الآثار النفسية لكون المرء ابنًا غير شرعي (بُعدٌ غائب من أبعاد غياب تحكيم الشريعة)

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

يظن كثير من الناس أن المجتمع الغربي تجاوز بعض الأفكار مثل فكرة (الابن غير الشرعي) أو (ابن الزنا) غير أن الأمر ليس كذلك، فهذه مشكلة موجودة في عامة المجتمعات الغربية والمتغربة، وتفشو هذه المشكلة في هذه المجتمعات أكثر من غيرها بحكم أنه لا توجد إلا زوجة واحدة وبحكم فشو الزنا بسبب الاختلاط والتبرج وتوافر كل المهيجات، فكثير من الأبناء غير الشرعيين هم أبناء لرجال عندهم أسر وأقاموا علاقات جانبية مع نساء آثرن ألا يجهضن فاختار ذلك الرجل أسرته الأصلية وترك الطفل الذي من عشيقته ابنًا غير شرعي، هذه هي الحال الأكثر فشوًّا مع حالات أخرى.

[ psychvarsity ]

هذا موقع طبي نفسي مشهور نشر قبل ثلاثة أشهر -بتاريخ 3 فبراير من هذا العام- مقالًا عن الآثار النفسية السلبية المنتشرة بين الأبناء غير الشرعيين.

عنوان المقال:
[ الآثار النفسية لكونك طفلًا غير شرعي – تدني احترام الذات، ومشاكل الثقة، ومشاكل الهوية، وتحديات العلاقات.. ]

جاء فيه:
“يمكن أن تكون النشأة كطفل غير شرعي تجربة صعبة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الرفاهية العاطفية والنفسية للفرد. إن وصمة العار والإذلال المرتبطين بالولادة خارج إطار الزواج، على الرغم من أنهما قد يبدوان طفيفين، يمكن أن يكون لهما آثار طويلة الأمد يمكن أن تؤثر حتى على البالغين. ستتم مناقشة أهم خمسة آثار نفسية لكونك طفلًا غير شرعي في هذه المقالة”.

ثم ذكر هذه الآثار الخمسة وهي:

1- انخفاض الشعور باحترام الذات.

2- مشاكل الهوية (يقول الكاتب إن الطفل إذا لم يكن عنده ارتباط بتاريخ عائلته ونسبه يمكن أن يكون لهذا تأثير خطير على صحته النفسية من خلال التسبب في مشاعر الحيرة وعدم الارتياح وعدم اليقين).

وهذا يبين لك فائدة العناية بالأنساب والتي حث عليها الشرع.

3- الصراع مع الثقة:

يعني أنه يصعب عليه أن يثق في الناس بسهولة وذلك بسبب صنيع والده معه.

4- مشاكل مع الصحة العقلية.

5- صعوبة في العلاقات.

يقول الكاتب: “قد يؤدي الافتقار إلى بيئة منزلية مستقرة ورعاية إلى جعل من الصعب على أولئك الذين يكبرون كأطفال غير شرعيين التفاوض بشأن تعقيد العلاقات. هذا قد يجعل من الصعب عليهم تطوير والحفاظ على علاقات دائمة مع الآخرين وكذلك يسبب لهم صعوبة في فهم مشاعرهم والتعبير عنها”.

أقول: من أراد التوسع فليراجع المقال، وقد ختم الكاتب مقاله باقتباس عن أحد الروائيين يقول فيه “الأسرة أحد روائع الطبيعة” وأنا أقول هي آية من آيات الله عز وجل.

إذا قرأت الكلام أعلاه وفهمت كيف تفكك الرأسمالية الأسرة تعرف فضل الشريعة، إذا خطر في بالك أن العشيقة كان من الممكن أن تكون زوجة ثانية ويتلافى الأبناء غير الشرعيين كل هذه البلايا تعرف فضل الشريعة، إذا عرفت خطورة الزنا حتى مع مجتمع متصالح مع الزنا وذرائعه تعرف فضل الشريعة.

هناك إشكالات نفسية يعاني منها الملايين سلَّم الله الكثيرين منا منها ولكن كثيرًا من الناس لا يعلمون فضل الله عليهم ويدفعونه ويأبون إلا الضياع.