قال أبو إسماعيل الهروي الأنصاري في ذم الكلام [ 1400 ]:
” أخبرنا محمد بن المنتصر
الباهلي، أبنا محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين، ثنا محمد بن إبراهيم الصرام، ثنا
الغسيلي، حدثني الحسن بن الصباح البزار؛ قال:
((سألت أبا عبد الله -يعني: أحمد بن حنبل- عمن أجاب في المحنة: ما ترى
في الكتاب عنهم؟
قال: القول في بعض أغلظ منه في
بعض، ولكن يكتب عن السبعة فقط.
فقيل له: يكتب عن أحد غير السبعة؟
فلم يرخص وقال: يغني الله عنهم.”
أقول : أحمد هنا ينهى عن الكتابة عمن أجاب في المحنة قبل أن يعذب ، ويقول
: ( يغني الله عنهم )
وأكتفي بذكر واحد منهم وهو الحافظ علي بن عبد الله بن جعفر المديني
هذا الرجل لم يكن ثقة ثبتاً فحسب ، بل كان عالماً بعلل الأحاديث وأحوال
الرواة والاتصال والانقطاع
والعلماء المتقنون لهذا أندر من الذهب الأحمر ، ومع ذلك ينهى أحمد عن الأخذ
عنه ويقول ( يغني الله عنه )
فكيف واليوم تنهى عن الأخذ عن رجل مادته مكرورة والعلم الذي عنده موجود
عند غيره بكثرة وما ينفرد بشيء لا يسع المسلم أو طالب العلم الحاذق جهله
فيملأ أهل التمييع الدنيا بكاءً وعويلاً
( من تركتم لنا )؟
ما بقي أحد ؟
هذه حدادية جديدة !
وأقول : ارفقوا بأنفسكم فإن الرجال إنما يكتسبون مكانتهم من نصرتهم للشرع
، فلا يمكن أن يقدموا عليه
وإن قال سفيهكم ( لستم كالإمام أحمد ابن حنبل )
قلنا ( ولا صاحبكم كابن المديني ولا معه عذر ابن المديني الذي كان وقت
تحذير أحمد منه نازعاً عن القول بخلق القرآن مكفراً للقائلين به )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم