ادعى يوسف زيدان في لقائه مع عمرو أديب أن صلاح الدين الأيوبي أباد نسل الفاطميين لما فرق بين رجالهم ونسائهم
ورد عليه عدد من الباحثين أن العبيديين الذين تسموا بالفاطميين تفرقوا في البلاد في الشام والعراق والمغرب كما نص عليه غير مؤرخ وعليه لا يستطيع صلاح الدين ولا غيره إفناءهم
والواقع أن تصرفه كان له مأخذ فقهي والله أعلم أن فقهاء الشافعية كانوا يحكمون عليهم بأنهم طائفة ردة لأنهم إسماعيلية قرامطة ففرق بين رجالهم ونسائهم لأنه لا يرى صحة عقودهم أو لما كان في عقودهم من شبهة القهر للناس وأبقى عليهم للاستتابة
ولكن نسلهم حتى في مصر لم ينقطع كما ادعى يوسف زيدان بقوله :” عمرك شفت واحد مصري فاطمي”
ففي الواقع قد وجد في أزمنة متأخرة عن صلاح الدين من ينسب إليهم في مصر مما يبدد وهم يوسف زيدان
قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (15/490) :” وتوفى الشيخ الإمام العالم المحدث المفنن، عمدة المؤرخين، ورأس المحدثين، تقىّ الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد البعلبكى الأصل المصرى المولد والوفاة المقريزى الحنفى، ثم الشافعى؛ هذا ما نقلناه من خطه، وأملى علىّ نسبه الناصرىّ محمد ابن أخيه بعد وفاته، إلى أن رفعه إلى علىّ بن أبى طالب من طريق الخلفاء الفاطميين، وذكرناه فى غير هذا المصنف- انتهى.
وكانت وفاته فى يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان ودفن من الغد بمقابر الصوفية، خارج باب النصر، ووهم قاضى القضاة بدر الدين محمود العينى فى تاريخ وفاته، فقال: فى يوم الجمعة التاسع والعشرين من شعبان- انتهى.
سألت الشيخ تقي الدين، رحمه الله، عن مولده فقال: «بعد الستين وسبعمائة بسنيّات» . وكان مولده بالقاهرة، وبها نشأ وتفقه على مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة، وهو مذهب جده لأمه الشيخ شمس الدين محمد بن الصائغ الحنفى، ثم تحول شافعيا بعد مدة”
واللطيف أن يوسف زيدان كان يعول على كلام المقريزي وغفل عن أن المقريزي نفسه من نسل العبيديين وهو مصري أيضاً
علما أن قصة الفصل هذه انفرد بها المقريزي من دون كل المؤرخين وهو ولد بعدها بمائتي عام ولم يذكر سنده فإن أسلافه القرامطة في سندها فلا اعتماد عليها ( علما أنه سني ) وما دام لم يذكر سندا وهو نفسه دليل على عدم دقتها فلا تعويل عليها