التنبيه على قولهم ( فلان في ذمة الله )

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن التعبيرات العصرية المشتهرة إذا توفي
أحد يقولون ( فلان في ذمة الله )

وهذا التعبير فيه نظر من وجوه

أولها : أن هذا التعبير ما استخدمه السلف
مع توفر الداعي

ثانيها : أن قوله ( في ذمة الله ) يعني في
( أمان الله ) وهذه في حق الميت تزكية بل قريب إلى الشهادة للميت بالجنة وهذا منهي
عنه

قال البزار في مسنده  1042 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، قَالَ: نا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قَالَ: نا
هِلَالُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ
مِنْ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ إِلَى أَنْ يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنْ وَافَى اللَّهَ بِشَهَادَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ صَادِقًا أَوْ بِاسْتِغْفَارٍ صَادِقًا، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً
مِنَ النَّارِ» وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ

هلال متروك وحجاج يقبل التلقين

وهذا على ما في متنه يخالف التعبير
المشهور عند الناس فإنهم يخصصون ذلك في الميت

وقد ورد في فضل من صلى الفجر في جماعة أنه
في ذمة الله يعني في أمانه

وهذا وعد لا يحكم فيه لمعين لأن باب
الثواب يتعلق بأمر غيبي وهو معرفة إخلاص الشخص وهذا لا سبيل لمعرفته وإنما يرجى
للمحسن ويخشى على المسيء

قال إسحاق بن راهوية في مسنده  وقال شيبان لابن المبارك يا أبا عبد الرحمن ما
تقول فيمن يزني ويشرب الخمر ونحو هذا أمؤمن هو قال بن المبارك لا أخرجه من الإيمان
فقال على كبر السن صرت مرجئا فقال له بن المبارك يا أبا عبد الله إن المرجئة لا
تقبلني أنا أقول الإيمان يزيد المرجئة لا تقول ذلك والمرجئة تقول حسناتنا متقبلة
وأنا لا أعلم تقبلت مني حسنة

فمن جزم لمعين من أهل عصرنا بقبول حسناته
أو حكم عليه بحكم يقتضي ذلك فإنه قد شابه المرجئة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم