التنبيه على حديث منكر ينشره محمد حسين يعقوب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد اشتهر بين الناس مقطع صوتي للداعية محمد حسين يعقوب يذكر فيه الحديث
التالي ويحث على العمل به وهو حديث (من قال بعد صلاة الصبح : أشهد أن لا إله إلا الله
، وحده لا شريك له ، إلها واحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له كفوا أحد
، كتب الله عز وجل له أربعين ألف حسنة).

وقد انتشر هذا الحديث انتشاراً عظيماً بين الناس بسبب مقطع محمد حسين يعقوب
هذا بعد أن كان لا يعرفه أحد، وقد تحمس له بعض العامة وكتبه في كرت وطبعه ووزعه على
الناس وكتب عليه (حديث ثابت ولكنه غير مشهور)، وإنما صححه لذكر محمد حسين يعقوب له، والحق
أن هذا الحديث منكر  رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة.

قال ابن السني في عمل اليوم والليلة 135 – أخبرني عبد الجواد بن محمد بن
عبد الرحمن ، ثنا زيد بن إسماعيل الصائغ ، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد ، عن
الخليل بن مرة ، عن الأزهر بن عبد الله ، عن تميم الداري ، رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قال بعد صلاة الصبح : أشهد أن لا إله إلا الله
، وحده لا شريك له ، إلها واحدا صمدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يكن له كفوا أحد
، كتب الله عز وجل له أربعين ألف حسنة».

فيه الخليل بن مرة ضعيف جداً، قال أبو حاتم : ليس بقوى ، بابة بكر بن خنيس
، و إسماعيل بن رافع، وقال أبو زرعة : شيخ صالح، وقال البخارى : منكر الحديث، و قال
فى موضع آخر لا يصح حديثه، و قال أبو أحمد بن عدى : لم أر فى حديثه حديثا منكرا قد
جاوز الحد ، و هو فى جملة من يكتب حديثه ، و ليس هو متروك الحديث.

أقول : قول أبي حاتم ( ليس بقوي ) جرح شديد يساوي قول البخاري ( منكر الحديث
) ويدل عليه قرنه بإسماعيل بن رافع المتروك، وقول أبي زرعة ( شيخ صالح ) أراد به صلاحه
في دينه لا في حديثه، وزاد  في التهذيب : “و قال الآجرى، عن أبى داود :
قال أبو الوليد الطيالسى : خليل بن مرة ضال مضل . و قال أبو الحسن الكوفى : ضعيف الحديث
متروك، و قال النسائى : ضعيف.

و قال ابن حبان فى ” الضعفاء ” : يروى عن جماعة من البصريين
، و المدنيين من المجاهيل ، و روى عن يحيى بن أبى كثير ، عن أبى سلمة ، عن أبى هريرة
نسخة طويلة كأنها مقلوبة ، روى عنه إنسان ليس بثقة يقال له : طلحة بن زيد الرقى ، و
قد طول ابن عدى ترجمته ، و أورد له عدة مناكير”.

ثم إن أزهر هذا لم يدرك تميم الداري، والخليل بن مرة رجل بصري لم يحتملوا
انفراده عن أهل بلده فكيف ينفرد عن أهل الشام بسنة لا يعرفها أهل الشام الثقات ولا
الضعفاء حتى !

ولهذا ضعفه الترمذي بعد أن خرجه 

قال الترمذي 3473 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ الخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ “: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ» وَالخَلِيلُ  بْنُ مُرَّةَ لَيْسَ بِالقَوِيِّ عِنْدَ أَصْحَابِ الحَدِيثِ ” قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: هُوَ مُنْكَرُ الحَدِيثِ

فإن قال قائل : الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل.

فيقال : لهذا شروط عند القائلين به والصواب خلافه ، وهذه الشروط لا تنطبق
على هذا الحديث فمن هذه الشروط أن يكون ضعف الحديث محتملاً ، والضعف هنا شديد ثم إنه
يتعلق بأمر غيبي وهو عدد الحسنات التي ستكتب ، وليس له أصل يندرج تحته بهذا التفصيل
، واشترطوا ألا يعتقد المرء ثبوته ومحمد حسين يعقوب أوهم الناس ثبوته.

وليتق الله هؤلاء الدعاة في الجماهير التي تثق فيهم ثقة عمياء ، يترك كل
الأحاديث والآثار الثابتة ثم يذهب إلى حديث منكر لا أعرف أحداً من أهل العلم صححه ويفشيه
في العامة ، وليس من أهل الفن ولا المعرفة، قال  زين دين العراقي في كتابه المسمى
((الباعث على الخلاص من حوادث القصاص)): ثم إنهم -يعني القصاص- ينقلون حديثه على التسليم
من غير معرفةٍ بالصحيح والسقيم.

قال : وإن اتفق أنه نقل حديثاً صحيحاً كان آثماً في ذلك ، لأنه ينقل ما
لا علم له به))، نقل هذا النص النفيس علي ملا القاري في كتابه ((الأسرار المرفوعة في
الأحاديث الموضوعة)) (ص 74).

قلت فما بالك بمن ينقل حديثاً منكراً ويفشيه في العامة جازماً به .

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم