التنبيه على خطورة عبارة ( أعيش لله والجزائر )

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فهناك عبارة خطيرة رأيتها في أحد أبحاث بعض الأخوة نقلاً عن بعض المنسوبين
للإصلاح وهي قوله : ( أعيش لله والجزائر )

وهذا خطأ جسيم قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)

وقوله محياي يعني معيشتي وتقديم ما شأنه التأخير يفيد الحصر في قول عامة
الأصوليين

وتم توكيد هذا المعنى في قوله ( لا شريك له )

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم (4767):

س: إن معهد البريد الثانوي بالرياض قد لاحظ العبارة التالية: (وعد الكشافة):
(أعد بشرفي أن أبذل جهدي لأن أقوم بواجبي نحو الله والوطن والملك، وأن أساعد الناس
في كل حين وأن أعمل بقانون الكشافة) وذلك في كتيب الكشافة الذي يصدر عن الأمانة العامة
للجنة الكشفية العربية، وقد أرفقنا لسماحتكم صورة من الغلاف والمقدمة وصفحة (23) المدون
بها العبارة المذكورة أعلاه. نأمل التلطف بالاطلاع ومن ثم التكرم بإفتائنا عن مدى صحة
هذا القسم الكشافي لنتمكن من إقراره أو تعديله حسب الفتوى الشرعية، هذا وإني إذ أنتهز
هذه الفرصة لأعرب لكم عن شكرنا وتقديرنا ونشيد بما تقومون به من خدمة هذا الدين الإسلامي
الحنيف هدانا الله جميعًا إلى سواء السبيل.

ج: أولا: يحرم القسم بغير الله من أب وزعيم وشرف وجاه ووجيه ونحو ذلك؛
لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت
» متفق عليه وقال: « من كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله » رواه النسائي وقال: « من حلف
بغير الله فقد أشرك » . ثانيًا: إنه لا ينبغي للمسلم أن يسوي بين الله وغيره؛ كالوطن
والملك والزعيم في أخذ العهد على نفسه بالعمل لهم، بل يقول: علي عهد الله أن أبذل جهدي
في القيام بواجبي لله وحده ثم أخدم وطني وأساعد المسلمين، وأن أعمل بنظام الكشافة الذي
لا يخالف شريعة الله تعالى. ثالثًا: يجب أن يكون عمل الإنسان وفق شريعة الله تعالى،
فلا يجوز أن يأخذ على نفسه عهدًا أن يعمل بقانون دولة أو طائفة أو فئة ما من البشر
بإطلاق.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

وقال مسلم في صحيحه 1965- [48-870] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَدْ رَشَدَ ،
وَمَنْ يَعْصِهِمَا ، فَقَدْ غَوَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ ، قُلْ : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : فَقَدْ غَوِيَ.

ولا شك أن هذا الصحابي ما أراد إلا خيراً فنهي عن هذا اللفظ الموهم ، ونهي
في الشرع عن عبارات مثل ( ما شاء الله وشئت ) ومثل ( لولا الله وفلان ) ومن بابها بل
لعلها أخطر منها ( أعيش لله ووطني )

ثم إن في العبارة نفساً وطنياً غير مقبول فإن بلدان المسلمين ينبغي أن
تكون سواسية في الولاء لا فضل لبلد على بلد إلا بالتقوى

قال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/10) :” واللهجة الثانية:
قوم يقاتلون للوطن، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن لم يكن هناك فرق بيننا وبين الكافر
لأنه أيضا يقاتل من أجل وطنه .

والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد .

ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي ولله الحمد ونسأل الله أن
يثبتنا على ذلك، الواجب أن يقاتل من أجل الإسلام في بلادنا .

انتبه للفرق نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا
سواء كان في أقصى الشرق والغرب، فيجب أن تصحح هذه النقطة: فيقال نحن نقاتل من أجل الإسلام
في وطننا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه .

أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإسلام شيئاً، ولا فرق بين
الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن
لأنه وطن .

وما يذكر من أن حب الوطن من الإيمان وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، كذب .

حب الوطن إن كان إسلامياً فهذا تحبه لأنه إسلامي، ولا فرق بين وطنك الذي
هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد عن بلاد المسلمين، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه .

على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الإسلام في
بلادنا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي لا لمجرد الوطنية “

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم