التنبيه على أن الفارابي وابن سينا ليسا من علماء المسلمين

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمما انتشر في المناهج الدراسية وعلى ألسنة بعض جهلة القصاص كعمر عبد الكافي
تمجيد ابن سينا والفارابي على أنهما من علماء المسلمين ، والواقع أنهما من الفلاسفة
الذين كفرهم العلماء، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء وهو يتحدث عن ابن سينا (17/
532): “قد سقتُ فِي (تَاريخ الإِسْلاَم) أَشْيَاءَ اختصرتُهَا، وَهُوَ رَأْسُ
الفَلاَسِفَة الإِسلاَمِيَة، لَمْ يَأْت بَعْد الفَارَابِي مثلُه، فَالحَمْدُ للهِ
عَلَى الإِسْلاَم وَالسُّنَّة.

وَلَهُ كِتَاب (الشِّفَاء)، وَغَيْرُهُ، وَأَشْيَاءُ لاَ تُحْتَمل، وَقَدْ
كَفَّرَهُ الغزَالِيُّ فِي كِتَاب (المُنْقِذ مِنَ الضَّلاَل ) ، وَكفَّر الفَارَابِيّ”،
والغزالي على ابتداعه قد أصاب في هذا فإنهما يذهبان إلى إنكار المعاد الجسماني ، وأن
أخبار الأنبياء من باب التخييل وخداع العامة ولا حقيقة لذلك، يذهب الفارابي إلى أن
الفيلسوف خير من النبي.

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (2/67): “وكما يزعم الفارابى
أن الفيلسوف أكمل من النبى وإنما خاصة النبى جودة التخييل للحقائق الى أنواع من الزندقة
والكفر يلتحقون فيها بالاسماعيلية والنصيرية والقرامطة والباطنية ويتبعون فرعون والنمرود
وأمثالهما من الكافرين بالنبوات أو النبوة والربوبية.

وهذا كثير جدا فى هؤلاء وهؤلاء وسبب ذلك عدم أصل فى قلوبهم وهو الإيمان
بالله والرسول فإن هذا الأصل ان لم يصحب الناظر والمريد والطالب فى كل مقام وإلا خسر
خسرانا مبينا وحاجته إليه كحاجة البدن إلى الغذاء أو الحياة إلى الروح”.

وقال أيضاً (16/440): “ومنهم من يقول لم يعرف الحق بل تخيل و خيل
كما يقوله الفارابى و أمثاله و يجعلون الفيلسوف أفضل من النبى و يجعلون النبوة من جنس
المنامات”.

وقد ذكر شيخ الإسلام في غير هذا الموضع أنهما على مذهب الفلاسفة المشائين
أتباع أرسطو.

قال في درء التعارض (1/157): “وأما الفلاسفة فلا يجمعهم جامع بل هم
أعظم اختلافا من جميع طوائف المسلمين واليهود والنصارى والفلسفة التي ذهب إليها الفارابي
وابن سينا إنما هي فلسفة المشائين أتباع أرسطو صاحب التعاليم”.

وقال في درء التعارض (1/180): “وهذا الذي ذكرته مما صرح به فضلاؤهم
يقولون إن الرسل إنما ينتفع بخبرهم الجمهور في التخييل لا ينتفع بخبرهم أحد من العامة
والخاصة في معرفة الغيب بل الخاصة عندهم تعلم ذلك بالعقل المناقض لأخبار الأنبياء والعامة
لا تعلم ذلك لا بعقل ولا خبر والنبوة إنما فائدتها تخييل ما يخبرون به للجمهور كما
يصرح بذلك الفارابي وابن سينا وأتباعهما”.

وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان :” ذكره تاج الدين محمد بن عبد
الكريم الشهرستاني في كتاب الملل والنحل لما سرد أسامي فلاسفة الإسلام فقال: وعلامة
القوم أبو علي بن سيناء كان طريقته أدق ونظره في الحقائق أغوص وكل الصيد في جوف الفرا
وقال ابن أبي الدم الحموي الفقيه الشافعي شارح الوسيط في كتابه الملل والنحل لم يقم
أحد من هؤلاء يعني فلاسفة الإسلام مقام أبي نصر الفارابي وأبي علي بن سيناء وكان أبو
علي أقوم الرجلين وأعلمهم إلى أن قال: وقد اتفق العلماء على أن ابن سيناء كان يقول
بقدم العالم ونفي المعاد الجسماني ولا ينكر المعاد النفساني ونقل عنه أنه قال: إن الله
لا يعلم الجزئيات بعلم جزئي بل بعلم كلي فقطع علماء زمانه ومن بعدهم من الأئمة ممن
يعتبر قولهم أصولاً وفروعاً بكفره وبكفر أبي نصر الفارابي من أجل اعتقاد هذه المسائل
وأنها خلاف اعتقاد المسلمين”.

وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في مصباح الظلام ص203:” كما ذكره
الفارابي وغيره من دعاة المشركين”

 فاعجب كيف يذكر هؤلاء في أعيان
علماء المسلمين ولم يكونوا على الإسلام، وأما جابر بن حيان صاحب الكيمياء فهو رجل مغمور
لا يكاد يعرف بين العلماء وليس له أخبار.

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (29/ 374): “وَأَمَّا جَابِرُ
بْنُ حَيَّانَ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْكِيمَاوِيَّةِ فَمَجْهُولٌ
لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ”.

والأمر كما قال شيخ الإسلام فإنك تجهد أن تجد له ترجمة موثقة فلا تجد

 قال القفطي في أخبار العلماء
:” جابر بن حيان الصوفي الكوفي كَانَ متقدماً فِي العلوم الطبيعية بارعاً منها
فِي صناعة الكيمياء وَلَهُ فِيهَا تآليف كثيرة ومصنفات مشهورة وَكَانَ مع هَذَا مشرفاً
عَلَى كثير من علوم الفلسفة ومتقلداً للعلم المعروف بعلم الباطن وهو مذهب المتصوفين
من أهل الإسلام كالحارث بن أسد المجاشي وسهل بن عبد الله التستري ونظرائهم.. وذكر محمد
بن سعيد السرقسطي المعروف بابن المشاط الاصطرلابي الأندلسي أنه رأي لجابر بن حيان بمدينة
مصر تآليفاً فِي عمل الاصطرلاب يتضمن ألف مسألة لا نظير لَهُ”.

هذا كل ما وجدته له ، وأما ما ادعاه القاص عمر عبد الكافي من أنه كان إذا
استعصت عليه مسألة في الكيمياء قام الليل فهذا كذب اخترعه عمر لمصلحة الدعوة!

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم