أرسل إلي أحد الأخوة هذا السؤال
ما صحة هذه القصة؟
((وروي أن رجلا جاء إلى عمر رضي الله عنه ليشكو إليه خلق زوجته ، فوقف
ببابه ينتظره ، فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها ، وهو ساكت لا يرد عليها ، فانصرف
قائلا : إذا كان هذا حال أمير المؤمنين فكيف حالي ! فخرج عمر فرآه موليا فناداه : ما
حاجتك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ،جئت أشكو إليك خلق زوجتي واستطالتها علي ، فسمعت
زوجتك كذلك ، فرجعت وقلت : إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي ! فقال
له عمر : يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي ؛ إنها طباخة لطعامي ، خبازة لخبزي ، غسالة
لثيابي ، مرضعة لولدي ، وليس ذلك بواجب عليها ، ويسكن قلبي بها عن الحرام ، فأنا أحتملها
لذلك فقال الرجل : يا أمير المومنين وكذلك زوجتي . قال : فاحتملها يا أخي فإنما هي
مدة يسيرة ))
والجواب : هذه القصة لا تصح لم أجدها مسندة وإنما أوردها الذهبي في كتابه
الكبائر بلا إسناد
قال الذهبي في الكبائر ص68 :” وقد روي أن رجلاً جاء إلى عمر رضي الله
عنه يشكو خلق زوجته فوقف على باب عمر ينتظر خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها
وتخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها فانصرف الرجل راجعاً وقال: إن كان هذا حال عمر مع شدته
وصلابته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي؟ فخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه وقال ما
حاجتك يا رجل فقال: يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي
فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت: إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي فقال:
عمر يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي إنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي
مرضعة لولدي وليس ذلك كله بواجب عليها ويسكن قلبي بها عن الحرام فأنا أحتملها لذلك.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي قال عمر: فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة”
وتصدير الذهبي لها بقوله ( روي ) مشعرٌ بعدم الصحة ، وقد تابع الذهبي على
ذكرها ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر ولم يذكر لها إسناداً أو يعزوها إلى كتاب مشهور
فالقصة لا تثبت والله أعلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم