الانتحار في كوريا الجنوبية

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

يقول المؤلف الكوري الجنوبي يونغ ها كيم، مشيراً إلى المجتمع الكوري الحديث، في مقالته لصحيفة “نيويورك تايمز “الانتحار في كل مكان” وهو يتحدث عن حالات الانتحار الهائلة في كوريا الجنوبية : ويحدث انتحار كبار السن أيضا بمعدل عال يبعث على الانزعاج – وهو أعلى معدل في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وكثير من المسنين ينتحرون بسبب الفقر، وبدرجة أقل، انهيار هيكل الأسرة التقليدي لكوريا.

ووفقا لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، يعيش حوالي نصف سكان كوريا المسنين في فقر. والكثير من الكوريين المتقاعدين ليس لديهم مصدر للدخل لأن نظام المعاشات التقاعدية في البلد لم يبدأ إلا في عام 1988. وقد لا يكون لديهم أي أحد يعتمدون عليه ؛ كما أن كوريا أصبحت أكثر وأكثر تقدما اقتصاديا، لذلك المزيد من الكوريين تخلوا عن والديهم المسنين في الريف وأحيانا يرسلون لهم المال. وحرمان الكثير من كبار السن في كوريا الجنوبية يدفعهم إلى الانتحار حتى لا يثقلوا على عوائلهم اقتصاديا.

أقول : الكاتب تحدث عن الانتحار في كوريا بين جميع الطبقات ولكنني أود التركيز على هذه النقطة لا شك أن كوريا بلد متقدم اقتصادياً ودائماً يضرب به المثل فانظر كيف أن التغريب نفعهم في جانب ولكن انجرافهم وراءه حطم هيكل الأسرة وجلب التعاسة العظيمة لكبار السن هكذا هو التقليد الأعمى يفقدنا أموراً عظيمة لا نعرف قيمتها إلا بعد أن نفقدها ما فائدة المال إن لم يقترن الأمر بسعادة وراحة بال ، أما أن يتحول الإنسان إلى آلة تكدح في مصنع الرأسمالية والآلة الصماء تتقدم وهو بصفته إنساناً يتأخر ويكون سبباً لتعاسة أقرب الناس إليه السعي وراء هذا محض سفه

وليحمد الله العقلاء على نعمة التماسك الأسري في عدد من مجتمعاتنا والذي يخوض معركة بقاء جادة تستهدف فيه بالدرجة الأولى نقطة القوة ونقطة الضعف في آن واحد ألا وهي المرأة فإن صمدت خابت تلك المحاولة وإن انهارت أسلمتنا إلى الأعداء وأقرت بذلنا أعينهم