البخاري المزيف!

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

البخاري المزيف !

ترجم ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٢/١٠٨) لمحمد بن إسماعيل بن محمد أبي عبدالله البخاري وقال : طوف وسمع بخراسان وبغداد والشام وسمع من خلق كثير وقدم دمشق لزيارة القدس وسماع الحديث وسمع بها من أبي القاسم النسيب وغيره وحدث بها عن أبي بكر احمد بن علي بن الحسين الطريثيثي وأبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن الفسوي وأبي القاسم علي بن أحمد بن بيان وأبي طاهر محمد بن أحمد ابن محمد بن قيداس البغداديين وغيرهم

ثم قال ابن عساكر : ذكر لي عن هذا البخاري عجائب ببغداد من الفسوق والكذب وأنه غير اسمه كنيته وتسمى بمحمد بن إسماعيل تشبيها بالبخاري وحكى عنه أبو القاسم بن السمرقندي أنه كتب عليه محضر بأنه كذاب وبلغني أنه قيل له ألم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم) من كذب علي متعمدا قال أنا لا أكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنما أكذب على الشيوخ ( يعني أنه يأتي بأحاديث صحيحة ولكن عن شيوخ لم يسمعهم ليغرب فما احتملوا له هذا لدقة المحدثين ) وهلك ببغداد في البيمارستان وكان قد حد في الشراب

أقول : حال هذا البخاري المزيف الذي تسمى باسم الإمام البخاري وظن أنه بمجرد التسمي باسم البخاري وكنيته يلحق بالبخاري وهو لا يساوي عشره في الحفظ والتقى

يذكرني بحال أناس بهذا العصر يقولون عن السلف هم رجال ونحن رجال ويضعون رؤوسهم برؤوس الحفاظ الكبار والفقهاء وهم ما بلغوا شيئا من تقاهم وكدهم في الطلب

فهذا البخاري المزيف ما صبر حتى صار يكذب لأنه لم يكن عنده اكتفاء من العلم الصحيح

وهذا حال أدعياء العلم في عصرنا لأنهم شح نصيبهم من العلم الصحيح صاروا يبحثون في المحدثات والأغلوطات ليسدوا الفراغ