كتب الرحالة أحمد القاري المغربي ما يلي : في دفاعه عن نفسه تجاه اتهام سيدة له بمحاولة اغتصابها قبل عقود ذرف (كافاناه)، مرشح ترامب لعضوية المحكمة العليا الأميركية، دموعا كثيرة تزيد على ما ذرفته مُتَّهِمته في جلسة استماع لها قبله بقليل.
دموع القاضي أثارت سخرية المغردين خاصة أنه بالغ في البكاء وكرره مرة بعد أخرى.
القاضي استعرض حياته مصورا نفسه في سنوات شبابه فتى كاثوليكيا منضبطا وملتزما.
كرر القاضي كلمة “كاثوليكي” كثيرا. وأكد أنه درس في ثانوية للبنين تابعة لجماعة الإخوة اليسوعيين.
وقال القاضي إنه كان منظما جدا وإنه كان يدون كل ما يقوم به في مذكرات يحتفظ بها إلى اليوم.
القاضي قال إن جوابه على سؤال لم لا يذكر ذهابه للكنيسة كل يوم أحد بأنه لم يكن يدون استخدامه لفرشاة الأسنان. والذهاب للكنيسة كل يوم أحد كان بالنسبة له أساسيا مثل تنظيف الأسنان ولا يحتاج إلى ذكره.
تجاه الاتهامات الأخلاقية يكون أفضل دفاع هو ادعاء التدين، حتى في الكونغريس الأميريكي. وعموما ينظر في الأوساط السياسية الأميركية إلى التدين باعتباره أمرا إيجابيا وجيدا. وهو ليس مما يتعرض عندهم للتنقيص والسخرية عادة.
يشار إلى أن كافاناه دون الملاحظة التالية في أحد كتب المدرسة السنوية (FFFFFF) وهي اختصار لعبارة مشهورة لدى الطلبة الأميركيين الذكور وتلخص رؤيتهم للطالبات: (التقهن، قبلهن، لامسهن، صبعهن، جامعهن ثم انسهن).
أقول : ترددت كثيرا في نقل هذا الكلام لأن آخره مؤذ للنفس غاية ولكن في ظل بعض المطالبات الملحة يضطر المرء لذكر ما يدل على أن ظاهر ما يغلف بالتحرر باطنه الامتهان الفج للأنوثة والعفة
وأن في الولايات المتحدة حيث لا يمكن (في عقول كثيرين) اتهام القانون أو الثقافة السائدة تعيش الكثير من النساء حالة من الامتهان الذي ينفر منه كل طالب صاحب فطرة سليمة وما لم تستطع الولايات المتحدة اتقاءه أنى لنا أن نتقيه اذا سرنا على نفس الخطى ؟
وتأمل كيف أن الرجل وهو قاضي عارف بالقرائن التي تجعل ساحة المتهم أبعد عن الإدانة ، جعل تدينه الكاثوليكي قرينة لبراءته من تهمة الاغتصاب علما أن هناك رجال دين متهمون بنحو من ذلك ولكن يبقى الدين في عقولهم مانعا من مثل هذه التصرفات في الأصل ولو خالف بعض المنتسبين له
أما إن مثل هذا الأمر لو كان في بعض بلداننا لكان مثارا للسخرية ولهذا أغبط فعلا اليمين في تلك البلدان التي فشا فيها الانحلال بأنهم أقدر على التكلم عن الفضيلة مع شُح حضورها في الواقع دون أن يتلقوا السخرية التي تنتشر في مجتمعاتنا لأن عقدة النقص غير حاضرة ولأن الآثار السلبية للانحلال لا تخفى على أحد فلا يمكن مكابرتها كما تفعل وسائل الإعلام عندنا حتى أنهم يرجعون بعض صور الانحلال لتطبيق بعض مظاهر التدين !