التطبيع مع العلاقات المحرمة بين الجنسين في اليوتيوب العربي

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

مما ينبغي أن يتنبه له الدعاة والمربون ما يُدخله اليوتيوبي على الناشئة.

الشباب والشابات في هذا الزمان، الذي يتأخر فيه الزواج جدًّا وتكثر فيه المهيجات مع ضعف الديانة، تتشوَّف نفوسهم لما يسمى بقصص الحب والرومانسية.

وصناع المحتوى في اليوتيوب يبحثون عن المشاهدات بأي طريقة فهذا مصدر رزقهم.

اجتمع من الأمرين السابقين أن بعض صناع المحتوى بدت لهم فكرة، وهي أن يقيم علاقة مع شابة من صانعات المحتوى ويظهر معها وتظهر معه باستمرار.

وهنا يصير الصغار المتعطشون لإشباع مشاعر داخلية عندهم في هذا السياق يتابعون هذه المواد وينشرونها بين أصدقائهم، وهكذا يحصِّل صناع المحتوى ما يريدون.

والعلاقات بين الذكور والإناث في اليوتيوب على ثلاث مستويات:

١) المحتوى العائلي، ويكون بين زوج وزوجة، وهذا خطير أيضًا مع أنه بين زوج وزوجة.

وذلك أن الزوجات لا يلتزمن حجابًا، بل كثير منهن كن يضعن على رؤوسهن شيئًا ثم تركنه بعد الشهرة، ثم هؤلاء الأزواج يستضيفون أهل المستويات الثانية.

مع كونهم يُظهرون لحظات حميمية أمام الكاميرا لجلب المشاهدات.

٢) علاقة العشاق، وهي التي تكون بين شاب وشابة ليسا متزوجين ولا مخطوبين، ولكنهما يُظهران أحوال الحب والعشق، وهذا المحتوى هو الأخطر، وله جمهور كبير بين المراهقين.

٣) علاقة الصداقة، التي يُزعم أنها بريئة، شاب وشابة تجمعهما علاقة عمل ويذهبان ويأتيان مع بعضهما البعض بدون عشق أو زواج، وتُرَسَّخ فكرة العلاقات الأفلاطونية بين الذكر والأنثى، وهذا مفتاح شر عظيم( وغالبا يكون المتابعون غير مقتنعين بذلك وينتظرون تحول العلاقة إلى عشق ثم زواج ) .

وهذا كله تحصيل مشاهدات من خلال المتاجرة بشهوات المراهقين، وهذا يُلقي عبئًا على المربِّين أن يُثبتوا في الناشئة عدة معانٍ:

أولها: معنى الغيرة على الزوجة وأن هذا خلق محمود، وأن المال ليس كل شيء بل إن العرض فوق المال، المال يُؤخذ ليُصان به العرض ولا يُبذل العرض لأجل المال.

ثانيها: أنه لا يوجد علاقات صداقة وذهاب وإتيان وخلوة بين الذكور والإناث إلا بزواج وما سوى ذلك محرم.

قد يظن بعض الناس أنني أتكلم في بديهيات أو أتحدث عن أمر هامشي، ولكن من رأى قنوات اليوتيوب التي فيها هذا المحتوى والعدد الهائل من المتابعين ودرس تعليقات المتابعين سيعلم أننا أمام ظاهرة خطيرة.