عمر الأشقر عن الامتيازات
الأجنبية التي منحت في عصره للفرنسيين :” لو كان الحكام العثمانيون أعطوا هذه
الامتيازات في حال الضعف والهزيمة لوجدنا لهم عذراً ولكنا وجدنا السلطان سليمان القانوني يمنح هذه
الامتيازات للدولة الفرنسية في عام 1535 وكانت الدولة العثمانية في أوج قوتها
” انتهى بتصرف يسير
وذكر الدكتور سفيق شحاتة في دراسة له أن
محمد الفاتح استبدل عقوبة الرجم والجلد في الزنا بغرامة مالية
وقد حاول صاحب كتاب الشريعة الإلهية لا
القوانين الوضعية تكذيب هذا بالدفع بالصدر ولكنه اعترف بأن الدولة العثمانية كانت
تحكم القانون الوضعي في أيامها الأخيرة
حيث قال :” وعندما ضعفت الدولة
العثمانية وكثرت عللها وأمراضها زين لها أعداؤها الذين كانوا يدعون أنهم يريدون
لها الصلاح والنهوض من كبوتها والعودة إلى سالف مجدها _ الأخذ بالقوانين الوضعية
تلك التي سرقها الغرب من فقهنا ثم شوهوها وأفسدوها وقد كان مصاب المسلمين عظيماً
عندما بدأت القوانين الأوربية تتسلل إلى قضاء الدولة العثمانية وإلى ولايتها في
العالم العربي الإسلامي ففي عام 1840 صدر أول تقنين في بلد إسلامي مستمداً أحكامه
من مصادر أجنبية وهذا هو قانون العقوبات العثماني الذي نقل الكثير عن القانون
الجنائي الفرنسي “
إلى آخر كلامه الذي وثق فيه جريمة إدخال
القانون الوضعي وإسقاط الشريعة الإسلامية على يد العثمانيين
فأنت يا من تتباكى على خلافة الشرك
والقوانين الوضعية وتؤذي الموحدين من أجلها فافرض جدلاً أنهم هم فعلاً من أسقطها
ثم بعد ذلك نشر التوحيد وحكم الشريعة التي نكص القوم عنها فما تنقم يا وضيع يا ولي
عباد القبور ومحكمي القوانين، وانظر ما قاله الصلابي في كتابه الدولة العثمانية
وهذا نصه:” إن الدولة العثمانية في
القرنين الأخيرين كانت غارقة في كثير من مظاهر الشرك والبدع والخرافات، وحدث
انحراف في توحيد الألوهية انحرافاً رهيباً، وغشيها موج من الظلام والجهل حجب عنها
حقيقة الدين وطمس فيها نور التوحيد وعدل بها عن صراطه المستقيم”
وكلامه فيه تميع فهم لم يكونوا موحدين
يوماً من الدهر
وقال أيضاً :” وقد تجلت مظاهر الشرك
ووسائله في تلك الفترة في الصور التالية:
– بناء المساجد والقباب والمشاهد على
الأضرحة والقبور في أقاليم الدولة، بل انتشر ذلك في العالم الإسلامي كله وللأسف
الشديد نجد الدولة العثمانية في العصور المتأخرة تشجع على تلك المشاهد والأضرحة
المنتشرة في العالم الإسلامي فمثلاً أعفت الدولة أهالي البصرة من الرسوم
والتكاليف، احتراماً لصاحب الحضرة الشريفة، يعني الزبير بن العوام رضي الله عنه،
وأن العثمانيين بنوا على ضريحه مسجداً، وقامت والدة السلطان عبد العزيز بترميم
القبب، وتكبير المسجد، وفي سنة 1293هـ ورد أمر من السلطان عبد الحميد الثاني
بتعمير هذه المراقد الشريفة على نظارة والي البصرة (ناصر باشا السعدون).
ثم في سنة 1305هـ أمر السلطان عبد الحميد
أيضاً بتبييض القبب وتعمير المسجد، وأمر أيضاً بكسوتين للضريحين (الزبير وعتبة بن
غزوان) من الحرير الأحمر المفتخر المطرز بالفضة وأمر أيضاً بوضع مباخر وقماقم من
الفضة عند الضريحين الكريمين (3) وكانت جميع الأقاليم الإسلامية، في الحجاز واليمن
وافريقيا ومصر والمغرب العربي والعراق والشام وتركيا وإيران، وبلاد ماوراء النهر
والهند وغيرها تتسابق في بناء الأضرحة والقباب وتتنافس في تعظيمها والاحتفاء بها،
إذ البناء على القبور هو مادرج عليه أهل ذلك العصر، وهو الشرف الذي يتوق إليه
الكثيرون
لقد أولع العثمانيون في عصورهم المتأخرة
بالبناء على كل ما يعظمه الناس في ذلك العصر سواء أكان ما يعظمونه قبوراً أو آثار
لأنبياء أو غير ذلك.
وأصبحت تلك المشاهد والأضرحة محلاً
للاستغاثة والاستعانة بأصحابها وانتشرت عقائد شركية كالذبح لغير وجه الله والنذر
للأضرحة، والاستشفاء وطلب البراء من الأضرحة والاعتصام بها، وأصبحت الأضرحة
والقبور تهيمن على حياة الناس وهكذا طغت هذه الأضرحة على حياة الناس، وأصبحت
مهيمنة على شئونهم، وشغلت تفكيرهم، وتبوأت في نفوسهم وقلوبهم أعلى مكانة، وكانت
رحى تلك الهيمنة تدور على الغلو والشرك بالأموات، والتعلق بهم من دون الله عزوجل
فلا يبرمون من أمورهم صغيرة ولا كبيرة إلا بعد الرجوع إلى تلك الأضرحة، ودعاء
أصحابها واستشارتهم، وهم لايملكون لأنفسهم ضراً ولانفعاً، فكيف لغيرهم، وقد كان
العلماء وللأسف الشديد يتقدمون العامة ويسنون لهم السنن السيئة في تعظيم الأضرحة
والمقامات والولوع بها ويزرعون الهيبة في نفوسهم بما كانوا يقومون به.
وقد تمادى الناس في الشرك والضلال وأمعنوا
في الوثنية ومحاربة التوحيد فلم يكتفوا بالمقبورين والأحياء، بل أشركوا بالأشجار
والأحجار، ووصل الأمر إلى اعتقاد العامة في بغداد في مدفع قديم في ساحة الميدان من
بقايا أسلحة السلطان مراد العثماني التي استخدمها في حربه مع الفرس، لإخراجهم من
بغداد حيث كانوا يقدمون إليه النذور، ويطلبون منه إطلاق ألسنة أطفالهم وهو يعرف
عندم ” طوب أبي خزامة “، مما حدا بالعلامة محمود شكري الآلوسي إلى
التصدي لهذه الخرافة الشنيعة بكتابة رسالة يزجر بها هؤلاء الجاهلين أسماها بـ
(القول الأنفع في الردع عن زيارة المدفع) (1).
واعتاد الناس في أواخر الدولة العثمانية
أن يحلفوا بغير الله عزوجل من المخلوقين، وكان يسهل عليهم الحلف بالله كاذباً،
عامداً متعمداً، ولكنه لايجرؤ أبداً أن يحلف بما عظمه من المخلوقين إلا
صادقاً”
والبلهاء فقط من يغترون ببعض الفتوحات
التي لم تدم ولم تبارك مع حربهم للتوحيد وأهله ونصرهم للشرك الصريح فالجهاد
والفتوحات ما شرع إلا لرفع منار التوحيد
وهنا إلحاق مقال لأحد الباحثين في فضح حقيقة الخلافة العثمانية المزعومة
قال الباحث :” و يؤسفنى أن أقول أن بدايتها كآخرها سواء . لأنه قد ظهرت أيضا صور الشركيات فى أواخر الدولة العباسية قبلها مباشرة فعندما جاءت الدولة العثمانية أكملت المسيرة فى دروب الكفر و الشرك وعلى نطاق أوسع ..وإليك أخى بعض المعالم السريعة والتى طلبتها للإنتباه لهذه الدولة..
قال (محمد قطب) في كتابه (واقعنا المعاصر) ص 155:
“لقد كانت الصوفية قد أخذت تنتشر في المجتمع العباسي ، ولكنها كانت ركناً منعزلاً عن المجتمع ، أما في ظل الدولة العثمانية ، وفي تركيا بالذات فقد صارت هي المجتمع ، وصارت هي الدين” ا.هـ .
وهى دولة إستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد منذ حوالي 27 يوليو سنة 1299م حتى 29 أكتوبر سنة 1923م.
و قد قال (عبدالعزيز الشناوي) في كتابه (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها)!! 1/59 – على سبيل المدح – :
“وقد كان من مظاهر الاتجاه الديني في سياسة الدولة تشجيع التصوف بين العثمانيين وقد تركت الدولة مشايخ الطرق الصوفية يمارسون سلطات واسعة على المريدين والأتباع ، وانتشرت هذه الطرق أولاً انتشاراً واسعاً في (آسيا الوسطى) ثم انتقلت إلى معظم أقاليم الدولة .. وقد مدت الدولة يد العون المالي إلى بعض الطرق الصوفية .. وكان من أهم الطرق الصوفية (النقشبندية)و(المولوية)و(البكتاشية)و(الرفاعية) ….” أ.هـ .
وفي (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة) ص348 :
“البكداشية : كان الأتراك العثمانيون ينتمون إلى هذه الطريقة وهي ما تزال منتشرة في ألبانيا كما أنها أقرب التصوف الشيعي منها إلى التصوف السني … وكان لها سلطان عظيم على الحكام العثمانيون ذاتهم” أ.هـ .
وقد قال الشيخ حسين بن غنام – (روضة الأفكار) ص5 .في وصف حال بلادهم :
“كان غالب الناس في زمانه – أي الشيخ محمد بن عبدالوهاب – متضمخين بالأرجاس متلطخين بوضر الأنجاس حتى قد انهمكوا في الشرك بعد حلول السنة بالأرماس … فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين وخلعوا ربقة التوحيد والدين ، فجدوا في الاستغاثة بهم في النوازل والحوادث والخطوب المعضلة الكوارث ، وأقبلوا عليهم في طلب الحاجات وتفريج الشدائد والكربات من الأحياء منهم والأموات ، وكثير يعتقد النفع والضر في الجمادات … – ثم ذكر صور الشرك في نجد والحجاز والعراق والشام ومصر وغيرها – ” أ.هـ .
ويقول الإمام سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله تعالى – (ت1229هـ) في رسالة له إلى والي العراق العثماني واصفاً حال دولتهم :
“فشعائر الكفر بالله والشرك هي الظاهرة عندكم مثل بناء القباب على القبور وإيقاد السرج عليها وتعليق الستور عليها وزيارتها بما لم يشرعه الله ورسوله واتخاذها عيداً وسؤال أصحابها قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات ، هذا مع تضييع فرائض الدين التي أمر الله بإقامتها من الصلوات الخمس وغيرها فمن أراد الصلاة صلى حده ومن تركها لم ينكر عليه وكذلك الزكاة وهذا أمر قد شاع وذاع وملأ الأسماع في كثير من بلاد : الشام والعراق ومصر وغير ذلك من البلدان” أ.هـ . (الدرر السنية) 1/382 .
*************************************
– وإليكم إخوانى ما ذكر عن سلاطين هذه الدولة الفاجرة التى تسمى بدولة الخلافة العثمانية الاسلامية مع ملاحظة التواريخ وهى تدل على ان الانحراف فى هذه الدولة بدأ مبكرا جدا من حكام ومحكومين وعوام :
السلطان أورخان الأول : (ت761هـ) : وهو السلطان الثاني لهذه الدولة بعد أبيه عثمان (عثمان الأول ت 726هـ) ، واستمر في الحكم 35 سنة ، وقد كان هذا السلطان صوفياً على الطريقة البكتاشية. انظر (تاريخ الدولة العلية العثمانية) ص 123 ، و(الفكر الصوفي) ص 411
والطريقة البكتاشية – وقد مرت في أكثر من موضع – وهي طريقة صوفية شيعية باطنية أسسها (خنكار محمد بكتاش الخرساني) ونشرها في تركيا عام 761هـ ، وهي مزيج من عقيدة وحدة الوجود وعبادة المشايخ وتأليههم وعقيدة الرافضة في الأئمة ، ولهم غلو في النبي – مخرج عن الإسلام – ، ومن ذلك قول الطالب والمريد إذا أراد الدخول في هذه الطريقة : “جئت بباب الحق بالشوق سائلاً ، مقراً به محمداً وحيدراً ، وطالب بالسر والفيض منهما ، ومن الزهراء وشبير شبراً” ثم يقول : “وبالحب أسلمت الحشا خادماً لآل العباس ، وملاذي هو الحاج بكتاش قطب الأولياء “ويقول لشيخه :”وجهك مشكاة وللهدى منارة ، وجهك لصورة الحق إشارة ، وجهك الحج والعمرة والزيارة ، وجهك للطائعين قبلة الإمارة ، وجهك للقرآن موجز العبارة” ، وأوراد البكتاشيين هي على عقيدة الرافضة الأثني عشرية ، ولهم في عقيدتهم من الأوراد الباطنية وطريقة زياراتهم للقبور الشركية ما يجل عن الوصف. أنظرها بالتفصيل في (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) ص 409-424 .
السلطان محمد الثاني (الفاتح) (ت 886هـ) :
وهو من أشهر سلاطين هذه الدولة ، ومدة حكمه 31 سنة :
– فإنه بعد فتحه للقسطنطينية سنة 857هـ ، كشف موقع قبر (أبي أيوب الأنصاري) رضي الله عنه وبنى عليه ضريحاً ، وبنى بجانبه مسجداً وزين المسجد بالرخام الأبيض وبنى على ضريح أبي أيوب قبة ، فكانت عادة العثمانيين في تقليدهم للسلاطين أنهم كانوا يأتون في موكب حافل إلى هذا المسجد ثم يدخل السلطان الجديد إلى هذا الضريح ثم يتسلم سيف السلطان (عثمان الأول) من شيخ (الطريقة المولوية). أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها) 1/64 .
– وهذا السلطان هو أول من وضع مبادئ (القانون المدني) (وقانون العقوبات) فأبدل العقوبات البدنية الشرعية الواردة في الكتاب والسنة – أي السن بالسن والعين بالعين بالعين – وجعل عوضها الغرامات النقدية بكيفية واضحة أتمها السلطان سليمان القانوني. أنظر (تاريخ الدولة العلية) ص 177 ، و(فتح القسطنطينية ومحمد الفاتح) ص 177 .
– كما أصدر قانوناً – عُمِل به بعده – وهو أن كل سلطان يلي السلطة يقتل كل إخوته !! حتى يسلم له العرش. أنظر (الدولة العثمانية دولة إسلامية) 1/64 ، وقد افتتح حكمه بقتل أخيه الرضيع أحمد ! (تاريخ الدولة العلية) ص 161 .
السلطان سليمان القانوني (ت 974هـ) :
وهو أيضاً من أشهر سلاطين الدولة العثمانية ، وحكم 46 سنة تقريباً :
ـ فإنه لما دخل ( بغداد ) بنى ضريح أبي حنيفة وبنى عليه قبة ، وزار مقدسات الرافضة في ( النجف ) و( كربلاء) وبنى منها ما تهدم . انظر ( الدولة العثمانية دولة إسلامية ) 1/ 25، ( تاريخ الدولة العلية ) ص 223 .
ـ كما أنه إنما لقب بالقانوني لأنه أول من أدخل القوانين الأوربية على المسلمين وجعلها معمولاً بها في المحاكم ، وقد أغراه بذلك اليهود والنصارى. انظر ( واقعنا المعاصر ) ص 160، ( تاريخ الدولة العلية ) ص 177وص 198ومابعدها .
السلطان سليم خان الثالث ( ت 1223هـ ) :
قال الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى في رسالته لوالي بغداد والتي سبق الإشارة إليها -:
” وحالكم وحال ائمتكم وسلاطينكم تشهد بكذبكم وافترائكم في ذلك – أي في ادعائهم الإسلام – وقد رأينا لما فتحنا الحجرة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام عام (اثنين وعشرين ) رسالة لسلطانكم ( سليم ) أرسلها ابن عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغيث به ويدعوه ويسأله النصر على الأعداء ، وفيها من الذل والخضوع والخشوع ما يشهد بكذبكم ، وأولها : ( من عُبَيْدك السلطان سليم ، وبعد : يا رسول الله قد نالنا الضر ونزل بنا المكروه ما لا نقدر على دفعه ، واستولى عبّاد الصلبان على عبّاد الرحمن !! نسألك النصر عليهم والعون عليهم ) وذكر كلاماً كثيراً هذا حاصله ومعناه ، فانظر إلى هذا الشرك العظيم ، والكفر بالله الواحد العليم ، فما سأله المشركون من آلهتهم العزى واللات ، فإنهم إذا نزلت بهم الشدائد أخلصوا لخالق البريات “.( الدرر السنية ) ص 160 ، ( تاريخ الدولة العلية ) ص 177وص 198 ومابعدها .
السلطان عبدالحميد الثاني ( 1327هـ) :
وقد كان هذا السلطان صوفياً متعصباً على الطريقة ( الشاذلية ) ، وإليك رسالة له إلى شيخ الطريقة الشاذلية في وقته يقول فيها : ” الحمد لله ….أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية ، وإلى(مفيض الروح والحياة) !! ، شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه المباركتين ، راجياً دعواته الصالحات ، سيدي : إنني بتوفيق الله تعالى أدوام على قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً ، وأعرض أنني لا زالت محتاجاً لدعواتكم القلبية بصورة دائمة”. انظر ( إمام التوحيد ) لأحمد القطان ومحمد الزين ص 148 ، و( الطريق إلى الجماعة الأم ) ص 56 ، و( مجلة العربي ) الكويتية الخبيثة عدد 169- 157.
وبالنسبة للطريقة الشاذلية طريقة صوفية قبورية شركية انظر صوراً من شركهم وزيغهم وبدعهم في ( درسات في التصوف ) ص 235، و( التصوف في ميزان البحث والتحقيق ) ص 327 .
– أما أخبار هذه الدولة مع اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار في توليهم لهم ومساعدتهم بل وتسويتهم بالمسلمين فكثيرة جداً طالعها إن شئت في ( تاريخ الدولة العلية ) و ( الدولة العثمانية دولة إسلامية ) و لا تكاد تخلو سيرة سلطان عثماني عن شيء من ذلك ، وانظر على سبيل المثال سيرة ( عبدالمجيد بن محمود ) حيث أصدر ( فرمان الكلخانة ) عام 1255 هـ قرر فيها الحرية الشخصية والفكرية وساوى غير المسلمين بالمسلمين ، انظر ( تاريخ الدولة العلية) ص 455 ، ( الإسلام والحضارة الغربية ) ص 15 .
– وسوف أنقل أقوال علماء نجد فى حق هذه الدولة المسماة بالإسلامية :
1ـ الإمام سعود بن عبدا لعزيز رحمه الله ( ت 1229هـ ) :
وقد سبق أن نقلت عنه نصوصاً في أمر هذه الدولة ، ومن كلامه أيضاً في الرسالة التي أرسلها إلى والي بغداد :
” وأما قولكم : كيف التجري بالغفلة على إيقاظ الفتنة بتكفير المسلمين وأهل القبلة ومقاتلة قوم يؤمنون بالله واليوم الآخر …. فنقول : قد قدمنا أننا لا نكفر بالذنوب وإنما نقاتل من أشرك بالله وجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله ويذبح له كما يذبح له وينذر له كما ينذر لله ويخافه كما يخاف الله ويستغيث به عند الشدائد وجلب الفوائد ويقاتل
دون الأوثان والقباب المبنية على القبور التي أتخذت أوثاناً تعبد من دون الله فإن كنتم صادقين في دعواكم أنكم على ملة الإسلام ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاهدموا تلك الأوثان كلها وسوّوها بالأرض ، وتوبوا إلى الله من جميع الشرك والبدع ..ثم قال : وأما إن دمتم على حالكم هذه ولم تتوبوا من الشرك الذي أنتم عليه وتلتزموا بدين الله الذي بعث الله رسوله وتتركوا الشرك والبدع والخرافات لم نزل نقاتلكم حتى تراجعوا دين الله القويم” (الدرر السنية) 7/397).
2- الشيخ سليمان بن عبدالوهاب بن الشيخ رحمه الله ( ت ـ 1233هـ) :
فإن الترك لما غزوا بلاد التوحيد ألف الشيخ سليمان بن عبدا لله كتاباً – سُميَ بالدلائل – على ردة وكفر من أعان هؤلاء وظاهروهم وإن كان ليس على دينهم – في الشرك – وذكر فيه أكثر من عشرين دليلاً على ذلك ، وسمي الجيش الغازي ( جنود القباب والشرك ). (الدرر السنية) 7/ 57ـ 69.
3- الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن رحمه الله ( 1293 هـ ) :
في رسالة له إلى الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله – بشأن استعانة عبدالله بن فيصل الإمام في ذلك الوقت بالعثمانيين ضد أخيه سعود بن فيصل لما تغلب عليه الأخير في معركة (جودة) في حوادث عام 1289 هـ تقريباً قال فيها :
” وعبدا لله له ولاية وبيعة شرعية في الجملة ، ثم بدا لي بعد ذلك أنه كاتب الدولة الكافرة واستنصرها واستجلبها على ديار المسلمين فصار كما قيل : والمستجير بعمرٍ عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار.
فخاطبته شفاهاً بالإنكار والبراءة وأغلظت له بالقول وإن هذا هدم لأصول الإسلام وقلع لقواعده ، وفيه ، وفيه ، وفيه ، مما لا يحضرني الآن تفصيله ، فأظهر التوبة والندم ، وأكثر الاستغفار وكتبت على لسانه لوالي بغداد : إن الله قد أغنى ويسر وانقاد من أهل نجد والبوادي ما يحصل به المقصود إن شاء الله تعالى ولا حاجة لنا بعساكر الدولة وكلام هذا الجنس ، وأرسل الخط فيما أرى وتبرأ مما جرى …وهي طويلة “.(الدرر السنية ) 7/184 ، ( تذكرة أولي النهى والعرفان ) حوادث عام 1289 هـ من المجلد الأول .
وقال في رسالةٍ أخرى لبعض طلبة العلم في نفس القضية :
” وأما الإمام عبدالله بن فيصل فقد نصحت له كما تقدم أشد النصح .. وذاكرته في النصيحة ، وتذكيره بآيات الله وحقه ، وإيثار مرضاته والتباعد عن أعداء دينه أهل التعطيل والشرك والكفر البواح ، وأظهر التوبة والندم ….”. (مجموعة الرسائل ) 2/ 69 .
ويقول في دخول العثمانيين للجزيرة عام 1298 هـ :
” فمن عرف هذا الأصل الأصيل – أي التوحيد – عرف ضرر الفتن الواقعة في هذه الأزمان بالعساكر التركية ، وعرف أنها تعود على هذا الأصل بالهد والهدم والمحو بالكلية ، وتقتضي ظهور الشرك والتعطيل ورفع أعلامه الكفرية ….”. (الدرر السنية ) 7/ 148 ـ 152.
4ـ الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى ( ت ـ 1301هـ ) :
فإنه رحمه الله تعالى من أشد العلماء في شأن هذه الدولة وانظر الرسائل المتبادلة بينه وبين الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن في المجلد السابع والثامن من الدرر السنية ، وقد ذكرت بعضها ، ولما دخلت الجيوش العثمانية الكافرة الجزيرة العربية دخل بعض الخونة وضلاّل البوادي في صفوفهم ، وكما أن الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله تعالى قد كتب ( الدلائل ) لما دخل العثمانيون للجزيرة في وقته في حكم مظاهرتهم ، ألّف الشيخ حمد رحمه الله تعالى كتاباً سماه ( سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين والأتراك) في تكفير من ظاهر هذه الجيوش التي تسمى إسلامية !! .. اشتهر هذا الكتاب باسم ( سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك ) بدلاً من ( الأتراك ) والصحيح والله أعلم ما ذكرت لأمور :
1ـ أن المخطوطة فيها هذا العنوان ، وهي في وقت الشيخ . انظر ( سبيل النجاة ) بتحقيق الفريان ص 12 .
2ـ أن الشيخ نفسه ذكر هذا الاسم في خطبة كتابه ( سبيل النجاة ) ص 24 .
3ـ أن وقت التأليف ومضمونه يشعر بهذه التسمية مثل قوله ص 35 ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ) ..الآية ، وكذلك من تولى الترك فهو تركي ) والله أعلم .
5- الشيخ عبدالله بن عبداللطيف رحمه الله تعالى (1339هـ) :
سئل – رحمه الله تعالى – عن من لم يكفر الدولة – أي العثمانية – ومن جرهم على المسلمين واختار ولايتهم وأنه يلزمه الجهاد معهم ، والآخر لا يرى ذلك كله بل الدولة ومن جرهم بغاة ولا يحل منهم إلا ما يحل من البغاة وإن ما يغنم منهم من الأعراب حرام ، فأجاب :”من لم يعرف كفر الدولة ولم يفرق بينهم وبين البغاة من المسلمين لم يعرف معنى لا إله إلا الله ، فإن اعتقد مع ذلك أن الدولة مسلمون فهو أشد وأعظم وهذا هو الشك في كفر من كفر بالله وأِرك به ، ومن جرهم وأعانهم على المسلمين بأي إعانة فهي ردة صريحة ..”. (الدرر السنية) 8/242 .
6ـ الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى ( ت 1349هـ ) :
قال رحمه الله – في قصيدة له :
وما قال في الأتراك من وصف كفرهم
. فحق فهم من أكفر الناس في النحل
.
وأعداهم للمسلمين وشرهم
. ينوف ويربو في الضلال على المللْ
.
ومن يتول الكافرين فمثلهم
. ولا شك في تكفيره عند من عقلْ
.
ومن قد يواليهم ويركن نحوهم
. فلا شك في تفسيقه وهو في وجلْ
.
(ديوان ابن سحمان ) ص 191 .
7ـ الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم رحمه الله ( ت 1351 هـ ) :
جلس رحمه الله – في المساء في ( خلوة المسجد الجامع ) ينتظر صلاة المغرب ، وكان في الصف المقدم رجال لم يعلموا بحضور ووجود الشيخ هناك ، فتحدث أحدهم إلى صاحبه قائلاً له : لقد بلغنا بأن الدولة العثمانية قد ارتفعت ، وأعلامها انتصرت ، وجعل يثني عليها ، فلما أن صلى الشيخ بالناس وفرغت الصلاة وعظ موعظة بليغة وجعل يذم العثمانيين ويذم من أحبهم وأثنى عليهم : ” على من قال تلك المقولة التوبة والندم ، وأي دين لمن أحب الكفار وسر بعزهم وتقدمهم ؟! فإذا لم ينتسب المسلم إلى المسلمين فإلى من ينتسب ؟”. (تذكرة أولي النهى ) 3/ 275.
8 ـ وقال حسين بن علي بن نفيسة في قصيدة له :
فيادولة الأتراك لا عاد عزكم
. علينا وفي أوطاننا لا رجعتمو
.
ملكتم فخالفتم طريق نبينا
. وللمنكرات والخمور استبحتمو
.
جعلتم شعار المشركين شعاركم
. فكنتم إلى الإشراك أسرع منهمو
.
تزودتمو دين النصارى علاوة
. فرجساً على رجس عظيم حملتمو
.
فبعداً لكم سحقاً لكم خيبة لكم
. ومن كان يهواكم ويصبو إليكمو
.
من المعاصرين للشيخ سليمان بن سحمان . ( تذكرة أولي النهى ) 2/149، ومن قصيدة لصالح بن سلم يرثي فيها ابن سحمان :وأوضح حكم الترك في ذا وكفرهم وحكم التولي والموالاة للدولْ .(تذكرة أول النهى) 3/254 .
9ـ وقال عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالله بن عبداللطيف ال الشيخ :
” ومعلوم أن الدولة التركية كانت وثنية تدين بالشرك والبدع وتحميها”. ( علماء الدعوة ) له ص 56 .
يتضح مما سبق أن أئمة الدعوة كانوا يرون كفر الدولة العثمانية وأنها دار حرب ، وهذا أمر ظاهر – أعني كفر الدولة العثمانية – ولا أعتقد أن أحداً قرأ أو سمع ما هم عليه من الشرك أو قرأ ما قاله أئمة الدعوة في موقفهم من هذه الدولة ويبقى عنده شك في أمرها وإلا لزمه أحد ثلاثة أمور :
1ـ أن يرمي أئمة الدعوة بالجهل .
2ـ أن يكون التوحيد عنده أمراً ثانوياً .
3ـ وإلا كان مكابراً .
وآسف على الإطالة وهذا غيض من فيض بخصوص هذه الدولة الغابرة.
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والمتابعة في العلم والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الجزء 2
إن الحرب على الإسلام كانت ولا زالت إبتداءا ذا بدأ وهى بداية لابد منها ليتضح المقام و المنزل لكل ذى بصيرة أن أول من يحاربون الإسلام هم من يسمون أهل الإسلام سواء من المرتدين والأجيال التى تلت المرتدين أو المنافقين أو المغيبين وأهل الغفلة الذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم و العياذ بالله .
فلست ممن يحبون إلقاء اللوم على عداء الصليبية الصهيونية العالمية وأذنابها ولكن يا إخوانى هى واحدة لا ثانى لها .. أنه كما تكونوا يولى عليكم .. تلك القاعدة الكونية و السنة الربانية .. فإذا فرط أهل الاسلام فى دينهم ولى الله عليهم من يسومهم سوء العذاب ..بل ويحارب الاسلام و اهله من المخلصين الموحدين ويوالى اعداء الدين .. والأمر الآخر الذى نشخص به تلك الكبوة الضخمة والكبيرة التى وقعت بها الأمة منذ زمن طويل ومازالت ……. وهى عدم الأخذ على أيدى المرتدين منذ أن بدأت الردة عن الإسلام و الإنتكاس على الفطرة السوية من الناس وقبلهم ما يسمون العلماء و الأمراء الذين عبدهم الناس من دون الله وجعلوهم أندادا لله . فهى حقا كما أحب أن أسميها هى : ردة ليس لها أبا بكر.
وإليكم إخوانى مثال ونموذج بسيط على ما كانت تسمى فى وقت من الأوقات بالخلافة الإسلامية العثمانية كما يحب أن يسميها المنتصرين لها وهى بالأساس خلافة ليس لها من الإسلام إلا الشكليات فقط وأما المضمون فتجد فيها حرب الإسلام و الموحدين و موالاة المشركين و تجد الردة على الإسلام من أبواب كثيرة ولن يسعنا هنا إلا أن نذكر جانب بسيط من تلك الأبواب : وعلى من يرغب بالمزيد من صور شركياتهم فاليراسلنى.
السلطان عبدالحميد الثاني ( 1327هـ) :
وقد كان هذا السلطان صوفياً متعصباً على الطريقة ( الشاذلية ) ، وإليك رسالة له إلى شيخ الطريقة الشاذلية في وقته يقول فيها :
” الحمد لله ….أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية ، وإلى مفيض الروح والحياة !! ، شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه المباركتين ، راجياً دعواته الصالحات ، سيدي : إنني بتوفيق الله تعالى أدوام على قراءة الأوراد الشاذلية ليلاً ونهاراً ، وأعرض أنني لا زالت محتاجاً لدعواتكم القلبية بصورة دائمة” .
والطريقة الشاذلية طريقة صوفية قبورية شركية عليها من العظائم والطوام ما يكفي بعضه لإلحاقها بالكفار الوثنيين .
فصل
أما حرب العثمانيون للتوحيد فمشهور جداً ، فقد حاربوا دعوة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله كما معروف ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ) .
وأرسلوا الحملات تلو الحملات لمحاربة أهل التوحيد حتى توَّجوا حربهم هذه بهدم الدرعية عاصمة الدعوة السلفية عام 1233هـ وقد كان العثمانيون في حربهم للتوحيد يطلبون المعونة من إخوانهم النصارى ، فقد عثر بعض الدارسين في ( أوربا ) على وثائق كانت متبادلة بين ( نابليون بونابرت ) زعيم ( فرنسا ) و ( الباب العالي ) – كبير العثمانيين – بخصوص دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ووجوب عمل اللازم تجاهها كخطر على مصالحهم في الشرق .
وقد حدث في حروب العثمانيين لأهل التوحيد من الفظائع ما يهون ما ارتكبه الصليبيون ، وإليك بعض الأمثلة :
1- أرادت الدولة العثمانية حث جنودها على قتل أهل التوحيد فأصدرت قراراً أن للجندي بكل قتيل مكافأة ، ولابد أن يُثبت الجندي القتل وذلك بقطعه لآذان المقتول وإرسالها لـ (الأستانه) العاصمة ، ففعلوا ذلك في (المدينة) و (القنفذة) و(القصيم) و(ضرمى) وغيرها .
2- أما هدمهم للقرى والمدن بل وإحراقهم للمساجد فحدث ولا حرج .
3- ومن جرائمهم أنهم قاموا بسبي النساء والغلمان – من أهل التوحيد – وبيعهم ، قال (الجبرتي) في تاريخه :
“واستهل شهر صفر بيوم الجمعة سنة 1235هـ …. وفيه وصل جماعة من عسكر المغاربة والعرب الذين كانوا ببلاد الحجاز وصحبتهم أسرى من (الوهابية) نساءً وبنات وغلماناً ، نزلوا عند (الهمايل) وطفقوا يبيعونهم على من يشتريهم ، مع أنهم مسلمون وأحرار” أ.هـ .
4- وأختم ذلك بهذه الحادثة التي يرويها مؤرخ روسي ، قال :
“في عام 1818م – أي عام 1234هـ – نُقل عبدالله عن طريق القاهرة إلى الاستانة بصحبة اثنين من المقربين إليه في مطلع كانون الأول – ديسمبر – وأفادت السفارة الروسية من (الأستانة) :
في الأسبوع الماضي قُطعت رؤوس زعيم الوهابيين ووزيره وإمامه الذين أسروا في (الدرعية) ونقلوا إلى العاصمة مؤخراً ، وبغية إضفاء المزيد من الفخفخة على الانتصار على ألد أعداء المدينتين اللتين تعتبران مهد الإسلام ، أمر السلطان في هذا اليوم بعقد المجلس في القصر القديم في العاصمة وأحضروا إلى القصر الأسرى الثلاثة مقيدين بسلال ثقيلة ومحاطين بجمهور من المتفرجين وبعد المراسم أمر السلطان بإعدامهم ، فقطعت رقبة الزعيم أمام البوابة الرئيسة للقديسة (صوفيا) ، وقطعت رقبة الوزير أمام مدخل السراي ، وقطعت رقبة الثالث في
أحد الأسواق الرئيسة في العاصمة ، وعرضت جثثهم ورؤوسها تحت آباطهم ، وبعد ثلاثة أيام ألقوا بها في البحر وأمر صاحب الجلالة بأداء صلاة عمومية شكراً لله على انتصار سلاح السلطان وعلى إبادة الطائفة التي خربت مكة والمدينة ونشرت الذعر في قلوب المسلمين وعرضتهم للخطر” أ.هـ .
فصل
فهذه عداوتهم للتوحيد وأهله ، وهذا نشرهم للشرك والكفر ، فكيف يُزعم أن هذه الدولة الكافرة الفاجرة (خلافة إسلامية)؟! فرحمه الله على الإمام سعود ابن عبدالعزيز (ت 1229هـ) حينما قال له والي بغداد العثماني : “فنحن مسلمون حقاً ، وأجمع على ذلك أئمتنا أئمة المذاهب الأربعة ومجتهدو الدين والملة ” فأجاب الإمام :
“قد بيّنا من كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام أتباع الأئمة الأربعة ما يدحض حجتكم الواهية ، ويبطل دعواكم الباطلة ، وليس كل من ادعى دعوى صدقها بفعله ، فما استغنى فقير بقوله (ألف دينار) ، وما احترق لسان بقوله (نار) ، فإن اليهود أعداء رسول الله قالوا لرسول الله لما دعاهم إلى الإسلام (نحن مسلمون) وقالت النصارى مثل ذلك ، وكذلك فرعون قال لقومه وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد وقد كذب وافترى في قوله ذلك ” أ.هـ .
وكذلك من أدعى أن الدولة العثمانية دولة مسلمة فقد كذب وافترى ، وأعظم فرية في هذا الباب أنها خلافة إسلامية !! .
واعلم – يا أخي – أن لا يدعي أن الدولة العثمانية دولة إسلامية إلا أحد رجلين :
– إما زائغ ضال يرى أن الشرك هو الإسلام .
– أو جاهل بأمر هذه الدولة .
أما من يعرف التوحيد ويعرف ما عليه هذه الدولة ثم يشك في أمرها فهو على خطر عظيم ، والله المستعان . إنتهى
ولكن من باب بشروا ولا تنفروا فإنى أبشركم بنصر الله القادم ورجوع عهد الصحابة الكرام والخلافة الراشدة على منهاج النبوة مرة أخرى وعلى كل منكم أن يختار ماذا يحب أن يكون .. فهل تحب أخى أن تكون خالد بن الوليد أم المقداد بن الأسود ض .. وأنتى أختى هل تحبى أن تكونى خديجة أم نسيبة بنت كعب أم أسماء بنت ابى بكر. فليختر أحدكم فها هو عصر الصحابة قد عاد بإذن الله . وإليكم إخوانى بشرى رسول الله ص التى قال فيها .. عن حديث أنس عند أحمد بإسناد صحيح قال: قال رسول الله r: «إن مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره». وقال : عن حديث عمرو بن عثمان المرسل عند ابن عساكر في التاريخ أن النبي r قال: «أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها خير أو آخرها».
لا إله إلا الله محمد رسول الله .
لا تراجع ولا إستسلام … راية الله العليا على كل الأعلام”
وأخيراً أنقل كلمة لصوفي شاذلي عن انحلال الدولة العثمانية في آخرها
قال أحمد الغماري كما نقله عنه التويجري في إيضاح المحجة :” وقال المصنف أيضاً في صفحة (108 – 109) ما نصه:
وقد نبذت الدولة التركية أواخر أيام إسلامها الحكم بالفقه الإسلامي المأخوذ من الشريعة أو من القواعد المنسوبة إليها على الأقل, وصارت تحكم بالقانون المأخوذ عن الأنجاس الأرجاس الذين قال الله فيهم (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل) , واتخذت ذلك في بلادها والبلاد التي كانت تحت حكمها – ومنها الديار المصرية – فإنها أول من أسست المحاكم الأهلية, فكفرت بذلك كفراً صراحاً, في حال ادعائها الإسلام وحماية حماه, ووجود الخلافة الإسلامية فيها, قبل أن تعلن الكفر والانسلاخ من الإسلام. انتهى كلامه”
فعلق التويجري على كلامه بقوله :” فانظر إلى تكفيره الدولة التركية لما حكمت بالقوانين ونبذت الحكم بالشريعة المحمدية وراء ظهورها, وانظر إلى حكمه للمصريين بالإيمان وأنهم هم الطائفة المنصورة!! مع أنهم قد حكموا بالقوانين ونبذوا حكم الشريعة وراء ظهورهم. وهذا تناقض قبيح واتباع للهوى, ونظر إلى الأتراك بعين البصيرة وإلى المصريين بعين العمى.
ويلزمه أن يحكم في حق المصريين بما حكم به في حق الأتراك, لاتحاد سبب الحكم في كل من الدولتين, وإن لم يفعل فهو داخل في حكم هذه الآية: (ومن أضل ممن تبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين)”
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم