فينشر بعض الجهمية الملاحدة عقيدة بين
العوام على أنها عقيدة أهل السنة
وهذا نصها
:”
📜 ذكر العلماء أنه يجب على كل مكلف معرفة ثلاث
عشرة صفة لله تعالى 📜 ✅ وهي ✅ 🔹🔶 الوجودُ والوحدانيةُ والقدمُ والبقاءُ
والقيامُ بالنفسِ والقدرةُ والإرادةُ والعلمُ والسمعُ والبصرُ والحياةُ والكلامُ
والمخالفةُ للحوادث 🔹🔶 ✔ وشرحها كما يلي :✔
1⃣ – الوجود: يجبُ الإيمانُ بأن الله موجودٌ لا
شكَّ في وجودِهِ تعالى، وهو موجودٌ بلا مكان وﻻ جهة ولا يجري عليه زمانٌ.
2⃣ – الوحدانية: الله واحدٌ لا شريكَ له، واحدٌ
في ذاته، وواحد في صفاته وواحدٌ في فعله.
3⃣ – القدم: الله أزليٌّ لا بداية لوجوده،
موجودٌ قبل المخلوقات.
4⃣ – البقاء: الله أبدي لا نهاية له، لا يفنى
ولا يبيد.
5⃣ – القيام بالنفس: الله تعالى لا يحتاج إلى
شيء من مخلوقاته وكلها محتاجة إليه.
6⃣ – القدرة: اللهُ تعالى قادرٌ على كلِّ شيء.
7⃣ – الإرادةُ: أي المشيئة، فكلُّ شيءٍ
يحصُلُ بمشيئة الله.
8⃣ – العلم: اللهُ عالمٌ بكلِّ الأشياءِ قبل
حصولها بعلم واحد أزلي أبدي لا يزيد وﻻ ينقص.
9⃣ – السمع: الله تعالى يسمعُ المسموعاتِ كلها
بدون أذنٍ ولا ءالةٍ أخرى.
🔟 – البصر: الله يرى كل المرئيات بدونِ حدقةٍ
ولا ءالةٍ أخرى.
1⃣1⃣- الحياة: الله حيٌّ بدونِ روحٍ ولحمٍ وقلبٍ
فحياته لا تشبهُ حياتنا وهو حيٌّ لا يموت.
2⃣1⃣ – الكلام: الله يتكلمُ بدونِ لسانٍ وشفتين
وكلامهُ ليسَ لغةً عربيةً أو أجنبية، وكلامه لا يشبهُ كلام البشر فهو ليس حرفا وﻻ صوتا
وﻻ بداية له وﻻ نهاية.
3⃣1⃣ – المخالفةُ للحوادث: الله تعالى لا يشبهُ
المخلوقات. 💠💠💠💠💠💠💠 ◾ هذا ما جاء به أنبياء الله من
لدن سيدنا آدم إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليهم وسلم وهذا اعتقادنا اعتقاد
أهل السنة”
أقول : هذه العقيدة لم يتكلم بها النبي
صلى الله عليه وسلم ولا أحد من العلماء بل بعض فقراتها كفر بإجماع المسلمين
فقوله ( وكلامه ليس لغة عربية ولا أجنبية )
مخالف لما ثبت أن القرآن كلام الله وهو
بلسان عربي مبين لذا نقل السجزي الإجماع على كفر منكر القرآن العربي
قال السجزي في الرد على من أنكر الحرف
والصوت :” فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس
له أوّل ولا آخر.
ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر
بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم، ومدعي قرآن لا لغة
فيه جاهل غبي عند العرب، لأن القرآن اسم لكتاب الله عز وجل العربي مختص به عند
كثير من العلماء ولذلك لم يهمزه غير واحد من القراء والفقهاء وهو قول الشافعي رحمة
الله عليه وقراءة
ابن كثير وغيره. وقالوا: ” إذا قرأ
القارئ قوله سبحانه {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ}3 همز قرأت؛ لأنه مشتق من
القراءة”.
وعند بقية القراء والعلماء أن القرآن
مهموز وهو اسم مشتق من قرأ قراءة وقرآناً، أو من ضم بعضه إلى بعض. والعقل غير (موجب)
لتسمية صفة لله سبحانه قرءآناً بالاتفاق.
وإنما أخذ هذا الاسم سمعاً والسمع قوله: {إِنَّا
جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً}
وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً
عَرَبِيّاً} 1، وقوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} ، وقوله: {وَمَا
عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ
مُبِينٌ}.
وما لا يجوز أن يكون لغة لا يكون شعراً
عند أحد، فلما نفى الله عز وجل كون ما زعم كفار قريش أنه شعر4 وأثبته قرآناً لم
تبق شبهة لذي لبّ في أن القرآن المختلف في حكمه الذي أمر الجميع بالإيمان به هو
كتاب الله سبحانه العربي، الذي علم أوّله وآخره، فمن زعم أن القرآن اسم لما (هو) غيره
وخلافه دونه بان حمقه”
وأما إنكار أن الله يتكلم بحرف وصوت فهذه
عقيدة الجهمية الكفار نص على ذلك الإمام أحمد ابن حنبل
قال عبد الله بن أحمد في السنة 462 – حدثني
أبي رحمه الله ، نا سريج بن النعمان ، نا عبد الله بن نافع ، قال : كان مالك بن
أنس يقول : « الإيمان قول وعمل ، ويقول : كلم الله موسى ، وقال مالك : الله في
السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء » « سألت أبي رحمه الله عن قوم ، يقولون :
لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت فقال أبي : » بلى إن ربك عز وجل تكلم بصوت
هذه الأحاديث نرويها كما جاءت «
فالأخبار مصرحة بأن الله يتكلم بصوت لا
كما يدعي الملحد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يتكلم بلا صوت
وقد صرح شيخ الإسلام في درء التعارض (2/84)
على أن عقلاء بني آدم مجمعون على أن الكلام لا يكون إلا بحرف وصوت وأن الأشاعرة
خالفوا هذه الضرورة –
وقال ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة
أيضاً (2/511) :” اعلم يا أخي أن من جملة تمويههم وخدعهم قول الجاهل منهم : فإذا
قلتم إن كلام الله حرف وصوت فقد شبهتم الباري بكم ، فتحقق اسم التشبيه فيكم
فيقال لهم : التشبيه بكم أليق ، وأنتم
إليه أسبق ، لأنكم قلتم إن الكلام حرف وصوت ما قام بالنفس ، والحرف والصوت عبارته
، ووصفتم كلام الله بأنه قائم بالنفس فشبهتم الصفة بالصفة ، وخرقتم إجماع المسلمين
بإثبات صفة لم تثبت من كتاب ولا من سنة “
فهم يشبهون الله عز وجل بالأخرس وقد كفرهم
بهذا المذهب _ يعني نفي الحرف والصوت _ كل
من البربهاري والآجري وابن بطة وعبد الغني المقدسي
قال ابن بطة في الإبانة (6/31) :” فمن
أنكر أن الله كلم موسى كلاما بصوت تسمعه الأذنان وتعيه القلوب ، لا واسطة بينهما ،
ولا ترجمان ولا رسول ، فقد كفر بالله العظيم وجحد بالقرآن ، وعلى إمام المسلمين أن
يستتيبه ، فإن تاب ورجع عن مقالته ، وإلا ضرب عنقه ، فإن لم يقتله الإمام وصح عند
المسلمين أن هذه مقالته ففرض على المسلمين هجرانه وقطيعته ، فلا يكلمونه ، ولا
يعاملونه ، ولا يعودونه إذا مرض ، ولا يشهدونه إذا مات ، ولا يصلى خلفه ، ومن صلى
خلفه أعاد الصلاة ، ولا تقبل شهادته ، ولا يزوج ، وإن مات لم ترثه عصبته من
المسلمين إلا أن يتوب”
وقال البربهاري في شرح السنة [73] والإيمان
بأن الله تبارك وتعالى هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله
الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره، فمن قال غير هذا فقد كفر.
وقال عبد الغني المقدسي في الاقتصاد ص141
:
” ونعتقد أن الحروف المكتوبة عين
كلام الله عز وجل، لا حكاية ولا عبارة. قال الله عز وجل: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ
لا رَيْبَ فِيهِ} . وقال: {المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} . وقال: {الر تِلْكَ
آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} وقال: {المر} . وقال: {كهيعص} . {حم عسق} ، فمن لم
يقل إن هذه الأحرف عين كلام الله عز وجل ( يعني الأشاعرة ) فقد مرق من الدين، وخرج
عن جملة المسلمين، ومن أنكر أن يكون حروفاً فقد كابر العيان وأتى بالبهتان”
وصرح بتكفيرهم ابن قدامة المقدسي حيث قال
في المناظرة على القرآن ص50 :” وَهَذَا حَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَا محَالة
فهم زنادقة بِغَيْر شكّ فَإِنَّهُ لَا شكّ فِي أَنهم يظهرون تَعْظِيم الْمَصَاحِف
إيهاما أَن فِيهَا الْقُرْآن ويعتقدون فِي الْبَاطِن أَنه لَيْسَ فِيهَا إِلَّا
الْوَرق والمداد ويظهرون تَعْظِيم الْقُرْآن ويجتمعون لقرَاءَته فِي المحافل
والأعرية ويعتقدون أَنه من تأليف جِبْرِيل وَعبارَته ويظهرون أَن مُوسَى سمع
كَلَام الله من الله ثمَّ يَقُولُونَ لَيْسَ بِصَوْت”
ويا ليت شعري رب العالمين يقول ( وناديناه
من جانب الطور الأيمن ) وهل يكون النداء إلا بصوت
وما أحسن ما قال ابن تيمية مجيباً بعض
أسلاف هذا الجهمي كما في مجموع الفتاوى (3/209) :” بل مذهب السلف ان القرآن
كلام الله حروفه ومعانيه والكلام يضاف حقيقة الى من قاله مبتدءا لا الى من قاله
مبلغا مؤديا وأن الله تكلم بصوت وذكر حديث أبى سعيد رضى الله عنه الذى فى الصحيحين
اخذ نائب المالكى يقول أنت تقول إن الله
ينادى بصوت فقال له الشيخ هكذا قال نبيك إن كنت مؤمنا به وهكذا قال محمد بن عبدالله
إن كان رسولا عندك”
فانظر إلى أي هوة سحيقة كان هذا الجهمي
يريد أن يوقعك أخي المسلم
وقول الملحد (البصر: الله يرى كل المرئيات
بدونِ حدقةٍ ولا ءالةٍ أخرى)
فيه نفي لصفة العين الثابتة في الكتاب
والسنة
قال عبد الله بن أحمد في السنة 964 – حدثني
محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي ، وسويد بن سعيد الهروي ، قالا : حدثنا معتمر بن
سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عمران الجوني ، ( ولتصنع على عيني ) قال : « يربى بعين الله »
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 13904 – حدثنا
محمد بن يحيى ، أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة :
« ( ألا إن لله ما في السموات والأرض ، قد يعلم ما أنتم عليه ) قال : ما كان قوم
قط على أمر ولا حال إلا كانوا بعين الله وإلا كان عليهم شاهد من الله عز وجل »
ونفيه الحدقة واللسان والشفتين بدعة
وضلالة ما تكلم بها أحد من السلف ولا الأنبياء كما ادعى الملحد وعقيدة أهل السنة
في هذا السكوت وألا تثبت ولا تنفى
واعجب كيف يحصر صفات الله عز وجل الواجب
الإيمان بها بثلاثة عشر صفة
والله عز وجل له أكثر من تسعة وتسعين
اسماً كل اسم يتضمن صفة
فأين صفة العلو التي تضمنها اسمه العلي
وأين صفة الرحمة التي تضمنها اسمه الرحمن
والرحيم
وأين صفة الحكمة التي تضمنها اسم الحكيم
وأين صفة الكبرياء والعزة والجبروت وغيرها
وغيرها
فصفات الله عز وجل التي يعرفها به عباده
وبها يرغبونه ويرهبونه من المحبة والبغض والرحمة والرأفة والغضب وغيرها من الصفات
لا يؤمن بها هؤلاء الملاحدة ويستبدلونها بالفلسفة الفارغة
فتأمل كيف بلغ الإلحاد بهذا الشخص افتراؤه
على أنبياء الله أنهم قالوا بأن الله لا يتكلم بحرف وصوت ولغة وإيجابه على الناس
اعتقاده هذا الكفر
مع إهماله للصفات الثابتة في الكتاب
والسنة والتي يعلمها صبيان الكتاتيب قبل المنتسبين للعلم غير أن سبب ذلك أنهم
ينكرون هذه الصفات ويحرفونها أفرأيت الكفر والإلحاد
وقد خلط بين الإرادة والمشيئة وهذا باطل
فالإرادة إرادتان
إرادة كونية تستلزم الوقوع ولا تستلزم
المحبة وهي المرادفة للمشيئة
وهي المقصودة في قوله تعالى : (إِنَّمَا
قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
وإرادة شرعية تستلزم المحبة ولا تستلزم
الوقوع
وهي الواردة في قوله تعالى : ( يريد الله
بكم اليسر ) وقوله تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ
سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ)
وفي الأمة من لا يتوب ومن يشدد على نفسه
وفي كلامه أمور أخرى تتعقب غير أنني وددت
التنبيه على أنه ملحد لا يعتمد فحتى عقيدة الأشاعرة لم يحسنها وخالفها في صفة
القدرة
وهذه العقائد الفاسدة إنما انتشرت بين
الناس بسبب أقوام انتسبوا للعلم واعتقدوا هذه العقائد تقليداً وسفهاً حين خدعهم
الشيطان بحظ من العلم في بعض الأبواب مع الجهل بأعظم أبواب الدين فأودعوا هذه
الكفريات كتب التفسير وشروح الحديث بل ذكروا فيها ما هو أعظم كفراً مما سبق من
إنكار علو الله على خلقه والتشنيع على القائلين بإثبات العلو
وردف ذلك المخذلين الذين عظموا هؤلاء
وجعلوهم محنة ووصفوهم بخدمة الإسلام متغافلين عن إفسادهم لعقائد المسلمين وكونهم
أداة في يد أهل الباطل
فنشأ عن هذا فساد عظيم وبعثت الجهمية في
بلدان كانت قد أقفرت من التجهم ورأينا عياناً حقيقة قول السلف ( من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام )
والله المستعان
هذا
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم