التنبيه على كذب قصة منع معاوية لعطاء الحسين ( رد على عدنان إبراهيم )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن عدنان إبراهيم في خطبته ( وما أنفقتم من شيء فإن الله يخلفه ) وهي من أحسن خطبه ولكن لا بد أن يكدر الأمر ذكر هذا الخبر

قال ابن عبد ربه في العقد الفريد :” ومن جوده أيضاً: أن معاوية حبس عن الحسين بن علي صلاته حتى ضاقت عليه حاله. فقيل له: لو وجهت إلى ابن عمك عبيد الله، فإن قد قدم بنحو من ألف ألف درهم. فقال الحسين: وأين تقع ألف ألف من عبيد الله، فوالله لهو أجود من الريح إذا عصفت، وأسخى من البحر إذا زخر. ثم وجه إليه مع رسوله بكتاب ذكر فيه حبس معاوية عنه صلاته وضيق حاله، وأنه يحتاج إلى مائة ألف درهم. فلما قرأ عبيد الله كتابه، وكان من أرق الناس قلباً وألينهم عطفاً، انهملت عيناه، ثم قال: ويلك يا معاوية مما اجترحت يداك من الإثم أصبحت حين لين المهاد، رفيع العماد، والحسين يشكو ضيق الحال، وكثرة العيال، ثم قال لقهرمانه: احمل إلى الحسين نصف ما أملكه من فض وذهب وثوب ودابة، وأخبره أني شاطرته مالي، فإن أقنعه ذلك وإلا فارجع واحمل إليه الشطر الآخر؛ فقال له القيم: فهذه المؤن التي عليك من أين تقوم بها؟ قال: إذا بلغنا ذلك دللتك على أمر يقيم حالك. فلما أتى الرسول برسالته إلى الحسين، قال: إنا الله حملت والله على ابن عمي وما حسبته يتسع لنا بهذا كله؛ فأخذ الشطر من ماله. وهو أول من فعل ذلك في الإسلام”

جود عبيد الله متواتر ولكن في القصة لمز في معاوية وأنه منع الحسين عطاءه وعدنان يشحن الناس على معاوية أصالة فوجب الوقوف معها

هذه القصة لا وجود لها إلا في كتاب ابن عبد ربه وبينه وبين الحسين ومعاوية مئات السنين

وعدنان إبراهيم في خطبته عصبية عمر وهو يرد على الرافضة سخر من استدلالهم برواية في كتاب لابن قتيبة وبينه وبين عمر مفاوز فلاحظ التضارب المنهجي عنده

زيادة على أن ابن عبد ربه شيعي

قال ابن كثير في البداية والنهاية :” وَلَكِنَّهُ يَدُلُّ كَثِيرٌ مِنْ كَلَامِهِ عَلَى تَشَيُّعٍ فِيهِ، وَمَيْلٍ إِلَى الْحَطِّ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَهَذَا عَجِيبٌ مِنْهُ ; لِأَنَّهُ أَحَدُ مَوَالِيهِمْ، وَكَانَ الْأَوْلَى بِهِ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ يُوَالِيهِمْ لَا مِمَّنْ يُعَادِيهِمْ”

وفي هذه الخطبة تحدث عن خطورة الزنا وقال أنه لا ينبغي إكثار الكلام مع النساء وأنه تكفي المهاتفة مع الشيخ لتسأله وأن خطوات الشيطان خطيرة في هذا الباب

والآن بعدما ظهر مع الليبراليين صار يقول لا مشكلة في أن تجلس المرأة مع رجل في مكان عام وهذه فتيا مضحكة فإن كثيراً من الناس خصوصاً في مجتمعاتنا سيمنعهم من الاعتراض ظنهم أنها زوجته ، وجلوس الرجل مع امرأة يظن أنها زوجته أو أخته في مكان عام لا يختلف عن الخلوة لأن بينهما يدور كل شيء ولا أحد يتجسس ومنها يبدأ ما سيصنع في الخلوة !

ولكن لاحظ تلون الرجل

وهذا كمثل قوله وهو يؤيد الثورات أن الشيوخ الذين يخرجون على الفضائيات ما سمح لهم بذلك إلا لأن الطغاة لا يخافون منهم ، ثم هو اليوم يخرج عليها

ومثل دعواه في غيره أنهم علماء سلاطين ومنفصلين عن الأمة ثم نجده يذهب إلى قادروف والوليد بن طلال !

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم