اعتراف هام في موضوع الزواج المبكر والخصوبة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

اعتراف هام في موضوع الزواج المبكر والخصوبة

مايكل ج. زاي (Michael G. Zey)، المدير التنفيذي لـ (Expansionary Institute)، وأستاذ الإدارة في جامعة ولاية مونتكلير في أبرمونتكلير بولاية نيو جرسي.

له مقال بعنوان: ثورة إطالة العمر الفائق:
ظاهرة إطالة العمر وأثرها في العمل والعائلة.

يقول فيه: “وقد تُقرّر النساء إنجاب الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهن، ليس لسبب عدا الحقيقة العلمية التى تزداد تأكيدًا والقائلة إن فرص حمل المرأة تتناقص بدرجة ملحوظة بعد أواسط الثلاثينيات من العمر. ومن البديهي أن علم الإخصاب سيتمكن على أغلب الاحتمالات في العقود القادمة من تذليل العقبات الطبية أمام الحمل في سني العمر المتقدمة. لكن الطبيعة على وجه التأكيد تدعم أرجحية الخصوبة المبكّرة. إذ إن بدء البلوغ في الأقطار الصناعية لكل من الذكور والإناث يَحدث اليوم في أعمار مبكرة قياسًا بما كان عليه قبل 20 أو 30 سنة فقط. إضافةً إلى ذلك، فإن اتجاهًا سكانيًّا غير متوقع تمامًا يمكن أن يُحدِث نقلة اجتماعية تفضّل إنجاب الأطفال في عمر مبكر. وبعد عقود من النمو السريع، يُتوقع أن يصل عدد سكان العالم قمتَه في منتصف القرن الحادي والعشرين ومن ثم يبدأ بالتناقص بصورة بطيئة. ويشكل نقص السكان في الكثير من الأقطار الغربية الآن مشكلة مقلقة. ولعكس هذا الاتجاه يتمكن المجتمع وبطريقة ذكية من تشجيع الزواج المبكر والحمل المبكر”.

أقول: المقال قديم نسبيًّا، وهو يتحدث عن تطورات متوقَّعة في علم الطب. الذي لفت نظري هو قوله: “لكن الطبيعة على وجه التأكيد تدعم أرجحية الخصوبة المبكّرة”. (هو يقول الطبيعة على عادتهم بمثل هذه التعبيرات الإلحادية، وإلا فالأمر إرادة الله وحكمته سبحانه).

يعني أن المرأة كلما كان زواجها مبكرًا كلما كانت خصوبتها أعظم (أي إمكانية الإنجاب)، مثل هذا الاعتراف يقوله بأريحية قديمًا، أما اليوم بفعل اللوبي الليبرالي لا يمكن التصريح بذلك في الدراسات العلمية إلا بصورة ملتوية أو خجولة في الغالب، أو تكون دراسات يطمئن الناشر أنها لن تقع بيد عامة الناس وإنما هي بين المتخصصين.

وهذا مشاهَد، أن مشاكل الإنجاب أكثر في هذا الجيل الذي يتأخر زواجه منها في الجيل السابق.

وهنا على الإنسان أن يعي ويتفكَّر، فلا تُخدع المرأة بعبارة “الوظيفة مقدَّمة على الزواج”، فالإنجاب لا يكون إلا بزواج، والإنجاب أمنية كل أنثى سليمة الفطرة، وتلك مصلحة كبيرة تتقلَّص أمامها المصالح الأخرى.

والعاقل يعلم أن الغنم بالغرم، أي لا توجد غنيمة دون بذْلِ شيء، ومن رام الحصول على الأشياء كلها لا يحصل على شيء منها، وهكذا تترتَّب الأولويات.