قال ابن أبي يعلى الحنبلي في كتاب الاعتقاد له :” والقرآن كلام الله
منزل غير مخلوق، كيف قرئ، وكيف كتب، وحيث يُتلى في أي موضع كان، والكتابة هي المكتوب،
والقراءة هي المقروء، والتلاوة هي المتلو”
قوله ( والكتابة هي المكتوب، والقراءة هي المقروء، والتلاوة هي المتلو)
مما أحجم عنه السلف ولم يطلقوه نفياً ولا إثباتاً لوقوع الإيهام فيه
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (8/415) :” و هذه الأقوال الثلاثة
بقدمها أو قدم أفعال الخير و التوقف فى ذلك أقو ال فاسدة باطلة لم يقلها أحد من الأئمة
المشهورين و لا يقولها من يتصور ما يقول و إنما أوقع هؤلاء فيها ما ظنوه فى مسألة اللفظ
بالقرآن و مسألة التلاوة و المتلو و مسألة الإيمان و قد أو ضحنا مذاهب الناس فى مسألة
القرآن و بينا القول الحق و الو سط الذي كان عليه السلف و الأئمة المواقف للمنقول و
المعقول و بينا إنحراف المنحرفين من المثبتة و النفاة فى غير هذا الموضع “
وقال أيضاً (12/ 373) :” وكانت اللفظية الخلقية من أهل الحديث يقولون
نقول أن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة وان التلاوة غير المتلو والقراءة غير المقروء و اللفظية
المثبتة يقولون نقول أن الفاظنا بالقرآن غير مخلوقة والتلاوة هى المتلو والقراءة هى
المقروء
وأما المنصوص الصريح عن الامام أحمد وأعيان أصحابه وسائر أئمة السنة والحديث
فلا يقولون مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا يقولون التلاوة هى المتلو مطلقا ولا غير المتلو
مطلقا
كما لا يقولون الاسم هو المسمى ولا غير المسمى
وذلك أن التلاوة والقراءة كاللفظ قد يراد به مصدر تلى يتلو تلاوة وقرأ
يقرأ قراءة ولفظ يلفظ لفظا ومسمى المصدر هو فعل العبد وحركاته وهذا المراد باسم التلاوة
والقراءة واللفظ مخلوق
وليس ذلك هو القول المسموع الذى
هو المتلو وقد يراد باللفظ الملفوظ وبالتلاوة المتلو وبالقراءة المقروء وهو القول المسموع
وذلك هو المتلو ومعلوم أن القرآن المتلو الذى يتلوه العبد ويلفظ به غير مخلوق وقد يراد
بذلك مجموع الأمرين فلا يجوز إطلاق الخلق على الجميع ولا نفى الخلق عن الجميع
“
وخلاصة كلام الشيخ أن التلاوة قد يراد بها عمل العبد فهو مخلوق وقد يراد
بها المتلو فهو غير مخلوق قطعاً
فالخلاصة أن هذا كاللفظ لا يطلق نفي خلقه ولا إثباته بل يقال أفعالنا مخلوقة
وكلام الله غير مخلوق
ولا يقال ( اللفظ هو الملفوظ ) ولا ( التلاوة هي المتلو ) ولا ( الكتابة
هي المكتوب )
وداعي هذا التنبيه أن كتاب الاعتقاد لابن أبي يعلى طبع بتحقيق الدكتور
محمد الخميس وعلق عليه بتعليقات جيدة باستثناء تعليقه على أثر مجاهد غير أنه ترك هذا الموضع هملاً
من التعليق فربما ظن الشادي في العلم أن هذا الإطلاق من ابن أبي يعلى صحيح لا غبار
عليه لأنه موجود في كتاب اعتقاد سلفي ولم يعقب عليه المحقق بشيء فاستدعى التنبيه والله
المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم