الأثر القديم للرافضة على الزيدية

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن مما يشيع بين الناس اليوم ، العلاقة الجديدة بين الرافضة والزيدية
المتمثلة في الحوثيين في اليمن ، وقد ظهر التزواج الرافضي الزيدي في طائفة الجارودية

غير أنني أزعم أن أثر الرافضة على الزيدية أقدم من ذلك بكثير وعلى جميع
فرق الزيدية

إذ من المعلوم أن أصح كتاب عند القوم مسند زيد بن علي

قال محقق المسند في ص34 :” أرويه من عشر_ كذا _ طرق عن عشرة من مشائخي
من علماء صنعاء اليمن، منها قراءة من اوله إلى آخره بالسماع من لفظ شيخنا علامة المعقول
والمنقول القاضي حسين بن علي العمري حفظه الله تعالى، في شهر ذي القعدة سنة 1315. وهو،
حفظه الله، يرويه من طرق، منها قراءة على شيخه السيد العلامة علم الاسلام قاسم بن حسين
بن المنصور، رحمه الله، وهو يرويه قراءة عن شيخه الفقيه العلامة حسين بن عبد الرحمن
الاكوع، عن القاضي العلامة عبد الله الغالبي، عن السيد احمد بن يوسف زباره، عن أخيه
الحسين زباره عن ابيه عن جده الحسين بن احمد زباره، عن احمد بن صالح ابي الرجال، عن
القاضي احمد بن سعد الدين المسوري، عن الامام المؤيد بالله محمد بن القاسم عن ابيه
المنصور بالله القاسم بن محمد، عن السيد امير الدين بن عبد الله، عن السيد احمد بن
عبد الله، عن الامام شرف الدين، عن السيد صارم الدين، عن المطهر بن محمد بن سليمان،
عن المهدي احمد بن يحيى، عن الفقيه محمد بن يحيى، عن القاسم بن احمد حميد عن ابيه،
عن المنصور بالله عبد الله بن حمزة، عن محيي الدين وعمران ابي الحسن، عن القاضي جعفر
بن احمد، عن احمد بن ابي الحسن الكني، عن زيد بن الحسن البيهقي، عن الحاكم ابي الفضل
وهب الله بن الحاكم ابي القاسم الحسكاني، عن الحافظ ابي سعيد عبد الرحمن النيسابوري،
عن ابي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، عن عبد العزيز ابن اسحق، عن علي بن محمد بن
كاس النخعي، عن سليمان بن ابراهيم المحاربي، عن نصر بن مزاحم المنقري، عن ابراهيم بن
الزبرقان التيمي، عن ابي خالد عمرو بن خالد الواسطي، عن الامام الشهيد الولي زيد بن
علي رضي الله عنهم “

قلت : اشتهر عند الباحثين إعلال هذا السند بعمرو بن خالد الواسطي الكذاب
، غير أن السند إليه لا يصح بل فيه نصر بن مزاحم المنقري

قال أبو حاتم كما في الجرح والتعديل (8/468) :” واهي الحديث متروك
الحديث لا يكتب حديثه كان شبه عريف مات قبل دخولنا الكوفة “

قال الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 282) :” وحدثنا عبد العزيز بن احمد
الكتاني حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا
القاسم بن عيسى العصار قالا حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال نصر بن مزاحم العطار
كان زائغا عن الحق مائلا

قلت أراد بذلك غلوه في الرفض

أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا أبو مسلم بن مهران أخبرنا عبد المؤمن
بن خلف النسفي قال قال صالح بن محمد نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير

حدثني احمد بن محمد الغزال أخبرنا محمد بن جعفر الشروطي أخبرنا أبو الفتح
محمد بن الحسين الحافظ قال نصر بن مزاحم غال في مذهبه غير محمود في حديثه”

وقال ابن عدي في الكامل (7/37) :” وهذه الأحاديث لنصر بن مزاحم مع
غيرها مما لم اذكرها عن من رواها عامتها غير محفوظة”

وقال الذهبي في الميزان :” رافضي جلد ، تركوه ” ونقل عن أبي
خيثمة تكذيبه

ونصر هذا مترجم في كتب الروافض على أنه منهم قال النقراشي في رجاله في
( 5/ 11) :” نصر بن مزاحم المنقري: العطار، أبو المفضل ، كوفي، مستقيم الطريقة
صالح الأمر، غير أنه يروي عن الضعفاء ” وهذا مضمون ترجمته في عدد من كتب الروافض

قلت : فلا يبعد أن يكون هذا الرافضي أدخل في دين الزيدية ما أدخل فتأمل
!

وأما عمرو بن خالد الواسطي فينسبه الروافض للبترية

والبترية قال فيهم النوبختي ، في كتابه((فرق الشيعة )) في ص 20 :

” و فرقة قالت ان علياً كان أولى الناس بعد رسـول الله صلى الله عليه
و آله بالناس لفضله و سابقته و علمه و هو أفضل الناس كلهم بعده و اشجعهم و اسخاهم واورعهم
و ازهدهم ،و اجازوا مع ذلك إمـامة أبي بكر وعمرو عدّوهما اهـلاً لذلك المكان والمقام
، و ذكروا ان علياً عليه السلام سلّم لهما الامر ورضـي بذلك و بايعهما طائعاً غير مكرهٍ
و ترك حقه لهما ، فنحن راضـون كما رضي الله المسلمين له ولمن بايع ، لا يحل لنا غير
ذلك و لا يسع من احدا الا ذلك وان و لاية ابي بـكر صارت رشدا و هدى لتسليم علي ورضاه
و لولا رضاه و تسليمه لكان أبو بـكر مخطئا ضالا هالكا، و هم اوائل البترية”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم