التعليق على رفع الصليب في سوريا بعد حادثة حرق شجرة الكريسماس

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن القيم الحنبلي في كتابه «أحكام أهل الذمة»: “224- فصل
قولهم: “ولا نُظهِر عليها صليبا”
لمَّا كان الصليب من شعائر الكفر الظاهرة كانوا ممنوعين من إظهاره، قال أحمد في رواية حنبل: “ولا يرفعوا صليبا، ولا يُظهروا خنزيرا، ولا يرفعوا نارا، ولا يُظهروا خمرا، وعلى الإمام منعهم من ذلك.

وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن عمرو بن ميمون بن مهران قال: كتب عمر بن عبد العزيز أن يُمنع النصارى في الشام أن يضربوا ناقوسا، ولا يرفعوا صليبهم فوق كنائسهم، فإن قُدِر على من فعل من ذلك شيئا بعد التقدم إليه فإنَّ سلبه لمن وجده”.
وإظهار الصليب بمنزلة إظهار الأصنام، فإنه معبود النصارى كما أن الأصنام معبود أربابها، ومن أجل هذا يُسمَّون عباد الصليب.
ولا يُمكَّنون من التَّصليب على أبواب كنائسهم وظواهر حيطانها، ولا يُتعرَّض لهم إذا نقشوا ذلك داخلها”.

قال ابن كثير في «مسند الفاروق»: “قال الحسن بن عرفة حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن زيد بن رفيع عن حزام بن معاوية قال: “كتب إلينا عمر بن الخطاب أن أدبوا الخيل ولا يرقعن بين ظهرانيكم الصليب ولا تجاورنَّكم الخنازير” إسناد جيد”.

ولهذا الخبر طرق عن عمر أفردتها بمقال خاص.

وتابع عمر على ذلك عمر بن عبد العزيز، وبه أفتى فقهاء الأمصار.

فلو فرضنا أنك تسمح للنصارى بذلك من باب المداراة والمصلحة التي تزعمون، فما عذرك وأنت مسلم بهذا الفعل؟

ولن يعتب عليك القوم إن لم تفعل، فهم يعرفون عقيدتك.

ومن النصارى شهود يهوه يدبِّجون المقالات في أن الصليب وثن وأن شجرة عيد الميلاد وثن.

لا مشكلة بمراعاة المصلحة، غير أن المشكلة الكبرى بالتوسع في مراعاة المصلحة، حتى تذهب الثوابت ويتحول الأمر إلى براغماتية.

نعمة الله تشكر بالتزام شرعه، والحي لا تؤمن عليه الفتنة، وكما أن هناك هلاكاً من باب الغلو والشدة، فهناك هلاك من باب التسامح الزائد.

ونرجو للسلطة الجديدة في الشام الهداية والتوفيق والسداد، والكل يشد على أيديهم في كل عمل طيب يقومون به، والنصيحة لا بد منها، وسعة الصدر للنصائح لا ينبغي أن تكون فقط أمام الغربيين المتغطرسين والعلمانيين المجرمين.